السيّد سفيان الخزرجي: نحتاج إلى فكّ الإرتباط..!!
    الجمعة 2 فبراير / شباط 2007 - 21:31:22
    د. وفاء سلطان
    د. وفاء سلطان - كاتبة وعالمة نفس أميركية من أصل سوري
    الأخ سفيان...
    هل تعرف العالم بافلوف؟!! ليس مهما! دعني أعرّفك عليه....
    بافلوف طبيب وعالم بيولوجيا روسي، لم يهمه من الدنيا وما عليها إلا مخبره وكلبه! كان يسأل زوجته في الصباح عن سندويشة وبضع قطع من النقود المعدنية تكفي أجورا للباص الذي ينقله وكلبه إلى مخبره، وكان الكلب حيوان التجربة!
    أجرى الكثير من التجارب على كلبه، ومازالت البشرية كلها تنعم من نتائج تلك التجارب.
    ما يهمّني ويهمّك منها اليوم تلك التجربة، وٍسأحاول أن أبسطها قدر ما أستطيع:
    عندما يمضغ الكائن الحيّ الطعام تفرز بعض الغدد في فمه، وتدعى الغدد اللعابية، المزيد من اللعاب كي يساعده في علميتيّ المضغ والهضم. انصبّ اهتمام بافلوف في تلك التجربة على دراسة سلوك الغدد اللعابية.
    ربط بافلوف فم الكلب بمقياس كي يقيس بواسطته كمية اللعاب التي تفرزه غدده عندما يتناول اللحم، لكنّه لاحظ أن تلك الغدد تبدأ بإفراز اللعاب عند مجرد رؤية الكلب للحم وقبل تذوّقه.
    في اللحظة التي كان يقدم بها طبق اللحم لكلبه كان يقرع جرسا. بعد عدة أيام من إعادة تلك التجربة، قرع الجرس دون أن يقدم للكلب طبق اللحم فلاحظ أنّ الغدد اللعابية قامت بإفراز المزيد من اللعاب كعادتها عند رؤية طبق اللحم.
    توصل من خلال تلك التجربة إلى استنتاج بأن حواس الكلب ربطت بين الجرس وطبق اللحم ولم تعد قادرة على أن تميّز بين الإثنين، فصارت غدده تفرز اللعاب بمجرد أن يسمع الجرس.
    ....................
    لقد فتح بافلوف، ومن خلال تجربته تلك، لعلماء النفس والسلوك بابا عريضا لم يكن مفتوحا من قبل. استطاعوا، وبالإعتماد على نتائج تلك التجربة، أن يفهموا الكثير من الظواهر السلوكيّة البشرية، والتي كانت مستعصية على الفهم.
    عندما تقوم الممرضة التي ترتدي معطفا أبيض، ولعدة مرّات، بحقن طفل صغير بجرعة اللقاح، يربط اللاوعي عند الطفل بين المنبه الذي يثير ألمه ( وهو في تلك الحالة الحقنة ) وبين المعطف الأبيض الذي تلبسه الممرضة في كلّ مرّة. فإذا زارهم في البيت، وعلى سبيل المثال، ضيفا يلبس ثوبا أبيض ترى الطفل يخاف ويبدأ بالبكاء.
    في اللاوعي عند الطفل ارتبط اللون الأبيض مع الحقنة فصار يثير لديه الخوف من الألم الذي تثيره الحقنة.
    يدعوك بعض أصدقائك إلى سهرة فتلبي الدعوة وتعيش لحظات سعيدة تقضيها ضحكا ومزحا ولهوا. لكن قد تشعر وأنت في طريقك إلى البيت بغصة في حلقك وإنقباض في صدرك، لا تجد لهما تفسيرا.
    من يدري؟ قد يشبه أحد الحضور وفي ملامحه معلم الصف الثالث الإبتدائي الذي كان عنيفا، ولم تكن ترتاح له!
