هل يمكن التعايش بين الطوائف بعد انتهاء قصة الدواعش
    الخميس 23 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 07:00
    أ. د. غازي إبراهيم رحو
    ما حدث في بلدنا العراق وخاصة في مدينة الموصل وسنجار  وما يحدث اليوم من سبي النساء وتشريد الالاف العوائل من الاصلاء المسيحيين والايزيدين من ديارهم وما اصدرته المنظمات الارهابية الداعشية التي اكدت  ان افعالها الشريرة تتفق مع احكام الشريعة التي يؤمنون بها ويعتبرونها فتاوي تسند الى الدين والدين منهم براء والتي تمنحهم كما يدعون الحق لرجال الدواعش باخذ نساء  ومصادرة املاك الاخرين من الايزيدين والمسيحيين  وقتل رجالهم وذبح اطفالهم  والاعتداء على حقوقهم  والذي يمثل عملا وحشيا وجنونيا كل هذه الاعمال الوحشية القذرة  والتي تبعث على الاسى والالم لما حل ببلدنا العراق  من قبل مجموعات تدعي الدين  والتي كشفت عن وحشية  هؤلاء القتلة اللذين جاؤوا من وراء الحدود وازرهم البعض من ابناء تلك المدن لتخرج منهم تلك المعادن السيئة  لما بدواخلهم  تجاه  اصحاب الارض اللذين استقبلوا اخوتهم المسلمين وعاشوا معهم مئات السنين ...ولكن في غفلة من الزمن وجدنا البعض من اهل تلك المدن يقفون ويبايعون تلك المجاميع التي رفعت شعار الدين للاساءة له وما يؤلم ويحز في نفوس ابناء العراق الاصلاء هم تلكم  البعض من ابناء المدن التي دخلتها داعش ومنها الموصل وسنجار   وانتظام العديد من ابناء تلك المدن  بالذات ودخولهم شريعة داعش وما تؤمن به داعش  من سبي وقتل الابرياء من اللذين يختلفون معهم في الدين او الطائفة او المعتقد   والتي تبعث على الالم  وتكشف الوحشية التي وصل بها  خاصة البعض من ابناء الموصل تجاه الاصلاء  من خلال  التفكير وممارسة العقلية الداعشية التي استندت على الشريعة كما هم يؤمنون ..لان هذه المسالة بتصورهم  اصبحت التزاما مبدئيا بالعقلية المتخلفة  والمتعلقة بالقيم الانسانية  والتي يمكن سحقها بالاقدام استنادا الى فتوى دينية  جاهلة قد تصدر من هذا وذاك عند الحاجة  ؟؟؟وفي اي وقت يحتاجون له ؟؟ وكما نعلم جميعا ان الايزيدين والمسيحيين والصابئة المندائيين هم اصل هذه البلاد  وما حدث لهم مؤخرا وفي رمشة عين  حيث فجعوا بتهجيرهم وقتل رجالهم  وسبي نسائهم وانتهاء ومصادرة ما يملكون مع تنكر الجميع لهم وخروجهم من مساكنهم   والاهم تخلي  الشركاء في الوطن اللذين عاشو معهم الاف السنين  عنهم  بل وقوف العديد من شركاء الوطن مع الدواعش في تنفيذ مخطط داعش الاجرامي ومشاركتهم لما قامت به داعش تجاههم بل شارك العديد  من ابناء المدينة من غير مقاتلي الدواعش في جرائم سلب ونهب ممتلكات المسيحيين والايزيدين  وسبي نساء الايزيدين وقتل رجالهم وبيع فتياتهم في سوق النخاسة  ..فكيف وباي طريقة سيتم دمل هذه الجراح في المستقبل؟؟؟ وكيف وباي طريقة يمكن التعايش مع هؤلاء  بعد زوال الدواعش ؟؟؟؟ لان ما حصل هو بالصميم حيث ادى الى  تحطيم للعلاقة الانسانية بين افراد المجتمع الواحد وبين ابناء المدينة الواحدة ..والذي جعل من المستحيل  اعادة الثقة  حتى بزوال هؤلاء لان الالم لدى المهجرين والمظلومين هو جاء من الجيران بل من اقرب الاصدقاء ؟؟؟ ..فكيف  سيكون التعايش بعد ذلك وهل سيكون ممكنا ؟؟؟؟؟ وهل يمكن عبور فقدان الثقة بين الطوائف بعد غدر الاخرين ؟؟؟وكيف سيغفر المسيحيين والايزيدين لما حصل لهم من قبل بني جلدتهم ومن عاشوا  معهم ؟؟؟ ؟؟وكيف وباي طريقة يمكن معالجة هذه الجروح والعودة الى المدينة التي سبت ونهبت وقتلت ابناء الاصلاء؟؟؟ ؟؟ من هذا ارى ان يكون هنالك دراسة معمقة للبحث عن كيفية معالجة هذا الشرخ الكبير الذي بسببه انعدمت امال العودة الى الارض والبيت والمدينة  والتي ارى ان تتهيأ الدولة لتهيئة دراسات ودعوات لاقامة مؤتمر دولي لدراسة اثار ذلك وخطورته على بقاء هذه الطوائف في ارض العراق والبحث عن طريقة لمعالجة ذلك ؟؟؟ او الخروج من هذا البلد الى حيث الامان ؟؟لان المفروض ان تعي الحكومة المركزية في العراق اليوم الى ما بعد انتهاء الدواعش لدراسة كيف يمكن خلق تعايش جديد  بين الطوائف والاديان  لاعادة بناء ثقة تجعل وتوفر  جو يعيد ثقة المظلوم بمن ظلمه ؟؟؟فهل ممكن ذلك ؟؟وهل يمكن اعادة بناء نفسية ابن المدينة التي غدرت به ليعود ويتعايش مع من خذله وسرقه وهجره  وهل يمكن عودة عقلية المواطنة للتغلب على الجروح التي ستبقى مؤلمة  ؟؟؟؟ام ستبقى الموصل بلون واحد تفتقر الى اصلاء الارض ؟؟؟
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media