فرياد راوندوزي كاتب يستحق موقعه
    الأثنين 20 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 18:36
    د. زهدي الداوودي
    عندما يبدأ القلم بالكتابة في موضوع ما أو تناول شخص ما ذا مكانة إجتماعية أو سياسية مهمة في المجتمع والدولة، يبدأ القلم بالبحث عن  سلبيات هذا الشخص. هذه العادة جارية عندنا. وبذلك نبقى غير موضوعيين في كتاباتنا.
    تظهر سياسة عدم الموضوعية عادة عند فئة المثقفين الذين يوزعون لعناتهم بكل سخاء على هذا وذاك. أنا أعطيهم الحق في لومهم، ذلك أنهم يصابون بخيبة الأمل من هذا الصديق أو ذاك بسبب مواقفهم السياسية الجديدة، فالمثقف الذي أنتقل إلى صفوف الحكومة الجديدة، بعد أن كان في صفوف المعارضة، لا يستطيع أن يخرج من حدود الدائرة المرسومة له، وإلا فقد وظيفته التي كان يحلم بها. نقول إنهم يصابون بخيبة الأمل لأن مطالبهم، التي هي في الحقيقة، متواضعة جدا، مثل تعضيد كتاب أو الحق في الحصول على المعاش التقاعدي لم تتحقق.
    موضوعنا إذا، الذي نعود إليه من جديد هو "المثقف والسياسي"  والعلاقة بينهما.
    عانت الحكومات العراقية التي تناوبت على الحكم في المنطقة الخضراء من هذه المشكلة العويصة التي لم تتمكن حكومة المالكي منذ نشوئها إلى يوم زوالها من حلها، ناهيك عن أنها لم تتمكن من أستيعاب الستراتيج الثقافي الذي وضعه الإتحاد العام للأدباء العراقيين:
    •    ان أحد الأسباب الرئيسية في فشل وزارة الثقافة في تحقيق أهدافها هو وضعها ضمن مبدأ المحاصصة المقيت.
    •    عدم الإعتراف بما يسمى بوزارة الثقافة.
    •    تعيين وزير لا علاقة له بالثقافة.
    •    عدم تخصيص ميزانية معقولة تسد حاجات الوزارة.

    ولعل أحد أهم أسباب عدم الإهتمام بوزارة الثقافة يكمن في كون الثقافة العراقية تتميز بطابع يساري تقدمي وديمقراطي. وأن  رموزها ما زالت متخندقة في الخارج ولا سيما في أوروبا ويبدون كما لو أنهم مستعدون للمعركة الفاصلة مع النظام.

    هذا هو ملخص القول. ويبدو أن أنصار المحاصصة في عصر الداعش، قد أدركوا إلى أين تتوجه المسيرة. وأوكلوا مصير الثقافة العراقية إلى كاتب وسياسي معروف يستحق بكل جدارة أن يحتل مكانه اللائق به في طاقم الوزارة الجديده هو:
    فرياد راوندوزي   
    تعرفت به    في العام 1978   عندما كنت أعمل في جامعة الموصل في ظررف قاسية جدا وكان هو طالبا تحت مراقبة الاتحاد الوطني لطلبة العراق.                                               
    كان يأتيني إلى غرفتي خلسة ومتحديا رقابة الاتحاد الوطني البعثي ويحدثني عن الاوضاع إلى أن أختفينا عن الانظار. وحين التقيت به في مهرجان المدى في أربيل ، أستغربت من ذاكرته التي روتني جانبا من أحاديثنا حول ممستقبل البلد.
    لك كل النجاح والموفقية في منصبك الجديد.
    مبروك على المنصب الجديد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media