-- --

(السومرية نيوز) بغداد - وقعت وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، الأحد، مذكرة تعاون مشترك مع الاتحاد الأوربي لتدريب الكوادر العراقية على إزالة المنشات النووية العراقية المدمرة، مبينة أنها حددت عشر مواقع نووية بهدف إزالتها بالكامل خلال عشر سنوات، فيما أعلن الاتحاد الأوربي انه سيتحمل التكلفة المالية لتدريب الكوادر العراقية خلال مدة العقد التي ستستمر لثلاث سنوات.

وقال وزير العلوم والتكنولوجيا رائد فهمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش توقيع المذكرة في مقر الوزارة ببغداد، إن "العراق وقع اليوم، مذكرة تعاون مشترك مع الاتحاد الأوربي لإلزام الأخير بتنفيذ عقده الموقع مع مركز انسوبريا الايطالي للأمن الدولي لتدريب الكوادر العراقية على إزالة المنشآت النووية المدمرة وتجهيز العراق ببعض الأجهزة الخاصة بمنع تسرب المواد الملوثة منه إلى البيئة العراقية".

وأضاف فهمي أن "الوزارة باشرت منذ العام 2008، بإزالة المنشات النووية في منطقة التويثة ببغداد"، كاشفا عن "تخصيص مابين ثلاثة ملايين إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار سنويا ضمن الخطة الاستثمارية التي تمتد لمدة عشر سنوات بتمويل من وزارة التخطيط لإزالة عشرة مواقع نووية تم تحدديها مسبقا بالكامل".

وتابع قائلا إن "المواقع شملت موقع التويثة الذي يحتوي على 18 منشأة نووية، إضافة إلى عدد من المواقع في محافظتي الانبار ونينوى"، لافتا إلى أن "الكوادر العراقية ستباشر بعد إزالة المنشآت بطمر المخلفات النووية في مواقع مختارة بشكل أصولي ووفقا للسياقات الدولية"، بحسب قوله.

من جانبه، أكد ممثل الاتحاد الأوربي في العراق حكيم لاودج أن "الاتحاد الأوربي سيلتزم بالمذكرة التي وقعها مع العراق اليوم، بتدريب عدد من الكوادر العراقية التي سيحددها العراق فيما بعد وحسب حاجته، إضافة إلى تجهيز العراق بالمواد والمعدات التي يحتاجها لإزالة المواقع النووية".

وأوضح لاودج في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المذكرة تتضمن تعهد الاتحاد الأوربي بتغطية النفقة المالية التي يحتاجها العراق لتدريب كوادره"، مشيرا إلى أن "مدة التدريب ستستمر لمدة ثلاث سنوات".

وتتألف منشأة التويثة للأبحاث النووية، نحو 30 كلم جنوب شرقي بغداد، التي بنيت وفق بروتوكول وقع بين الحكومة العراقية والاتحاد السوفيتي السابق في 14 تموز 1960، من مجمع يضم أكثر من مائة بناء ويمتد على مساحة 56 كيلومتراً مربعاً.

وكانت تعد المنشأة مركز البرنامج العراقي النووي وشملت النشاطات الأولى في هذا الموقع مفاعلات أبحاث عدة ونشاطات مرتبطة بعزل البلوتونيوم ومعالجة النفايات وتعدين اليورانيوم وتطوير بادئ النيوترون، فضلاً عن نشاطات أخرى عن تقنيات تخصيب اليورانيوم.

وقام الطيران الحربي الإسرائيلي بقصف مفاعل تموز ضمن منشأة التويثة ما أدى إلى تدميره، وفي أعقاب حرب الخليج التي اندلعت في العالم 1991، عملت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إزالة كامل المخزون العراقي المعروف من المواد النووية الملائمة للاستعمال في الأسلحة، وذلك بحسب ما نص عليه القرار رقم 687 الصادر عن مجلس الأمن في الأمم المتحدة. أما المواد المشعة الأخرى كلها، وضمناً اليورانيوم، فجرى تخزينها في براميل محكمة الإقفال في موقع التويثة، وكان يتم فحصها سنوياً من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.

وتؤكد مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة لم تفرض طوقاً آمناً ملائماً على موقع التويثة وغيره من المواقع النووية بعد العام 2003، كما وأهملت تحديد محتويات المواقع من المواد رغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية طلبت من القوات الأميركية حماية المواقع.

وفي مايو أيار 2003، استولى سكان المناطق القريبة من موقع التويثة على براميل تشتمل على مواد نووية تُعرف باسم "الكعكة الصفراء"، وعلى حاويات أخرى من أجل تخزين الطعام والمياه وبعد إفراغ محتوياتها المشعة في التربة وفي شبكة المياه، وهو ما أدى إلى انتشار حالات من التسمم بالمواد الإشعاعية، بعد إصابتهم بالنزيف والتقيؤ وقصور التنفس والغثيان والطفح الجلدي المسبب للحكاك.

وأنفقت الولايات المتحدة في عام 2008 حوالي 70 مليون دولار على ضمان نقل نحو 550 طناً من أوكسيد اليورانيوم، المعروف باسم"الكعكة الصفراء" من العراق إلى كندا.