بواعث قلق من محاكمة فاضل السلمان "معتقل الرأي الحر"
    الأثنين 20 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 06:51
    علي آل غراش
    كاتب واعلامي
    في خطوة مفاجئة تصعيدية قررت الحكومة السعودية عقد الجلسة الحادية عشر لمحاكمة الناشط فاضل السليمان وذلك 20/10/2014م. بعد اعتقال تعسفي للناشط السليمان لمدة أربع سنوات تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وصل الى تهميش كتفه وكسور في جسمه، ويأتي موعد المحاكمة في ظل أجواء متوترة وغضب شعبي عارم  بسبب حكم الاعدام ضد القائد الكبير آية الله الشيخ نمر النمر، حيث اندلعت مظاهرات واحتجاجات في المنطقة وفي العالم، هذا الموعد يدل على أصرار الحكومة السعودية على ممارسة خيار التصعيد والقمع البوليسي عبر محاكمة النشطاء السلميين باحكام قاسية جدا، وصلت للسجن لعقود من الزمن، وإلى حد الاعدام.

    المعتقل الناشط فاضل السليمان، هو بطل من أبطال الاحساء الشرفاء الذين شاركوا في المظاهرات التي خرجت في 4-11-17 /مارس/2011م. التي شهدتها مدينة الهفوف، ومدينة العمران بالاحساء وتم خلالها اعتقال العشرات بطرق وحشية، كان للناشط الحر السليمان دور فعال في المظاهرات والمطالبة بالحقوق والتصريح لوسائل الاعلام التلفزيوينة  التي كانت تغطي الاحتجاجات الغاضبة حيث طالب بالافراج عن الداعية الحقوقي القائد الشيخ توفيق العامر، والمطالبة بالاصلاح الشامل وبرحيل امير الاحساء الامير بدر بن جلوي ال سعود، وما كانت تلك الوسائل الاعلامية الا وسائل حكومية تابعة للمباح السعودية، حيث تم جعله على رأس قائمة المطلوبين للمباحث السعودية.

    تم القبض عليه واختطافه من سيارته في 17 مارس 2011م. حيث تم الاعتداء عليه بعنف وقوة وتمت اصابته بتهشم في احدى كفيه وكسور مضاعفة وقد فتشت سيارته وتم مصادرة ما لديه في السيارة من اجهزة الهاتف واقراص التخزين الميموري. وتم اقتياده لمبنى البحث الجنائي بشرطة الأحساء، ونقله لمباحث الدمام فيما بعد ليقضي اكثر من 40 يوما عانى فيها من الحبس الانفرادي والتعذيب النفسي مع 10 معتقلين آخرين من معتقلي 11 مارس 2011  تمت اعادتهم للأحساء بعد شهر تقريبا إلى شرطة الأحساء وقد أجبروا على توقيع أقرار وتعهد يحتوي على أعتراف بالتظاهر وتخريب ممتلكات والأعتداء على دوريات أمنية ورمي الحجارة وضرب رجال الأمن فوقعوه بالضغط والاكراه وتم نقلهم الى السجن العام بالأحساء، وهناك تم ضربهم بالعصي لتتورم أجسادهم.

    أما الناشط  فاضل السليمان فقد رفض التوقيع على الأقرار والتعهد المذكور ولم يستجب للضغط والاكراه لرباطة جأشه وإيمانه بقضيته والدفاع عن حقوق الإنسان ورفض الظلم والفساد ولذلك تم استمرار احتجازه.

    تعقد الجلسة الحادية عشر لمحاكمة الناشط فاضل السليمان في 20/10/2014م. بعد مماطلة وإلغاء بعض الجلسات، وقد كان محاميه الدكتور محمد الشخص خلال الجلسات السابقة لدى ثلاثة قضاة يطالب بلائحة اتهام ولا يحصل عليها، إلا ان التهم التي ترد شفاهيا ثلاث وهي: التظاهر ومقاومة الإعتقال وكسر كاميرا رجل مباحث.

    وقد نفى الناشط فاضل السليمان كافة تلك التهم، مؤكدا ان التظاهر والاحتجاج حق مشروع،  أما مقاومة رجال الأمن بعدتهم وعددهم فتهمة باطلة ومستحيلة لفرد أعزل ضعيف البنية، وكسر الكاميرا تهمة كيدية لا دليل على ذلك.

    الاحرار والشرفاء في الوطن وفي العالم، والمؤسسات والهيئات والجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان في العالم مطالبة بالتحرك للدفاع عن الناشط فاضل السليمان بعد إعتقال أربع سنوات من 17/مارس/2014م ولغاية اليوم، تعرض خلالها لانواع من التعذيب النفسي والجسدي، والنقل من سجون الاحساء والدمام واخيرا سجن الحائر للمباحث في الرياض، والتحرك بعدم صدور حكم عليه والمطالبة بالافراج عنه.

    يوجد قلق شديد من أن تصدر السعودية حكم الإعدام أو حكما قاسيا لمدة عقود على الناشط الحقوقي السلمان، بسبب التعبير عن الرأي والمطالبة بالافراج عن المعتقلين والاصلاح ومحاربة الفساد في السلطة، في ظل تصعيد السلطة مع النشطاء عبر إصدار حكم الإعدام ضد الشيخ النمر.

    الشعب مطالب بالتحرك للوقوف والمساندة والتضامن مع الناشط فاضل السليمان، ومع كافة المعتقلين، والمطالبة باطلاق سراحهم.

    الحرية للناشط فاضل السليمان ولكافة المعتقلين الشرفاء.

    علي ال غراش
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media