مدير سابق بوكالة الخدمة السرية: مكتب التحقيقات الفيدرالي أساء استغلال السلطة في قضية كلينتون ولوينسكي
    أعلن أنهم مارسوا الضغوط عليه للكشف عن أسرار الرئيس الخاصة بعد تورطهم في لعبة سياسية
    الأحد 20 ديسمبر / كانون الأول 2009 - 09:19:28
    -- --
    واشنطن: بيتر بيكر «نيويورك تايمز» - قال مدير سابق لوكالة الخدمة السرية، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي تورط في «إساءة استخدام السلطة» من خلال محاولة الضغط عليه «لإعطاء الرئيس لهم» أثناء التحقيقات حول علاقة الرئيس كلينتون بمونيكا لوينسكي منذ عقد مضى.
    وقال المسؤول، وهو لويس سي ميرليتي، الذي ترأس الوحدة المعنية بحماية الرئيس وأسرته، ثم تولى لاحقا منصب مدير الوكالة، في مقابلة معه، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي مارس ضغوطا مكثفة عليه قبيل أيام من رحيل كلينتون عن منصبه في محاولة أخيرة لإثبات أن عملاء الخدمة السرية تعمدوا التستر عليه، بل وساهموا في تيسير علاقاته خارج إطار الزوجية. وقال ميرليتي إن مكتب التحقيقات الفيدرالي اتهمه وكلينتون بإبرام اتفاق يعيق ميرليتي بمقتضاه طرح الأسئلة المتعلقة بلوينسكي، مقابل تعيينه في منصب مدير وكالة الخدمة السرية، وإمداده بنساء. وقال ميرليتي: «لقد قالوا لي: أنت الشخص الوحيد القادر على إعطائنا الرئيس، وسوف تسلمه لنا». ووصف ميرليتي هذا الموقف بـ«المشين»، وأضاف أن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي «أصبحوا متورطين في لعبة سياسية، وفي النهاية لطخوا سمعتهم على نحو لا يصدقه عقل». جدير بالذكر أن هذه الاتهامات وردت في كتاب جديد يتناول المعركة طويلة الأمد التي اندلعت بين كلينتون وكينيث دبليو ستار، المدعي المستقل الذي تولى التحقيق في صفقة «وايت ووتر» وعلاقة الرئيس بلوينسكي، المتدربة الشابة في البيت الأبيض. أدى التحقيق الذي أجراه ستار حول قضية لوينسكي إلى إدانة مجلس النواب كلينتون عام 1998 بتهمتي الحنث باليمين وإعاقة سير العدالة، لكن مجلس الشيوخ برأ ساحته عام 1999. من جهته، أكد ميرليتي ما ورد في الكتاب أثناء مقابلة أجريت معه، أول من أمس، وقدم مزيدا من المعلومات حول تعاملاته مع مكتب التحقيقات الفيدرالي. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنها لم تتمكن من الاتصال بالعميلة الخاصة التابعة للمكتب التي أجرت التحقيق مع ميرليتي، وتدعى جنيفر غانت، لكن الكتاب يذكر أنها قالت إنها لا تتذكر توجيه الاتهامات التي أشار إليها ميرليتي. من جانبه، رفض بول بريسون، المتحدث الرسمي باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي، التعليق. من ناحية أخرى، لدى الاتصال به، أكد ستار، الذي يتولى حاليا منصب عميد كلية الحقوق بجامعة بيبرداين في كاليفورنيا، رغبته في عدم الحديث عن الاتصالات التي جرت بين مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية أثناء التحقيق الذي أجراه بشأن كلينتون. أما روبرت دبليو راي، الذي خلف ستار في منصبه، فلم يستجب للاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الإلكترونية التي بعثت بها صحيفة «نيويورك تايمز» حتى مساء الجمعة. صدر الكتاب الجديد بعنوان «موت فضيلة أميركية: كلينتون في مواجهة ستار»، من تأليف كين غورملي، وهو بروفسور قانون بجامعة ديوكان، وتولت دار «كراون» نشره. ويعيد الكتاب تفحص الفضائح والتحقيقات التي تفجرت خلال رئاسة كلينتون، ويسلط الضوء على تفاصيل جديدة تطرح على الرأي العام للمرة الأولى. الملاحظ أن غورملي حظي بتعاون غير عادي من قبل جميع الأطراف الرئيسية المعنية، بما فيها كلينتون وستار ولوينسكي. من جهتها، أشارت