    وقد يكون اللاوعي في حيّز عقلك قد ربط بين هذا الضيف وبين معلمك في الصف الثالث، فأثارت رؤيته لديك نفس المشاعر التي كان يثيرها معلمك.
    أطلق العلماء على تلك الحالة التي يربط بها اللاوعي بين فكرة وفكرة أو منبه مع شيء آخر بـ Classical conditioning ، وللأسف لا اعرف ما يقابل هذا المصطلح بالعربي.
    ******************

    قرأت ردّك اللطيف، والذي أثار بعض النقاط المهّة حول مقالاتي، وأنا أحلّق بالطائرة من كاليفورنيا إلى ميشيغن فقررت أن أقتل بتعليقي عليه وقت الطيران قبل أن يقتلني!
    توقفت عند عبارتك التي تذكر بها السيّدة والدتك والتي تقول:
    ولاني طبيب عائلتي او هكذا كانت تسميني والدتي رحمها... (خوفي ان اقول "الله" وتزعل وفاء).
    وهنا خطر ببالي أن أسألك سؤالا وأعدك بأن لا أبوح بجوابه لأحد:
    هل رفضت أن تذكر اسم الله خوفا على مشاعر وفاء سلطان أم خوفا على مشاعر كارول ماركس؟!!
    لا يهمّ...فالقضية هنا ليست كارول ماركس، وإنّما الله!
    أخذت نفسا عميقا ونظرت من نافذة الطائرة فرأيت الله الذي أعرفه، والذي ترفض أن تراه في كتاباتي، وتمنيّت لو كنت بجانبي علّك تراه كما أراه!
    أصفى اللحظات التي أرى فيها الله هي تلك التي أنظر فيها من علوّ، فأرى هذا العالم الواسع الشاسع المترامي الأطراف والذي يحيط به الجمال من كلّ حدب وصوب. تضيع فيه الحدود بين ما أبدعه الخالق وما أبدعه المخلوق، فيتوحد الخالق في مخلوقه!
    نعم أرى الله ـ ياسيّدي ـ فيه و أتحدث إليه وأنعم به. في وعي وفي اللاوعي عندي ارتبط الله بالجمال فصرت أراه في كلّ شيء جميل.
    لم أعد بحاجة إلى معبد ولا بحاجة إلى صلاة كي تصلني به. صار عالمي برمّته معبدي، وصارت مشاعري كلّها صلوات.
    أنحني أمام سرير نجلاء وأصلي لله الذي يرقد في عينيها النائمتين. أعانق أبني عندما يعود بعد غياب فأشم عبق الله من خدّيه. ألقي التحية على جاري البوذي فيرّد الله عليّ التحية. أرسل لطفل في بلدي هدية صغيرة فيرسل الله لي بطاقة شكر، كما أشكره على هداياه!
    يا سيّدي، الخلاف بيننا ليس على وجود الله ولكن على طبيعة الله، كلّ منّا يراه بطريقته ومن خلال تجاربه، ولا أحد فينا يستطيع أن يثبته للآخر.
    الله الذي أعرفه الآن لا يشبه، من قريب أو بعيد، الله الذي عرفته في بلدي وقرأت عنه في كتبي ورأيته من خلال تاريخ أمتي.
    في أمريكا يا سيّدي ـ قمت بعملية فك الإرتباط!
    نبشت اللاوعي عندي وألقيت بالله الذي وجدته فيه في حيّز وعي!
    لم يعد الجرس قادرا على أن يلعب دور طبق اللحم!
    في حيّز اللاوعي لم أجد أثرا لله، بل وجدت شبه رجل يدّعي بأنه هو الله!
    فقام الوعي عندي بفك الإرتباط بين هذا المخلوق المشوّه وبين الله الحقيقي، فألقى بالأول في برميل قمامتي وتبنّى الثاني!
