"كشف هـوية الإرهابي شاكر وهيب" مصادر نفت أنباء مقتله .. وتحدثت عن ملابسات انضمامه لـ "القاعدة"
    اكتسب شهرة إعلامية من بشاعة جرائم القتل
    الأثنين 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2013 - 08:22
    بغداد: وعد الشمري (الصباح الجديد) - شاب لم يتجاوز الـ 29 من عمره يسكن الانبار، أعلن ولاءه المطلق لما تسمى بـ»دولة العراق الإسلامية» (الجناح المحلي لتنظيم القاعدة)،بات محط أنظار المراقبين بعد هروبه من سجن المطار ببغداد وظهوره المتكرر عبر وسائل الإعلام ومواقع شبكة المعلومات (الانترنت) في صور ومقاطع تلفزيونية وهو ينفذ عمليات ارهابية تطول القوات الأمنية، ولم يسلم من يديه حتى سائقي الشاحنات العزل الباحثين عن لقمة العيش حيث اجهز عليهم بدم بارد بعد أن نصب نفسه قاضيا شرعيا يتولى التحقيق مع متهميه وحوله مجموعة من المجرمين يهتفون للتكفير.
     
    مقاتل بسيط.. وهالة اعلامية
    هو شاكر وهيب احمد زعتر الفهداوي من مواليد 1984 عمل في السابق كاسباً يسكن ناحية جبيل التابعة لقضاء الفلوجة،  سبق   للحكومة العراقية أن أعلنت عن تخصيص 50 مليون دينار مكافاة لمن يدلى بمعلومات تفضي لاعتقاله، في حين تتولى قيادة عمليات الجزيرة مسؤولية متابعة تحركاته لأن المعلومات تشير إلى وجوده في صحراء الانبار.
    وفي مقابل الاصداء التي خلفها وهيب فأن مصدرا امنيا بارزا يقلل من وزنه داخل التنظيم المسلح، لافتا الى انه «مقاتل اعتيادي وليس له ثقل كبير في هيكلية تنظيم القاعدة الارهابي الذي يتواجد فيه كبار القادة بعضهم ضباط محترفون في الاجهزة الامنية والعسكرية المنحلة التابعة للنظام السابق»، منوها انه «عُرف من خلال ظهوره العلني امام الكاميرات».
    الرأي العام سلط الضوء على وهيب من خلال مقطع مصور عثر عليه خلال مداهمة القوات الأمنية لأوكار الجماعات الارهابية في منطقة الجزيرة، يروي الارهابي الشاب فيه كيفية مثوله أمام الجهات التحقيقية قبل فراره من سجن المطار، ويهدد قضاة التحقيق المسؤولين عن ملفه بالقتل، كما وقد زعمت بعض الجهات انه من اعتلى منصة المتظاهرين في الانبار بداية العام الحالي وقام بترديد عبارات ولائية للقاعدة.
    شاع صيت وهيب من خلال عملية قتل السواق السوريين والتمثيل بجثثهم في تموز الماضي بعد قطع الطريق عليهم والتحقيق معهم حسب ما بثته مؤسسة التنظيم الاعلامية (الفرقان).
     
    حقيقة انباء مقتله في عملية نوعية
    مؤخرا تناقلت وسائل إعلام أنباء عن مقتله خلال عملية نوعية قامت بها، الشهر الماضي، قوات الاستخبارات المركزية في الانبار، لكن مصادر استخبارية رفيعة المستوى اكدت لـ «الصباح الجديد» ان «وهيب لا يزال على قيد الحياة ولم يلق مصرعه كما روج له»، مبينة ان «العملية الامنية النوعية التي جرى الحديث عنها كانت على معسكر البعاج وقتل فيها المدعو يوسف دحام وهو امير المنطقة الغربية لتنظيم القاعدة واثنان من مساعديه ولم يكن شاكر وهيب من بينهم»، منوهة في الوقت نفسه ان «الارهابي المقتول شقيق امير التطوير العسكري الذي هو من اعمدة قيادات تنظيم القاعدة في العراق».
    ما ذكرته المصادر كانت قد ايدته تغريده للتنظيم الارهابي على موقع (تويتر) الذي نفى خبر مقتل وهيب وقال انه لا يزال على قيد الحياة.
     
