نضال الأشقر و قاسم مطرود ومارينا برهم.. بين مدينة ستوكهولم ويفلا في ضيافة السويد
    الأثنين 9 مارس / أذار 2009 - 09:55:07
    نضال الأشقر و قاسم مطرود ومارينا برهم
    -- --
    بعد أن أكد المسرح العربي حضوره في مدينة Gävle انطلق إلى مدينة Stockholm حيث قدم البرنامج المرسوم من قبل المسارح المنظمة لهذا الملتقى ألا وهي

    RIKSTEATERN
    NATIONELLADRAMATURGIATET
    FOLKTEATERN

     

    ولكن للأسف غاب عن الحضور المبدع الدكتور عبد الكريم برشيد لأسباب إدارية.
    ففي صباح يوم السبت المصادف 09 – 02 – 14 وفي تمام الساعة العاشرة صباحا، كان السويديون وعلى اختلاف مشاربهم الفنية بانتظار الضيوف للبدء بالبرنامج، وللاقتراب أكثر من الإبداع والهم العربي الفني وليس السياسي المعرف للجميع.
    وبعد أن رحب كل من مدير فرقة مسرح الشعب الفنان ميكائل كوك والفنان دانا روؤف، تم إسناد البداية للناقد والكاتب المسرحي العراقي قاسم مطرود والذي وقف عند مفاصل هامة في المسرح العربي والعالمي، بالتداخل مع الجمهور السويدي والضيوف، وقدم سياحة واسعة في أفق الثقافة المسرحية وعلى مدى ساعتين متحدثا عن المحاور أدناه
    - وجه التشابه أو التضاد بين المسرح العربي والغربي ؟
    - علاقة المسرح بالسلطة ؟
    أيهما له السلطة المرأة أو الرجل في العروض العربية ؟
    - علاقة المسرح العربي بالمسرح الغربي ؟
    - هل للماضي سلطة على واقع المسرح العربي ؟
    إلا انه وبعد الجدل الذي يثيره كل محور قال مطرود:عليّ أن أوجز ما أريد قوله في المحور الفلاني لأننا أثريناه في جدلنا السابق بعد أن عبرت السيدتان نضال الأشقر من لبنان والسيدة مارينا برهم من فلسطين عن وجهة نظرهما وهكذا كان التداخل من قبل ( الدراماتورغيين وكان العدد الأكبر من الحاضرين ) وفيما يتعلق بمحور.
    - أيهما له السلطة المرأة أو الرجل في العروض العربية ؟
    قال قاسم مطرود:أجده محورا استفزازيا لأنكم تعتقدون بان المرأة في وطننا العربي لا زالت تعيش زمن الحريم ولكنه اثبت لهم العكس بسبب وجوده وسط امرأتين عربيتين لهما النفوذ الإبداعي في مسرحنا العربي، لم ينف غياب دور المرأة في الكثير من البلدان وطننا العربي الذي يتكون من 22 دولة وقال: لبنان لا تشبه السعودية وهكذا الدول الأخرى، وقد اخذ هذا المحور جدلا واسعا بعد أن أكدت نضال الأشقر صحة غياب دور المرأة في مجتمعنا العربي.

    حاويات بلا وطن
    وبعد استراحة عدنا إلى مسرح الشعب ثانية لنشاهد عرض مسرحية ( حاويات بلا وطن ) تأليف قاسم مطرود وإخراج دانا روؤف وتمثيل نضال فارس وقد نالت قبول الحاضرين ومن ثم أعقبها جدل واسع مما أتاح المجال أمام المؤلف لطرح الكثير من أفكاره وطريقة خطابه إلى الآخر وقال:
    -     الآخر هو انتم أيها السويديون، نحن سعداء لأننا نعرفكم جديدا واطلعنا على مسرحكم يوم كنا على مقاعد الدراسة وأتمنى أن تنتابكم السعادة بمعرفتنا لأننا أهلا للفكر والثقافة، وحدثهم عن الجاحظ وابن سينا والفارابي ومقدمة ابن خلدون والرائع في الأمر بان اغلب الحاضرين طلبوا المزيد من المعلومات عن ابن خلدون وغيره وكيف تكتب هذه الأسماء باللاتيني كي يطلعوا عليها.