مجلة «بوليتيكو» إلى أن الكتاب نقل عن لوينسكي قولها إنها تعتقد أن كلينتون حنث باليمن بالفعل أمام هيئة محلفين كبرى، وتأكيدها أن الرئيس الأسبق كان على علاقة عاطفية، خلال فترة عمله حاكما لأركنساس، مع سوزان مكدوغال، شريكته السابقة في «وايت ووتر»، والتي فضلت التعرض للسجن عن الإدلاء بشهادة ضده. علاوة على ذلك، أشار الكتاب إلى أن سوزان ويبر رايت، القاضية الفيدرالية التي تولت النظر في قضية التحرش الجنسي ببولا جونز التي واجه كلينتون خلالها سؤالا حول علاقته بلوينسكي وهو تحت القسم، اعتبرت أن إدانة كلينتون بالانتهاك الجنائي لحرمة المحكمة أثناء المحاكمة التي تعرض لها من جانب مجلس الشيوخ من الممكن أن تحدث تحولا بالنتيجة النهائية. بدلا من ذلك، انتظرت القاضية رايت شهرين بعد انتهاء المحاكمة لتدينه بالانتهاك الجنائي لحرمة المحكمة. ويقول الكتاب إن راي، خليفة ستار، كان على استعداد لمقاضاة كلينتون فور مغادرته البيت الأبيض حال رفضه الاعتراف بإساءة السلوك. خلال آخر يوم له في منصبه، اعترف كلينتون أنه أدلى بشهادة كاذبة حيال لوينسكي ووافق على تجميد رخصة المحاماة الخاصة به.
    من ناحية أخرى، رفض مساعدون لكلينتون، أجرى مؤلف الكتاب ثلاث مقابلات معهم، التعليق، الجمعة، وكذلك لوينسكي. وخلال مقابلة أجريت معه، قال ستار إنه لم يقرأ الكتاب بعد، لكنه أعرب عن ثقته في المؤلف. وقال: «أكن احتراما بالغا لكين غورملي. إنه شديد الذكاء والدقة وواسع الإدراك». يرفض الكتاب صورة ستار كشخص متحمس للانقضاض على كلينتون، إلا أنه خلص إلى أن ستار أذعن لآراء المحققين المعاونين له وكان ينبغي عليه اتباع حدسه الداخلي وتحويل قضية لوينسكي إلى الكونغرس من دون استدعاء الرئيس للإدلاء بشهادته أمام هيئة محلفين كبرى. وصرح ستار، بأن «العقول الرشيدة يمكن أن تختلف فيما بينها حول هذه المسألة»، وأردف مؤكدا أنه «بالنظر إلى الظروف برمتها، أرى أننا اتخذنا النهج الأمثل». المعروف أن المعركة بين المحققين والخدمة السرية وصلت إلى المحكمة العليا. ومن ناحيته، رغب ستار في إدلاء العملاء بشهاداتهم بشأن ما رأوه لإثبات كذب كلينتون بشأن علاقته بلوينسكي. في المقابل، رأت الخدمة السرية، بقيادة ميرليتي، أن إجبار العملاء على الإدلاء بشهادتهم من شأنه تدمير الثقة الضرورية لحماية حياة الرئيس، لكن المحكمة العليا رفضت هذه الحجة. حاليا، يتولى ميرليتي منصب نائب رئيس نادي «كليفلاند براونز». وقد كشف مزيدا من التفاصيل عن المعركة التي خاضها في الكتاب والمقابلة التي أجريت معه. وأعرب عن اعتقاده بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يحاول «الإيقاع» بالخدمة السرية أو الرئيس. ونوه بموقف حدث في أغسطس (آب) 1998، عندما أخبره مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن الفستان الخاص بلوينسكي لا يحمل آثارا من الحامض النووي للرئيس، رغم أنه كان يحملها بالفعل، وذلك في محاولة لإدانة ميرليتي بالتآمر حال تمريره هذه المعلومة الكاذبة لكلينتون. أما الاجتماع الذي يقول إنه اتهم بسببه بمقايضة صمته مقابل ترقية فجاء في يناير (كانون الثاني) 2001، بعد محاكمة مجلس الشيوخ للرئيس بفترة طويلة. وقال ميرليتي: «ابتدعوا نظرية أنني أبرمت اتفاقا مع الرئيس ألتزم بمقتضاه الصمت حيال علاقته بمونيكا لوينسكي ـ التي لم أكن على علم بها مطلقا ـ مقابل ترقيتي لمنصب مدير الخدمة السرية. ثم زادوا على ذلك بالقول إنني ذهبت للرئيس وقلت له: حسنا، لا أرغب في أن أكون المدير فحسب، بل عليك أيضا أن تمدني بنساء». واستطرد مؤكدا: «لا أمزح في هذا الأمر. لقد جن جنونهم».
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media