    بداية الانخراط المسلح
    اما بخصوص مراحل تواجده في التنظيم قبل اعتقاله عام 2011 فقد كشف عنها المصدر بالقول في حديث لـ «الصباح الجديد» ان «شاكر وهيب انخرط في العمل المسلح خلال 2006 برفقة مساعد له يقوم بتصوير عملياته ومسؤول عن نقله»، موضحا انه «نجح في قنص 15 جندياً أميركيا خلال تلك الفترة».
    وبقى وهيب يمارس عمله في القنص لمدة عام كامل حتى اعتقلته القوات الأميركية وتم إيداعه لدى سجن بوكا جنوب البلاد. ويوضح المصدر ان «وهيب خرج من المعتقل في 2009 لكنه امتنع عن العودة إلى منطقته تفادياً لتكرار إلقاء القبض عليه لأنه بات معروفا بعمله المسلح وتنقل خلال الأشهر الأربعة الأولى بعد الإفراج عنه بين الفلوجة وحي الجهاد و أبو غريب».
    وخلال تواجده في أبو غريب (ابو منيصير) صادف وهيب احد الموقوفين من افراد الجماعات المسلحة الذي كان معه في (بوكا) ودعاه للعودة إلى ما تسمى بـ»دولة العراق الإسلامية»، وكان له ما يريد حيث انتقل معه إلى احد المضافات الخاصة بالتنظيم في ذات المنطقة، ويشير المصدر الى إن «وهيب طلب في بداية الامر إعادة نشاطه بالقنص لكن المسؤولين في القاعدة ردوا عليه بعدم توفر الإمكانيات المالية لان هذه العمليات تتطلب مبالغ لا يستطيع التنظيم توفيرها».

    بيعة البغدادي
     البيعة إلى زعيم التنظيم المحلي أبو بكر البغدادي كان قد أخذها من الإرهابي الشاب، الحاكم الشرعي في إحدى الزيارات الميدانية، الذي زوده وحسب المصدر بـ «مستمسكات مزورة للتخفي بها تحمل أسم سليم محمد مجيد الجبوري».
      وبعد التأكد من صلاحيته للعمل المسلح داخل القاعدة، افاد المصدر بأنه «تم نقل وهيب إلى مضافة أخرى لغرض إعداده ميدانياً حيث بدأ بإعطاء محاضرات في الدروس الشرعية والتنظير الفكري مستفيدا مما كان يتلقاه خلال فترة تواجده في سجن بوكا».
    وبرغم رفضه المسبق للالتحاق بجبهة الفلوجة، لكن وهيب وجد نفسه مجبراً على ذلك تحت عنوان أوامر الوالي والتقى هناك بزعيم التنظيم في المدينة الذي شرح له طبيعة عمله الجديد وسلمه الى احد الإرهابيين الذي قام بجولة ميدانية معه للاطلاع على الأهداف المراد ضربها.
    ومن خلال الاتفاق مع والي الفلوجة نبه المصدر ان «وهيب تسلم مسؤولية اربع مفارز امنية تابعة للتنظيم كل واحدة منها تتكون من ثلاثة عناصر، ومن ثم تلقى مبلغ مليون دينار كدفعة اولى للقيام بعملياته»، متابعا إن «الآلية التي تم الاتفاق عليها تقضي بأن يتولى آمر المفرزة تحديد الأهداف أما وهيب فيقوم بتزويده بالعبوات الناسفة على قدر تلك الأهداف».

     
    عملياته في الفلوجة
    العملية الأولى للإرهابي الشاب كانت تزويد المفارز التي تحت إمرته بـ 8 عبوات على شكل (حجارة) لغرض استهداف القوات الامنية، في حين كانت العملية الثانية بوضع (جلكانات) ملغومة في أحياء الجولان والشهداء وجبيل لضرب منازل منتسبي القوات الأمينة بالإضافة الى زرع عبوة لاصقة لاغتيال احد الضباط في الجيش.
    وشهدت العمليات التي اشترك فيها وهيب تصاعداً نوعيا، وذكر المصدر انه «كان جزءا مهما من هجوم على ضابط رفيع المستوى في الجيش بواسطة انتحاري قادم من سوريا، من ثم اشترك في تفجير مزدوج بعجلتين مفخختين متزامنتين في حي الأندلس بالفلوجة سبقها تفجير عبوة صوتية لغرض إيقاع الخسائر بأكبر عدد من  القوات الأمنية التي تتجمع في محل الحادث».
    وخطط شاكر وهيب في ربيع 2011 للهجوم على احد محال الصيرفة، واتفق مع رفاقه بأن تكون ساعة الصفر صباح 11 من نيسان وانطلقوا في عجلتين الأولى التي كان فيها تراقب محل الحادث، أما الثانية مهامها تنفيذية تسطوا على الهدف وهو (صيرفة المجد) بالاسلحة الكاتمة».
    وافاد المصدر بأن «العملية لم تنجح وان القوات الامنية القت القبض على وهيب داخل عجلة الاستطلاع لكن الاخرين الموجودين في العجلة الثانية تمكنوا من الفرار».
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media