    ولأنني رفضت الله الذي تعرفه أنت، رفضت حضرتك أن ترى الله الذي أعرفه بين سطور مقالتي، وفي المقطع الذي يقول:

    إذ كان الشيخ بلال عاجزا أن يرى الله في إغاثة امرأة أرملة أو طفل يتيم، كيف سيكون قادرا أن يراه في أيّ شيء آخر؟ إذا كان الشيخ بلال عاجزا أن يرى الله في يديّ الأم تيريزا وهي تمسح وجه طفل في الهند يأكله الذباب، كيف يستطيع أن يراه في مكان آخر؟! إذا كان الشيخ بلال عاجزا من أن يرى الله في وجوه الأطباء البريطانين الذين هرعوا لإسعاف قرينه الشيخ السيستاني، فشقوا شرايينه بلمح البصر ونظفوا قلبه من أوساخه، كيف يستطيع أن يراه في أيّ مكان؟!
    أنتجت ولاية كاليفورنيا بمفردها هذا العام 18 مليون ديك رومي! إذا كان الشيخ بلال عاجزا أن يرى الله في هذا الإنتاج، عجبا هل يستطيع أن يراه في جنوب السودان أو في الربع الخالي أو في صحراء سيناء؟
    يوغي باجان يعرف الله لأنه يستطيع أن يراه في كلّ شيء، ولذلك لاتخاف منه أمريكا حتّى ولو تبعه كل سكّانها، بل على العكس عندما فارق الحياة، بكته ونكّست له الأعلام. أمّا الشيخ بلال فعاجز أن يرى الله في أي شيء، ومن لايرى الله تخافه أمريكا وتحسب له ألف حساب!

    لا أستطيع أن أوضح لك الله الذي أعرفه أكثر مما أوضحته في ذلك المقطع، ولذلك ليست المشكلة في أن وفاء سلطان لا تعرف الله، ولكن المشكلة في أن السيّد سفيان لا يريد أن يراه كما تراه فينكر عليها تلك المعرفة!
    يا سيّدي! لا استطيع أن أرى الله إلاّ في قدرتي على أن أحترم حقّ غيري في أن لا يراه!
    فإيماني به يتجسد في دفاعي عن حقّ الملحد في أن يلحد به. الله الذي أعرفه ولد في قلبي ولم أتلقفه من فم غيري. وصلت إليه بعقلي ولم أبحث عنه في كتب خلفها بشر ولدت في زمن غير زمني!
    يقول الشاعر والمؤرخ الأمريكي Carl Sandburg : "أرفض أن أكتسب ديني من رجل لم يقم بعمل في حياته إلا عن طريق لسانه"
    فعندما يكون اللسان مصدر رزق الإنسان لا تستطيع أن تضمن مصداقيته!
    فكيف تريدني أن أتعرف على الله من رجال تتاجر، ومنذ ولادة الإسلام، بمصداقية ألسنتها كي تأكل لقمتها؟
    في كل زمان ومكان يرتبط مفهوم الله بفكر ذلك الزمان والمكان، كما ارتبط الجرس في تجربة بافلوف بطبق اللحم.
    مع الزمن يتجسد الله في الفكرة التي رافقته، فيذهب هو وتبقى هي ، على الأقل في اللاوعي عند انسان ذلك الزمان والمكان!
    **************
    ما زلت أذكر الإحتفال الذي كان يقام في الجامع الأموي بمناسبة ذكرى المولد النبوي، وكان يبث عبر شاشة التلفزيون.
    كانت فرقة الإنشاد الديني في ذلك الجامع تنشد من الأغاني ما يخلط عليك الأمر، فتتساءل هل المناسبة عيد المولد النبوي أم عيد السيّد الرئيس؟ أذكر منها: سلاما وتحية....سلاما وتحية....لرئيس الجمهورية....
    ومع تكرار مناسبات كتلك، ارتبطت صورة حافظ الأسد بالجامع وبالله الذي يعبد في ذلك الجامع.
