"العودة الى الاهوار" يروي الطبيعة الخلابة لجنوب العراق بعين اجنبية
    الجمعة 13 أبريل / نيسان 2012 - 14:14
    بغداد (ا ف ب) -
    عندما ابتعد الكتاب العراقيون عن التعاطي مع الطبيعة الخلابة لمناطق الاهوار في جنوب العراق، رصدت العيون الاجنبية تلك الطبيعة ووثقتها عبر اسماء عدة بينها كيفن يونغ مؤلف كتاب "العودة الى الاهوار".

    واقيم في بيت المدى الثقافي في بغداد هذا الاسبوع بحضور عدد من المثقفين والكتاب العراقيين احتفال لتوقيع الطبعة العربية الثانية من الكتاب الذي يقع في اكثر من 200 صفحة من القطع المتوسط ونقل الى العربية بواسطة الكاتب والمترجم حسن الجنابي.

    وصدر الكتاب بالانكليزية للمرة الاولى العام 1977 عن دار "وليام كولينز" وضم عشرات الصور الملونة التي لا تقل قيمة عن النص. وصدرت الطبعة الثانية العام 1983 خالية من الصور عن دار "هاتشنسن" واعادت طبعها دار "بنغوين" العام 1989.

    لكن الطبعة العربية الاولى صدرت العام 2005 ومن ثم الثانية في 2012.

    ويعتبر الكاتب كيفن يونغ اشهر صحافي بريطاني زارالعراق في بداية خمسينيات القرن الماضي بتشجيع من الرحالة الانكليزي ثيسغر الذي عمل في احدى الشركات البريطانية في البصرة وترك عمله من اجل التفرغ للكتابة عن اهوار العراق التي غادرها قبل ثورة العام 1958.

    ومكث يونغ في منطقة الاهوار من العام 1952 ولغاية العام 1957 وعاد اليها العام 1973 لتفقد الشخصيات التي تعرف عليها في الخمسينيات.

    ويقول الكاتب العراقي علي حسين لوكالة فرانس برس ان "الكتاب واحد من اهم المراجع في مجال تاريخ هذه المنطقة وشكل اهمية لكونه سجلا اجتماعيا لحياة الاهوار".

    واضاف "ابدع مؤلفه في عكس صورة حية لحياة هؤلاء الناس الذين اهملتمهم الحكومات منذ تأسيس الدولة العراقية".

    وتابع "استطاع المؤلف يونغ ان ينقل ادق التفاصيل عن حياة اهل الاهوار ووقائع عن قضاياهم ووقف الى جانبهم كما يبدو في وقت لم يكتب كتاب عراقيون عن تلك المنطقة الساحرة".

    ويعد الكاتب والمترجم حسن الجنابي الذي نقل هذا الكتاب الى العربية واحدا من ابرز المختصين في مجال المياه والتغذية في العالم ويعمل الان سفيرا للعراق في منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) وقد انيطت له مهمة برنامج احياء منطقة الاهوار بعد العام 2003.

    ويقول الجنابي لوكالة فرانس برس "وجدت في هذا الكتاب جمالية خاصة لم يستطع الكتاب العراقيون التصدي لها، والكاتب سبر غور هذه المناطق الساحرة بكل شيء وعرف العادات الاجتماعية وطبائع سكانها ومشايخها وعكس صورة حية للطبيعة وكيف كان السكان هنا يعتمدون في العيش على ثرواتهم الحيوانية وخصوصا الجاموس".

    ويضيف الجنابي "الكتاب اعتبره منجزا حضاريا ولو انه جاء بعيون اجنبية لكنه يمثل اكتشافا لجمال العراق ومناطقه التي لم نلحق ان نكتشف جمالها واسرارها بسبب ملاحقة النظام السابق لنا وهذا شيء مؤسف".

    وكان حسن الجنابي غادر العراق العام 1979 وتنقل بين بلدان عدة مثل روما واستراليا والامارات.

    ولفت الجنابي الى ان اهتمامه بعالم الاهوار جاء لكونه نشأ في مدينة الديوانية الجنوبية "المعروفة بزراعة الشلب (الارز) التي تتحول فيها الارض الى شبه مسطح مائي، فتنامى لدي حب الاهوار وكان واحدا من اسباب ترجمة هذا الكتاب".

    وتابع "المساحة الكلية لمنطقة الاهوار تساوي مساحة لبنان او مساحة الضفة الغربية وهذا شيء لافت فليس من المعقول ان نصرف النظر عن هذه البقعة الكبيرة".

    وكان النظام السابق عمد الى تجفيف الاهوار فهلكت على اثر ذلك ثروة حيوانية مهمة واعتبر المجتمع الدولي ذلك جريمة منظمة في حق الانسان والحيوان.

    وبعد العام 2003 عاد سكان الاهوار الى مناطقهم الاصلية واعادوا الحياة لها مجددا لكن ليس بالمستوى الذي كانت عليه في السابق.
    التعليقات
    أضف تعليق
    اسمكم:
    بريدكم الالكتروني:
    عنوان التعليق:
    التعليق:
    اتجاه التعليق:
    شروط التعليق:لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى لائق بالتعليقات لكونها تعبر عن مدى تقدم وثقافة صاحب التعليق علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media