بغداد: التحذير الأميركي من انهيار سد الموصل عار من الصحة.. مدير السد : التقرير فاجأنا .. وأجهل دوافع نشر هكذا معلومات مقلقة للسكان
بغداد : «الشرق الأوسط» - نفت الحكومة العراقية ان يكون سد الموصل يوشك على الانهيار، فيما انتقد مدير السد تحذيرا بهذا المعنى جاء في تقرير للجيش الاميركي نشر اول من امس، قائلا: إن هذا التقرير اثار قلق المواطنين في مدينة الموصل.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية «هذه الاخبار غير دقيقة وعارية تماما من الصحة». وشدد على ان «سد الموصل بحالة جيدة ولا توجد اي مخاطر تهدده».
وتابع ان «الحكومة العراقية وضعت هذا السد تحت مراقبة مستمرة وتجري عليه كل التحسينات والصيانة المطلوبة. وهناك فرق تعمل بصورة دائمة لحقن اسفل السد بالكونكريت (الاسمنت) الذي يقوي السد ويملأ كل الفراغات التي تنشأ نتيجة تآكل بعض الصخور». واكد الدباغ أن «وزارة الموارد المائية استعانت بمجموعة من الخبراء والمتخصصين لمعاينة وصيانة السد».
من جهته وصف عبد الخالق ذنون مدير سد الموصل في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية ان التقرير الاميركي فاجأه وانتقده بشدة، مؤكدا انه ليس هناك مؤشرات لانهيار السد.
واوضح، «كان مفاجئا لنا بالفعل نشر التقرير الاميركي»، مضيفا «انا اجهل الدوافع الحقيقية وراء اصدار مثل هكذا معلومات مقلقة للمواطنين في الوقت الذي يعاني منه الشعب من مشاكل امنية وخدماتية وغيرها». وقال «نشر الخبر اثار قلقا كبيرا لدى اهالي الموصل وقد اتصل بي العديد من السكان المحليين والمسؤولين للاطمئنان واكدت لهم انه ليس لدينا مؤشرات (على احتمال الانهيار) ولا داعي للخوف».
وجاء في التقرير ان سد الموصل مهدد بالانهيار ما قد يعرض حياة آلاف العراقيين في مدينتي الموصل وبغداد للخطر. وابلغ مسؤولون اميركيون بغداد خشيتهم من ان تتغير هيكلية هذا السد والا تصمد تحت ضغط ملايين الامتار المكعبة من المياه، ما قد يعني اجتياح موجة تصل الى ارتفاع عشرين مترا للمناطق الواقعة الى جوار السد، على ما اوضح تقرير كتيبة الهندسة في الجيش الاميركي.
ونفى ذنون التصريحات التي نسبتها اليه صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية والتي قال فيها «في حال انهيار هذا السد فقد يؤدي الى مقتل نحو خمسمائة الف شخص. وقد تصل المياه الى بغداد وتغمر بعض المناطق فيها بارتفاع خمسة امتار». واكد ذنون ان «مشكلة السد معروفة منذ فترة الانشاء وهي مشكلة تتعلق بالاساس وانه يعالج على مدار الساعة بواسطة الحقن بالمواد الاسمنتية للحفاظ عليه». واضاف «اذا كان هناك مشكلة فنية في السد قد اكتشفها الاميركيون كان من المفترض مناقشتها مع الفنيين والمختصين لعلاجها واتخاذ اجراءات بصددها لا التصريح واثارة القلق بين الناس». واكد «نحن لا يمكن ان نجازف بحياة الناس ونسكت اذا كان هناك تقصير ما»، موضحا ان «جميع الاجراءات المطلوبة متخذة من قبل الحكومة وهي تتحرك بجدية لغرض ايجاد حل نهائي ودائم». ولم يخف ذنون ان التبعات في حال انهيار السد ستكون كارثية، لكنه اكد ان احتمال انهيار السد «غير وارد» مؤكدا ان «وزارة الموارد المائية تتفاوض حاليا مع شركات اجنبية لإعادة تأهيله».