كوباني تحرج الحكومة التركية.. وأربيل تدرس إرسال الأكراد السوريين الذين دربتهم
    المتحدث باسم وزارة البيشمركة: ننتظر طلبا رسميا من كردستان سوريا
    الأربعاء 22 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 05:11
    كرديات خلال تشييع مقاتلة لقيت حتفها أخيرا خلال المعارك مع تنظيم داعش في منطقة سوروج الكردية الحدودية مع سوريا (أ.ف.ب)
    بيروت: ثائر عباس أربيل: دلشاد عبد الله «الشرق الأوسط» - تسببت موافقة أنقرة على إدخال عناصر قوات البيشمركة الكردية من إقليم كردستان العراق إلى مدينة كوباني (عين العرب) السورية، لدعم المقاتلين الأكراد في مواجهة تنظيم داعش، في إحراج للحكومة التركية. وطلبت رئاسة الأركان التركية من صحيفة «حرييت» مراجعة وزارة الخارجية حول السماح بمرور عناصر البيشمركة «لأننا لم ندل بهذه التصريحات»، طبقا لما أوردته الصحيفة. فيما نفى وزير الدفاع عصمت يلماز عدم اطلاع الجيش على العملية، قائلا في تصريح علني «أنا مطلع على الموضوع، وأنا الوزير المسؤول عن الجيش».
    وجاء ذلك بينما كشف متحدث باسم وزارة البيشمركة في إقليم كردستان عن أن الإقليم يتجه لإرسال الأكراد السوريين الذين دربهم وسلحهم طوال الفترة الماضية إلى كوباني وليس قوات حرس الإقليم.
    وبعد ساعات من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أفاد فيها بأن بلاده «ساعدت قوات البيشمركة، التابعة لإقليم شمال العراق، على العبور إلى عين العرب (كوباني)»، نسبت الصحيفة التركية تصريحا، أمس، لرئيس دائرة الإعلام في رئاسة الأركان التركية، الجنرال أرطغرل غازي أوزكوركجو، قال فيه «نحن لسنا الجهة المعنية بالأمر، وزارة الخارجية هي الجهة صاحبة التصريح، وينبغي توجيه الأسئلة لها في هذا الإطار».
    وجاء هذا غداة شحنات أسلحة ألقتها طائرات شحن أميركية على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في كوباني، الذين تنظر إليهم تركيا على قدم المساواة مع حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) المحظور لديها. وقالت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إن التعاون التركي مع التحالف «لن يشمل إقلاع طائرات أميركية يقودها طيارون من القواعد على الأراضي التركية حتى التوصل إلى اتفاق واضح مع الجانب الأميركي»، نافيا أن تكون المفاوضات مع واشنطن وصلت إلى نقاط محددة. وأوضح المصدر أن طائرات من دون طيار تتحرك عند الحاجة جراء التزام تركيا تأمين الدعم اللوجيستي.
    واتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الولايات المتحدة بانتهاج «سياسة الكيل بمكيالين»، دون ذكر اسمها. وقال إن كوباني السورية مدينة استراتيجية لتركيا وليست للولايات المتحدة. وأضاف مخاطبا واشنطن ضمنيا «تشعرون بكل هذا القلق حيال كوباني، لكن لماذا لا تشعرون بأي قلق حيال بقية المدن السورية التي تشهد أحداثا مماثلة؟». وأوضح الرئيس التركي أن كوباني حاليا خالية من سكانها المدنيين، الذين هم في استضافة تركيا، وعددهم نحو 200 ألف سوري كردي من سكان عين العرب.
    وأعلنت تركيا أن المقاتلين من كردستان العراق لم يعبروا الحدود إلى سوريا انطلاقا من أراضيها حتى الآن بعدما كانت أكدت أنها سمحت بانتقالهم إلى هناك للدفاع عن كوباني. وجاء هذا متطابقا مع نفي إدريس نعسان، نائب رئيس الهيئة الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية في كوباني، دخول أي قوات كردية من العراق إلى المدينة. وأكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن أي خطوة في هذا الإطار يفترض أن يسبقها تنسيق مع الإدارة الذاتية، وهو أمر لم يحصل لغاية الآن، مضيفا «ليست لدينا أي معلومات عن هذا الموضوع، وكل ما سمعناه ليس إلا تصريحات في الإعلام». كما نفت وزارة البيشمركة الأنباء التي تحدثت عن أن إقليم كردستان حدد 48 ساعة لإرسال قوات البيشمركة إلى هناك. وقال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم الوزارة، لـ«لشرق الأوسط»: «أي قرار من هذا النوع يحتاج أولا إلى طلب رسمي من كردستان سوريا، فهم الذين يحددون عدد ونوعية هذه القوات، كما يحتاج هذا إلى دراسة لتحديد كيفية تنفيذه من قبل رئاسة الإقليم ووزارة البيشمركة والجهات المعنية الأخرى، لأن هناك مجموعة من الإجراءات القانونية والرسمية التي يجب مراعاتها، فهذه القوة تحتاج إلى تمويل ومعدات». وتابع حكمت أن الجهات المعنية في الإقليم تدرس حاليا كيفية إرسال هذه القوات، والسبل التي ستتخذ لإيصالها. وبين أن «القوة التي يحتاجها المقاتلون الأكراد في كوباني عبارة عن قوة إسناد، وكما تعلمون فإن قوات الإسناد بحاجة إلى أسلحة ثقيلة، وليس من السهل إيصالها إلى كوباني بهذه السرعة».
    وكشف حكمت عن أن حكومة الإقليم تدرس إرسال القوات الكردية السورية التي أنهت تدريباتها في إقليم كردستان، إلى كوباني، في إشارة إلى أنها لم ترسل قوات البيشمركة التابعة لها والمعروفة باسم «قوات حرس الإقليم». ويعزى ذلك إلى انشغال تلك القوات بقتال عناصر «داعش» في العراق. وأوضح أن توجه هذه القوة إلى سوريا بات وشيكا وهو مرتبط بالاجتماعات التي تعقد حاليا في مدينة دهوك، في الإقليم، بين المجلس الوطني الكردي في سوريا ومنظومة المجتمع الديمقراطي، من أجل الوصول إلى اتفاق بهذا الخصوص. بدوره قال نوري بريمو، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار إرسال إقليم كردستان قوات البيشمركة إلى كوباني يندرج في إطار الدفاع عن النفس وليس اعتداء على أي طرف، ولم يحدد حتى الآن أي وقت لإرسال قوات البيشمركة، فساعة الصفر تحدد دائما بشكل مباشر». وعبر بريمو عن اعتقاده أن رئيس الإقليم قصد بإرسال قوات البيشمركة إلى كوباني تلك القوات المكونة من الأكراد السوريين المنشقين عن جيش الرئيس السوري بشار الأسد، والذين تلقوا تدريبات في إقليم كردستان. وأكد أن أعداد هذه القوة تفوق الآلاف من المقاتلين.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media