الديوانية حاضنة ثورة العشرين ونقطة عبور الثوار باتجاه المدن الأخرى
    الأثنين 1 يوليو / تموز 2013 - 05:05
    زعماء ثورة العشرين
    الديوانية: عباس رضا الموسوي  (الصباح) - لم يجد الثوار في مدينة الديوانية آنذاك بدا من تقديم التضحيات الجسام اثناء اصرارهم على تبني الثورة ضد المستعمر البريطاني خصوصا وان الاقدار حذفت عليهم بحاكم انكليزي مستبد يتمتع بجميع الصلاحيات لاخماد الحراك الشعبي إذ كان (الميجر ديلي) يكثر من التنكيل بزعماء العشائر ووجهاء المدينة لزرع الرعب بين شرائح المجتمع الذي ذاق قبل سنوات قصار مرارة الظلم العثماني الذي جسده الحاكم العثماني ( محمد افندي ) بأبشع صور التعسف لدرجة جعلت منه يفجر النفق الذي احدثه بعض الثوار باتجاه القلعة ليدفنهم فيه ويمنع اهلهم من اقامة مجالس العزاء على ارواحهم لذا فأن قيادات ثورة العشرين في الديوانية عندما تبنت قرار الثورة كانت ملمة بحجم التضحيات التي سيقدمها ابناء هذه المدينة المعروفة بطابعها العشائري .قادة الثورة يعدون لها سرا
    لكل ثورة قادتها الذين يرسمون الخطوات لتحقيق الغاية بأقل الخسائر ولكل ثورة وقودها وهم الفقراء الذين يرمون باجسادهم في لهيب المعارك الا ان ثورة العشرين كان قادتها وجنودها يقفون في صف واحد لذا انتصرالمحاربون العزل على اكبر دولة استعمارية انذاك وعن هذا يقول مدير مركز الذاكرة الموسوعية في الديوانية الباحث غالب الكعبي : كان سادات وشيوخ العشائر يلتقون سرا في مضائف محددة من اهمها ( مضيف عبد الواحد الحاج سكر ومضيف مرزوك العواد ومضيف سيد نور الياسري ومضيف سيد هادي المكوطر ) للتداول بشأن كيفية تعميم الثورة والية المواجهة مع هذا العدو الشرس وما يمكن القيام به لكشف البعض من الجواسيس الذين اغراهم المال وغيرها من امور تتعلق بالثورة التي اخذت اخبارها الاولية تأتي من مناطق عراقية مجاورة ومنها النجف الاشرف مشيرا الى ان اللقاءات والاجتماعات السرية كانت تعقد في مضائف لشيوخ عشائر انخرطوا في الثورة واحيانا تحتضنها المراقد الدينية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة.

    الشرارة الاولى من عفك

    لقد سبقت اندلاع الثورة في محافظة الديوانية اجراءات تعسفية اتخذها (الميجر ديلي) بعد ان توفرت لديه معلومات تفيد بنشوب الحراك الشعبي السري بقيادة البعض من زعماء العشائر في محاولة منه لقمع الثوار اذ يضيف الباحث غالب الكعبي، لقد قام (الميجر ديلي ) بنفي احد وجهاء المدينة الى الهند واحد شيوخ قضاء عفك ( مخيف ال شخير ) الى البصرة وأودع في السجن شيوخا اخرين منهم (صلال الموح وسعدون الرسن وشعلان العطية) وامر بحرق مضيف سعدون الرسن في ناحية الدغارة واحل نهب داره وغيرها من اجراءات تعسفية رفعت الغيرة لدى ابناء الديوانية لينفذوا ثورتهم بوجه المستبد فكانت الشرارة الاولى من قضاء عفك إذ لاحت البشائر الاولى للنصر عندما حرر الثوار السراي الحكومي بعد فرار الحاكم الانكليزي ( ويب ) منه تحت جنح الظلام فاتجه الثوار الذين تمتعوا بعزيمة النصر تجاه ( قلعة شخير ) في ناحية سومر ومن ثم حرروا ناحية الدغارة ليتجهوا بعدها الى ناحية السنية فيما ثارت العشائر في قضاء الشامية معلنة عن اسقاط الحكم الانكليزي بعد ان سفرّت الكابتن (مان ) وجنوده الى الكوفة باستخدام زوارق نهرية ليتم تحرير جميع المناطق التابعة الى مركز محافظة الديوانية من الاحتلال الانكليزي تباعا .

    الاهزوجة في ثورة العشرين  

    لقد كان للأهزوجة اثرها في رفع الهمم لدى الثوار الذين ينحدر اغلبهم من العشائر لذا فأنهم اعتادوا على سماع الاهازيج اثناء الحروب فقد اسقطوا القلعة التي اتخذها (محمد افندي) مقرا للحكم العثماني في الديوانية بسبب اهزوجة قالتها احدى النسوة بعد ان وجدتهم قد انهزموا فصرخت بهم منشدة (هاكم شيلتي , انطوني حداريكم) فما كان منهم سوى العودة الى القلعة المحصنة تحت وابل من نيران العدو ليعلنوا تحريرها بعد ان هلك منهم
    العشرات.
     وعن دور الاهزوجة في ثورة العشرين يقول الشاعر عماد المطاريحي : لقد كان للأهزوجة دورها عند الثوار خصوصا عندما تأتي الاهزوجة من باب المساس بالرجولة او تطلقها امرأة أضامها القدر فراحت تحتمي بأصحاب الغيرة وهذا يعود الى كون المجتمع العراقي والديواني على وجه الخصوص ذا طابع عشائري اعطى للذكر واجبات تصل حد تعرضه الى القتل .
     ويضيف المطاريحي  لقد قال شعراء الديوانية رحمهم الله العديد من الاهازيج في ثورة العشرين منها للشيخ مرزوك العواد (ودوه يبلعنه وغص بينه) وما قاله شعلان العطية مخاطبا الجنرال الانكليزي ولسن (ياويس ارجع ما لك عيشه) وذاك الثائر الذي غرس فالته في صدر الجندي البريطاني وهرب بها فقال ( مشكول الذمه اعله الفاله) وغيرها من اهازيج الحماسة .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media