موسكو: شهادات وتقنيات الحمض النووي تفك طلاسم رفات أسرة رومانوف القيصرية
    الثلاثاء 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2007 - 03:20:11
    القيصر نيقولا وزوجته الكسندرا وأطفاله في صورة التقطت عام 1914
    -- --
    «نيويورك تايمز» يكاترينبرغ (روسيا): كليفورد ليفي - عند ضواحي هذه المدينة الصناعية القاسية، وبالقرب من شارع شبيه بالشوارع الأخرى، تم الكشف عن آخر صفحة من صفحات أكثر الأحداث أهمية في القرن العشرين.
    فعلى بعد خطوات من مجموعة من أشجار الزان الفضي دفن القتلة جثامين ضحاياهم من أسرة رومانوف القيصرية بعد تعرضها للتقطيع والحرق والتذويب في حمض النتريك لإخفاء هوياتها.
    كان يجب أن تمر 73 عاما على مقتل القيصر الروسي نيكولاس الثاني وأفراد أسرته قبل اكتشاف بقايا رفاتهم في عام 1991. لكن القصة لا تنتهي عند هذه النقطة، إذ قيل إن 11 شخصا قتلوا في ذلك اليوم من يوليو (تموز) 1918 بناء على أوامر لينين الذي قضى على عائلة اخر قياصرة روسيا. ولم يتم استخراج سوى تسع مجموعات من رفات الضحايا، ثم تم التوثق منها باستخدام تحليل الحمض النووي. ولم يتم العثور على رفات اليكسي بينما لم يتم التوثق تماما من رفات إحدى بناته. فهل تستقر عظامهما في مكان آخر أو أنهما تمكنا من الإفلات من الإعدام، مثلما تقول الإشاعات منذ وقت طويل.

    ولم تتم الإجابة على أسئلة من هذا النوع إلى خلال الأشهر الأخيرة ولم يتحقق ذلك إلا من خلال محققين هواة قضوا أيام نهايات الأسبوع يتحرون هذه القضية. ويبدو أن المفاتيح لحل هذا اللغز المتعلق بالمفقودين من العائلة المالكة كانت متوفرة بانتظار العثور عليها. وكل ما كان ضروريا هو الاستماع إلى أصوات القتلة المتفاخرة بعناية أكبر.

    فشهاداتهم جاءت في تقارير سرية موجودة ضمن بعض الملفات الخاصة بالحقبة السوفياتية. ففي جملة واحدة رددها كبير القتلة تشير إلى الموقع المحتمل الذي دفنت جثتيهما فيه.

    قال فيتالي شيتوف الذي يعيش في المنطقة وقام بمراجعة الشهادات الهادفة للعثور على البقايا: «الجميع أراد أن يترك أثرا في التاريخ، لأنهم اعتبروا ما قاموا به من قتل هو عمل بطولي، أرادوا أن يروجوا لأدوارهم».

    وباتباع احد المفاتيح التي تركتها شهادات القتلة، تمكن شيتوف والمحققون الهواة الآخرون أن يعثروا على الموقع الذي دفن فيه ابنا القيصر الروسي. فهم ظلوا يمشون بعيدا عن الشارع بمسافة 70 ياردة من موقع الدفن، وهي منطقة مرتفعة قليلا بين الأشجار، وهناك تم العثور على رفات اليكسي، 13 سنة، واخته.

    وجد المحققون الهواة العظام وكان أكثرها محترقا بالنار ومتناثرة ما بين طلقات الرصاص وقطع من حاويات مملوءة بحوامض لتشويه الجثث. وتبدو تلك القطع شبيهة بما عثر عليه من القبر الجماعي الأول.

    ويقوم علماء روس وأميركيون بإجراء اختبارات كثيرة على البقايا. ويسود اقتناع أن الاخت هي ماريا، 19 سنة، لكن ذلك لم يحسم تماما بعد. لكن البعض كانوا يظنون أن الأخت المفقودة هي اناستاسيا، 17 سنة، وتلك النظرية غذت قناعة تقول إنها تمكنت من النجاة (ظلت امرأة اسمها انا اندرسون تزعم لسنوات مثل عدة نساء أخريات أنها اناستاسيا، لكن تحليل الحمض النووي أثبت لاحقا أنها لم تكن البنت الحقيقية للقيصر الروسي).

    ومثلما كان متوقعا كانت تحاليل الحمض النووي لرفات المفقودين قاطعة. مما أنهى كل الشائعات حول مصيرهما.

    ومن بين الأكثر تشككا الكنيسة الارثوذوكسية الروسية، التي لم تعترف ابدا بصحة أي من العظام هنا، ويعود ذلك جزئيا الى أنها تقول ان البقايا المفقودة تطرح أسئلة حول ما اذا كانت المجموعات التسع أصلية.

    وبين الروس، والأجانب أيضا، اثار مصير ألكسي وشقيقته اهتماما مكثفا في السنوات الأخيرة كما لو أن العجز عن اكتشاف بقاياهما والقيام بمراسم دفن ملائمة لهما كان آخر اهانة للعائلة المالكة من جانب البلاشفة. وقد بحث الناس عن العظام في مختلف أنحاء يكاترينبرغ التي تعتبر مركزية بالنسبة لروسيا وتقع على بعد 900 ميل شرق موسكو على الخط الفاصل بين أوروبا وآسيا.

    وقد مروا على أحداث السابع عشر من يوليو عام 1918 عندما ذبح القتلة وأطلقوا الرصاص على نيقولا الثاني وأطفاله الخمسة والطبيب وثلاثة من الخدم في سرداب بيت، حيث كانوا يحتجزون بعد أن أرغم نيقولا على التنازل. ولم يكن من السهل تقرير ما الذي ظهر، وكانت الجهود الخاصة بترتيب الجثث ذات تخطيط بائس وغير ملائم. وكانت عمليات اعادة التجميع اللاحقة في الأرشيفات متناقضة أحيانا.

    وأراد القتلة اخفاء الجثث حتى لا تكون قبورهم نقاط تحشد لمؤيدي القيصر. وألقوا بها في البداية في مدخل منجم، ثم نقلوها الى موقع الدفن خارج الطريق.

    وفي السنوات الأخيرة جرى تفتيش المنجم في مسعى للعثور على المجموعتين المفقودتين. كما أن الناس كانوا يقومون بصورة دورية في البحث في المنطقة المباشرة حول المقبرة، حيث عثر على المجموعة الأولى من العظام، ثم قرر شيتوف وزملاؤه أن يدققوا في افادة القاتل الرئيسي ياكوف يوروفسكي في الأرشيف. وروى يوروفسكي كيف أنه وضع جانبا اثنتين من الجثث معتقدا انهما اذا ما أحرقتا ودفنتا بصورة منفصلة فان ذلك سيربك أفراد العائلة اللاحقين الذين قد يسعون الى 11 جثة وليس تسع جثث.
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media