    طبعا هذا هو حال الإسلام ورجاله في كلّ مكان وزمان!
    عندما مات الأسد كانت أمي تزورني في أمريكا، وكانت تقضي الليلة في بيت أختي التي تقطن حيّا بعيدا عن حيّ.
    تدرك أميّ بحواسها الستة الخراب الذي أحدثه حكم حافظ أسد في سوريّة، وعلى الأقل في حياة عائلتي.
    في ذلك اليوم، رن جرس الهاتف في بيتي قبل بزوغ الفجر، فشعرت بالخوف: ربّنا اعطني خير هذا اليوم!
    أمي على الطرف الآخر تشهق في بكاء حاد، فصرخت بها كالمجنونة: ما الذي حدث؟ أخبريني أرجوك، هل من مكروه؟
    وبصعوبة بالغة سمعتها تتمتم: مات حافظ الأسد.. مات حافظ الأسد!
    أمي امرأة أميّة طيبة بسيطة لا تعرف التاريخ إلا من عن طريق ربط الحدث بغيره. عندما أسألها في أيّ عام تزوجت تردّ عليّ في العام الذي فاض النهر في قريتهم وأغرق جميع محاصيلهم، وعندما أسألها في أي شهر أنجبتني تردّ في موسم العنب!
    في اللاوعي عند المواطن السوري، وخلال ثلاثة عقود من الزمن، ضخّمت حاشية الرئيس والمدججة برجال الدين عظمة حافظ الأسد حتى اقتربت بها من عظمة الله، وإذ تبكيه أمي في حيّز وعيها فهي في حقيقة الأمر تبكي الله في حيز اللاوعي عندها!
    لا يستطيع الإنسان في بلادنا أن يتجاوز في مفهومه لله مفهوم الغزو والغنائم والسبايا، ولا يستطيع أن يفصل في اللاوعي عنده بين القرضاوي والطنطاوي والشعراوي والعمشاوي والنصراوي وحسن نصر الله وعبد الناصر وياسر عرفات وحافظ الأسد وصدام حسين ...ومن على شاكتهم وبين الله. فهم الله والله هم!
    ولكي نتعرّف على الله الحقيقي، نحتاج أن نفكّ الإرتباط بينه من جهة وبين رجل الدين ورجل السلطة من جهة أخرى!
    كي نحرر الله يجب أن نفكّ الإرتباط بين القرضاوي وبينه في اللاوعي عند الإنسان المسلم، ويتمّ ذلك برفع مستوى الوعي عند ذلك الإنسان حتى يشمل اللاوعي عنده.
    متّى تمّ ذلك، سيرفض الوعي هذا الإرتباط فيبقي على الله ويلقي القرضاوي في سلة المهملات!
    من هو القرضاوي كي يحدد لي من هو الله؟ هو رجل لم يكسب في حياته لقمته إلاّ عن طريق لسانه، فمن يضمن لي مصداقية ذلك اللسان؟!!
    يقول ابراهام لينكون: عندما أعمل خيرا أشعر بأنني الخير، وعندما أقترف شرا أشعر بأنني الشر، وهذا هو ديني!
    إذا دين الإنسان هو عمله، ولكي تعرف دينه انظر إلى ثمار عمله!
    كلّما اقترب الإنسان من الله خطوة يقترب الله منه خطوتين. هذا هو القانون الوحيد الذي تستطيع بموجبه أن تحدد المسافة التي تفصل بين الإنسان والله!
    ومتى عرفت المسافة التي تفصلنا، كمسلمين، عن الله ستعرف بأننا نمشي وإياه في اتجاهين معاكسين.
    هل الرجل الذي يبرر لنفسه أن يفجر نفسه في سوق مكتظ بالناس يقترب في تصرفه هذا من الله؟!!
    هل الرسول الذي يشاطر مع الله خمس الغنائم التي نالها في غزواته يقترب من الله؟!
