انا اقر ان اغلب رجال الدين في البلد لهم الحرص على تقدم العراق والخوف على مصالحه وثروته وقيام حكومة عادلة في ظل هذا الوطن العراقي الكبير الذي يضم الكثير من القوميات والاديان والطوائف وبالتأكيد ان المتابعة من قبل علماء الدين لهموم المواطنين تنبع من الحرص والمسؤولية الملقاة على عاتقهم من الناحية الاجتماعية ولكن يجب ان يتم ذلك من خلال المتابعة والتوجيه ومراقبة الوضع بشكله العام وليس التدخل المباشر في عمل الدولة باعتبار ان الحكومة في الدول الديمقراطية تكون تحت مراقبة ومتابعة السلطة التشريعية وهناك لجان داخل البرلمان تقوم على متابعة الوزارات والمؤسسات الاخرى الغير مرتبطة بوزارة وهذا ما يعتبر في صلب الاختصاص لتلك اللجان .

ينقل موقع صوت العراق خبرا عن قيام الشيخ علي النجفي لقاءه برؤساء دوائر تفتيش وزارة النفط العراقية ليطلع على اهم ما توصلت اليه الوزارة والالية التي يتم العمل بها وما تقوم به الدوائر التابعة لها في المحافظات العراقية واعتقد ان ذلك عمل تقني بحت ولا يخص عمل رجال الدين وانما هناك سلطة تنفيذية تعمل على متابعته ولا ادري ما هو عمل رئيس الوزراء ورئيس هيئة النزاهة والقضاء العراقي وما هو دورهم اذا كان الشيخ علي النجفي يقوم بهذا الدور ، اليس هذا تدخلا واضحا في عمل وشؤون الدولة ؟ اليس ذلك يعتبر دخولا في تخصصات الاخرين ؟ لماذا نعمل على تمزيق الدولة ومