معاناة أتباع الديانة الإيزيدية في العراق
    الأحد 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2007 - 17:49:57
    د. كاظم حبيب
    تنشر الصحف الأوروبية أخباراً وتقارير كثيرة عن أوضاع العراق الراهنة , وهي تكشف بما تنشره عن مواطن الخلل في الواقع الراهن وفي العملية السياسية الجارية في العراق وسبل تدارك ذلك. ويوم أمس (16/11/2007) نشرت جريدة برلين (Berliiner Zeitung) تقريراً استوعب نصف صفحة كاملة أشار فيه الكاتب والصحفي السيد نوربيرت أهرينز إلى قراء هذه الجريدة الواسعة الانتشار عن معاناة المواطنات والمواطنين من أتباع الديانة الإيزيدية في العراق من قوى الإسلام السياسي المتطرفة والإرهابية خلال الأشهر الأخيرة بشكل خاص والتي أدت إلى استشهاد الكثير من الناس الأبرياء من أتباع هذه الديانة. ففي عمليتين انتحاريتين إرهابيتين في قضاء سنجار التابع لمحافظة الموصل قتل 310 نسمة وجرح أكثر من 700 نسمة نسبة عالية من القتلى والجرحى هم من الأطفال والنساء , إضافة إلى التسبب في تهديم مئات البيوت على رؤوس سكانها. وأشار الكاتب بصواب, الذي كان في زيارة إلى المنطقة والتقى بعائلات الضحايا من الإيزيديين , إلى أن السبب في قتل هذه المجموعة الكبيرة من البشر , إضافة إلى أولئك الذين قتلوا في تفجيرات أو في اغتيالات سابقة من أتباع نفس الديانة , يكمن في الاختلاف الديني وفي الكراهية التي تسيطر على ذهنية القتلة من المسلمين المتطرفين بسبب التعليم والتثقيف الخاطئ لهؤلاء الناس وبسبب رغبة الضالعين بالجريمة ومن يدفعهم إلى ذلك في إشاعة الإرهاب في العراق. كما أوضح الكاتب بأن الحكومة العراقية لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية هؤلاء الناس أولاً , كما أنها لم تقدم المساعدة الضرورية لضحايا هذا لإرهاب الدموي الجرحى والذين بقوا على قيد الحياة وفقدوا كل ما يملكون. لقد تُرك هؤلاء الناس البؤساء دون احتضان ومساعدة وهم يقتربون من فصل الشتاء القارس دون سقف يحميهم ومورد مالي يساعدهم على العيش الكريم. وأشار الكاتب إلى الأطفال الذين يرتدون أسمالاً بالية وهم ممن فقدوا عائلاتهم في تلك الأحداث المؤلمة.
    ويشير الكاتب بصواب أيضاً إلى أن الناس هناك يعتقدون بما لا يقبل الشك من أن الجارتين إيران وسوريا مسئولتان عما يجري في هذه المنطقة من قتل وتخريب وإشاعة الموت بين أتباع الديانة الإيزيدية وعجز الحكومة عن تقديم الدعم لهم لأنهم يعتقدون كونهم من أتباع المذهب الإيزيدي وليسوا من المسلمين , مما دفع الناس في هذه المدينة الحزينة إلى التحري الذاتي عن سبل لحماية أنفسهم بما في ذلك التسلح دفاعاً عن النفس.
    لا يمكن للحكومة المركزية والمسئولين في محافظة الموصل أن يتخلوا عن واجبهم في تأمين الحماية لسكان هذه المناطق التي يقطنها الإيزيديون أو المسيحيون أولاً , ولا بد لهم أن يتعاونوا مع المسئولين في حكومة إقليم كُردستان لتأمين الحماية لهم في حالة عجزهم عن توفيرها لهم ثانياً , كما لا بد من تقديم المساعدات والتعويضات المالية الضرورية للعائلات التي فقدت أفرادها أو التي تضررت بدورها وأثاثها ودكاكينها ووسائل عملها وعيشها ثالثاً. كما لا بد من تأمين الحماية للحدود العراقية السورية حيث يتغلغل منها الإرهابيون لمارسوا إجرامهم البشع بحق الناس الأبرياء.
    إننا على منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في العراق وفي الخارج أن يطالبوا الحكومة العراقية بتحقيق المطالب التالية:
    1.     توفير الحماية الفعلية لسكان وأتباع الديانة الإيزيدية والديانات والمذاهب الأخرى في المنطقة. ويتطلب هذا أيضاً تشديد حماية الحدود العراقية السورية والعراقية الإيرانية حيث يتغلغل منها المجرمون ويمارسوا جرائمهم البشعة بحق الناس الأبرياء.
    2.     التعاون بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كُردستان والمسئولين في محافظة الموصل لتأمين تلك الحماية أيضاً.
    3.     إجراء التحقيقات الضرورية بشأن ما جرى لمعاقبة المسئولين ومن يقف وراء تلك الأحداث المؤلمة.
    4.     التصدي لشيوخ الدين الذين يصدرون فتاوى شرسة تبيح قتل الإيزيديين باعتبارهم من المرتدين عن الدين الإسلامي , وهو خطأ فادح يرتكبه هؤلاء بحق أتباع هذه الديانة العراقية الكردية القديمة قدم العراق ذاته وقدم كُردستان.
    5.     الطلب من شيوخ الدين المسلمين بإصدار فتاوى تحرم القتل العمد بحق أناس يؤمنون بدين أو مذهب آخر والكف عن التثقيف الديني ضد الأديان الأخرى.
    6.     تقديم المساعدات والتعويضات الفورية لضحايا الإرهاب الدموي في قضاء سنجار , وقبل ذاك في الشيخان , التي تسمح لهم بإعادة بناء دورهم المهدمة وتوفير وسائل العمل والعيش التي فقدوها.

    جريدة المدى 
    17/11/2007  
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media