    هل الرسول الذي يقتل رجلا وينكح زوجته في نفس الليلة يقترب من الله؟!!
    هل الرسول الذي يفاخذ طفلة وهي في السادسة وهو في الرابعة والخمسين يعرف الله؟!!
    تقول في ردّك اللطيف:
    فيجب ان نكرس جهودنا لتغيير الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، اذ ان مشكلتنا سياسية اكثر من كونها فقهية، والعلة ليست في شبق الرسول ومفاخذته لعائشة قبل اكثر من الف عام وانما في شبق رؤسائنا وتلذذهم بمفاخذة شعوبهم في يومنا هذا.

    وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فلو لم يفاخذ الرسول طفلته، وبأمر من الله، لما ارتبط الله في ذهن المسلم بالمفاخذة ولما راح حكامنا، وعلى غرار رسولهم، يبرورن مفاخذة شعوبهم كي يقتربوا من الله!
    لن تتخلص تلك الشعوب من جرائم حكّامها إلا عندما تفكّ الإرتباط في اللاوعي عندها بين الله وبين المفاخذة!
    **************
    ثمّ أتابع عبارتك:

    فساعدينا يا دكتورة وفاء على خلق مجتمع مرفه حر متحضر وانا اجزم بانك ستتلقين دعوة من الازهر لعلاج علمائه من الامراض العقلية.
    يقول انشتاين:
    "المجتمع الذي نعيش فيه هو نتاج فكرنا، ولا نستطيع أن نغيّر هذا المجتمع إلا عندما نغير فكرنا".
    أنا لا أستطيع أن أطعم أحدا سمكا، بل أستطيع أن أعلّمه كيف يصطاد السمك، والقائمون على الأزهر لا يملكون العقل الذي يؤهّلهم كي يتعلّموا فنّ الصيد!
    دعني أعالجهم أولا كي أضمن لك مجتمعا متحضّرا وحرّا ثانيا!
    وأمّا قولك:
    وحاولي ان تقنعي بوش بان السماء لم تبعثه لانقاذ البشرية وانما شركات النفط والسلاح وانا كفيل بان اجعل مقتدى الصدر يترأس نادي التزلج على الماء.
    هامش
    السطر الاخير اشارة الى قول وفاء سلطان:" إنّ الله يُعبدُ بالتزلج فوق سطح الماء!

    فلا أرى فيه إلاّ تجاهلا لحقيقة التاريخ!
    بوش ياسيدي ليس أمريكا، والمتابع للقضايا الأمريكية يدرك ببساطة تلك الحقيقة. يكاد الشعب الأمريكي برمته يقف ضدّ سياسة بوش ويطالب بالانسحاب الفوري من العراق، فماذا فعلت وتفعل شعوبنا حيال جرائم حكامها؟!!
    وتعود هنا قضية الله لتطفو على الساحة. الحاكم في بلادنا هو الله، أمّا في بلادهم فهو رجل يخطئ ويصيب وعلى الشعب أن يلجمه متى أخطأ.
    نعم لأمريكا مصالح في كلّ مكان، ولكل مكان على سطح الأرض مصالح في أمريكا!
    لهم مصالح في نفطنا ولنا مصالح في علومهم وكتبهم وإنجازاتهم. انظر إلى أيّ بلد خليجي، أليس ما تراه هناك ثمرة لمصالح ذلك البلد في أمريكا، أم إنّ المارسيدس التي يركبها القرضاوي في قطر قد اخترعها في جامعه؟!!
    هل تحاول إقناعي بأنّه ولو جورج بوش لترأس السيّد نصر الله ناديّا للتزلج على الماء قبل أن يترأس مليشياته؟! وهل تستطيع أن تفسّر لي لماذا لم يستطع حاكم أو رجل دين مسلم واحد في تاريخ الإسلام أن ينشأ ناديا للتزلج على سطح الماء؟!!
