زيارة العبادي للسيستاني نقلة سياسية مهمة
    الأثنين 20 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 19:54
    حميد العبيدي
    لم يكن آية الله السيد السيستاني مركز المرجعية العليا في العالم من النجف الاشرف يسمح باستقبال أي مسؤول عراقي طيلة السنوات الاربع الماضية وذلك بسبب ما يراه من تلكؤات كبيرة كان المسؤول العراقي يقوم بها وهذا ما جعل المحددات كثيرة وانتقادات المرجعية من على منبر الجمعة واضحة في طريقة الاداء في عمق مؤسسات الدولة العراقية بكل تفاصيلها من وزارات وهيئات ومؤسسات تعمل بشكل انفرادي والاهم السلطة التشريعية والتنفيذية في البلد حيث ان المعاناة التي مر بها المواطن العراقي كانت واضحة جدا من خلال التلكؤ والتناحر بين الكتل السياسية والتسابق على الامتيازات والمراكز المهمة في الدولة هي ديدن المسؤولين العراقيين وهذا ما كان يتطلب الموقف الصارم من قبل المرجعية العليا في النجف الاشرف ولذلك كانت المقاطعة وعدم استقبال أي مسؤول هي الحل الناجع لوضع الحلول على الطاولة .
    اليوم مع تشكيل حكومة السيد العبادي رئيس وزرائها تبدو ان المشكلة العقيمة في العراق بدأت تأخذ مسارها الى الحل الذي دعت اليه المرجعية في خطابها طيلة الفترة الماضية حيث تشكلت الكابينة الوزارية بالكامل والتي نأمل منها ان تقود المرحلة المقبلة بصورة صحيحة بعيدا عن الولاءات العمياء للكتلة والحزب والمعتقد وهو الامر الذي دفع بالمرجع الديني السيد السيستاني الى الالتقاء بالسيد العبادي ما يعطي دعما سياسيا وروحيا ومجتمعيا لرئيس الحكومة أي ان مبدأ الثقة قائم بينه الحكومة والمرجعية ما يضع عليها وعلى رئيس هذه الحكومة مسؤولية كبيرة يتحتم من خلالها ان تتجه السلطة التنفيذية بالشروع الى العمل الجاد لانطلاقة حقيقية تتفق فيها الرؤى والتوجهات من اجل خدمة العراق ولعل اتفاق وجهات النظر بخصوص القوات البرية وعدم مقبوليتها على الارض العراقية هي واحدة من تلك النقاط التي يحتاج فيها العبادي الى دعم داخلي بحشد جماهيري تمثله تلك المرجعية وكذلك البرلمان العراقي من خلال النواب الذين يلتزمون بخط المرجعية في النجف الاشرف ولذلك فهي نقلة سياسية .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media