    نضال الأشقر
    لاشك من أن هذه الفنانة تملك الكثير من الميزات وأهمها القبض على المتلقي بتناول مختلف الموضوعات وبطرق لا حصر لها.
    تحدثت الأشقر عن طفولتها وبدايتها وحبها للفن ودراستها في بريطانيا وتكوينها إلى أول مجموعة عربية وكيف كان لقاءها بصدام حسين الذي رفض انضمام الفنانين العراقيين قاسم محمد وسامي قفطان بحجة احدهما كردي والآخر سني كما قالت وان كنت اعتقد والحقيقة إن مشكلة صدام حسين مع الشيعة وليست مع السنة، ولكنها وبعد مشقة نالت موافقته لتاخذهما معها إلى تونس.
    وتحدثت عن مسرح المدينة وكيف كانت تسمح للجمهور بالدخول حتى مجانا أحيانا، وكانت تضحك الجمهور وتستفزه حين وتمثل حينا آخر .
    ثم فتح النقاش معها بتبادل الأسئلة والتطرق إلى نوع الجمهور الذي يأتي إلى مسرح المدينة وهنا وضحت الأشقر تركيبة لبنان الدينية والقومية.

    يوما عربيا آخر

    مارينا برهم
    لم يفتنا اليوم الثاني بعد متابعتنا إلى جل تفاصيل اليوم الأول وقد افتتحت السيدة مارينا برهم اليوم بالحديث عن المسرح الفلسطيني وبالخصوص عن مسرح الحارة في الضفة الغربية، ولأكثر من ساعة ودون توقف تحدثت مارينا عن البدايات وعن المعوقات والتيارات الدينة المتشددة التي لا تسمح للمراة بالصعود على خشبة المسرح وان مثلت فيجب أن لا يكون هناك تماس ، وعزل الممثلين عن بعض وتحدثت في الوقت نفسه عن أهم إنجازات مسرح الحارة.
    وبعد استراحة شاهدنا فيلما وبعض المشاهد المسرحية التي تبين طريقة اشتغال الحارة والطريقة التي ستتناول بها في عرضها القادم قصة كافكا ( المسخ) ثم توالت عليها الأسئلة من قبل الحاضرين مما أطال الجلسة وضغط على المتحدث الذي سيعقبها..استراحة