    هل تحاول إقناعي بأن بوش قد أوعز إلى حماس كي تنتف شوارب فتح؟!!
    هل تحاول إقناعي بأن الإسلاميين قد نحروا في الجزائر أكثر من مائة ألف مواطن استجابة لأمر من البيت الأبيض؟!!
    أو لعلّ بوش، وبسياسته الخرقاء، دفع الحجاج بن يوسف الثقفي كي لا يترك رأسا يانعا إلا ويقطفه؟!!

    أو لعلّ البيت الأبيض أوعز إلى الصحابة أبي نائلة رضي الله عنه كي يقطع رأس أخيه كعب بن الأشرف ويدحرجه بين يديّ النبي محمّد صلوات الله عليه، وبينما كلاهما يكبّران؟! من يدري؟!!

    أو لعلّ رامسفيلد ربط رجليّ السيدة أم قرفة، لأنها هجت رسول الإسلام ببيتين من الشعر، بجملين وساقهما باتجاهين متعاكسين؟!
    أو لعلّ....
    أو لعلّ...
    أو لعلّ...
    وما أكثر لعلّ!
    ..............................
    بدأت الطائرة تهبط في مطار ميشيغن قبل أن يهبط مخزوني ممّا أريد قوله!
    ولذلك أنا مضطرّة أن أنهي ردّي كما بدأته بحادثة طريفة عن العمّ بافلوف.
    يحكى أن مساعده، وكان أحد تلاميذه، قد تأخر يوما عن دوامه في المخبر فاستشاط بافلوف غضبا، وعندما فتح له الباب صرخ في وجهه: أين كنت؟!!
    فرد التلميذ: في طريقي إلى المخبر رأيت مظاهرة غاضبة ضدّ القيصر فاشتركت بها!
    فرد بافلوف: يابني المخبر أهم من المظاهرة! في المرّة الثانية قم بعملك أولا ثم اذهب إلى المظاهرة ثانيا!
    أخي سفيان،
    في الختام أشكرك من أعماق قلبي على ردّك المهذب واللطيف وأتمنى أن لا يفسد الخلاف في الرأي للودّ بيننا قضية، وبودي أن أسألك: هل كان بافلوف على حق؟! ماذا قدمت المظاهرات ضد القياصرة للعالم وماذا قدم بافلوف؟!
    وهل سترقى المظاهرات التي يقودها الشيخ حسن نصر الله به إلى مستوى رئيس لنادي التزلج على الماء، أم نحن بحاجة إلى مخبر كي يفكّ الإرتباط بين سماحة هذا الشيخ وبين الله؟!!
    .........
    وريثما أسمع الجواب، استودعك الله وأمطر السيّدة والدتك بوابل من رحمته!



    وفاء سلطان( تصيب) كبد الحقيقة
    سفيان الخزرجي
    التعليقات
    1 - اعجاب
    السيد عقيل ابو مسلم    04-02-2007
    انا من اشد المعجبين بكتاباتكي يا اختي العزيزة وان شاء الله دوما على امل ان نصبح اصدقاء عقيل من العراق
    2 - اسلوبك عضيم يا وفاء
    خوشابا اوشانا هوزايا الكلدانى    02-02-2007
    لو كان لدينا 10 نساء فقط مثل وفاء لما وصلت الامة الجربية لهذا الحضيض
    3 - مساندة
    محمد حمد    12-04-2007
    اساندك بكل قوة يارائعة
    4 - ابداع
    ياسر الساعدي    25/01/2013 - 13:48:1
    ما تقوليه ادركه ونشئت عليه وهو الحقيقة بعينها
    5 - هكذا النساء وإلا بلا
    Sirwan    21/03/2013 - 12:23:5
    الشرق الأوسط كم هو بحاجة إلى نساء مثلك يا ست وفاء ...شكرًا
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media