    قاسم مطرود
    ثانية يعود قاسم مطرود ولكن هذه المرة ليتحدث عن تجربته
    -     ككاتب مسرحي
    -     وكيف يكتب النص المسرحي
    -     من أين يستمد موضوعاته
    -     المكونات الأساسية التي شكلته
    إلا أن مطرود استهجن الأمر في بادئ الأمر قائلا:
    -     من الغريب أن يتحدث المرء عن نفسه لأنه حتما سيقع في وصف المناطق المضيئة في حياته ولكنه وعدهم بالحديث عن المناطق المظلمة أيضا وحسب قوله بان المسرح طهره وقتل الوحش في داخله وقال أيضا:ما نضالنا إلا لكي نكون إنسانيين بعد القضاء على الوحش في داخل كل منا.
    وقد صنف مطرود رحلته إلى ثلاث مراحل
    1-     البدايات
    2-     المكونات
    3-     الحاضر
    تحدث كثيرا عن المدينة الأولى وكيف كان القوميات والأديان تنصهر جميعها مع بعض مما ساعده في تكوين صورة واحدة للإنسان مهما اختلفت ألوانه وأشكاله.
    ووقف أيضا عند المكونات وكيف نشر الشعر في سن مبكر ودخوله معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة في بغداد وانطلق مؤرخا منذ عام 1979 وهو العام الذي كتب فيه نصه المسرحي الأول وكيف كرم من قبل المركز العراقي للمسرح لسنوات عدة ثم توقف عند أعوام نشر النقد المسرحي والتي أعطته صفة الناقد المسرحي الجاد وحسب زعمه كان هذا قيدا عليه لأنه كان أول وأقسى رقيب على نصوصه التي لم تر النور إلا عام 1997 (للروح نوافذ أخرى )الذي جسد على مسرح الرشيد وتلاه نص مسرحية (رثاء الفجر) وهكذا نص مسرحية ( الحاوية )التي نالت جائزة أفضل نص مونودراما في المهرجان الأول لها ومن ثم غادر بلده العراق مستقرا في هولندا ومن ثم لندن بعد أن جال نصف أوربا.
    وهنا تمت مقاطعته وتوالت عليه الكثير من الأسئلة التي أجاب عليها متحدثا عن الحاضر الذي نفاه في حديثه يوم أمس قائلا لدينا ماضي ومستقبل وحاضرنا ماضي وما إبداعنا إلا القبض على الماضي لدفعه إلى المستقبل ولهذا مات شكسبير ولم يمت هاملت.
    ولان الوقت داهم الجميع اختصر هذه المرحلة بالحديث عن بعض من نصوصه والكيفية التي كان يكتب بها ونذكر منها
    -     نص مسرحية نشرب إذن..وكيف جاءته الفكرة يوم كان جالسا في إحدى مقاهي أمستردام.ثم تحدث عن نص (سيادتكم)الذي لم ينشره بعد في حين أكمله منذ أكثر من عامين قائلا هذه طبيعتي ابقي نصوصي حبيسة ولا أفرج عنها بسهولة إلا بعد أن اشعر بأنها يمكن أن تعيش وتسجل حضورها ويمكنني مراجعتها دائما. ولكن بعد النشر تنتهي علاقتي بها.
    ثم انتظر الأسئلة التي توالت عليه كالمطر ومنها بأنه يكتب بلغة عالية وعليه أن يخاطب القاعدة الأوسع من المتلقين لكنه علل الأمر بموسيقى الشعر وليس جزالة اللفظ .
    وبمطرود اختتمت فعاليات مدينة Gävle لينطلق الضيوف إلى المدينة الأهم Stockholm

    -- --
    Stockholm

    في مدينة Stokholm وعلى المسرح الجنوبي وبحضور مديرة المسرح الوطني بريجيتا إنكلين التي رحبت بالضيوف والحضور معا مع ذكر برنامج العمل ولم يفت الفنان دانا روؤف أن يرحب بالضيوف أيضا وبالحضور العربي والسويدي الذي فاق حضور مدينة Gävle بكثير.
    وكما كان قاسم مطرود هو البادئ في Gävle كانت له الكلمة الأولى بالحديث عن تجربته التي تحدث عنها سابقا في المدينة المذكورة بعد أن إضاف لها بعض التحليلات لنصوصه المسرحية بسبب سعة الوقت الذي منح إليه.

    ثانية (حاويات بلا وطن )
    للمرة الثانية عرضت المسرحية وبين الجمهور العربي الذي دفع الممثل للتألق أكثر وبعد استراحة قصيرة صعدت المنصة كل من مارينا برهم ونضال الأشقر ليعيدا المحاور ذاتها التي أخذت جدلا واسعا في مدينة Gävle وبعدها تبادل الحضور والضيوف صور للذكرى بعد أن حضرت قناة الفيحاء لتوثيق الملتقى منذ اليوم الأول
    وبين هذا وذلك كانت هناك مناقشات حول إمكانية تجسيد المسرح العربي على المسرح السويدي وابرموا أكثر من اتفاق مع الكاتب المسرحي قاسم مطرود لغرض ترجمة أعماله إلى الإنكليزية والسويدية، وهذه هي الغاية القصوى لهذا الملتقى أي إمكانية إيصال الصوت المسرحي العربي إلى الآخر كالسويدي مثلا.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media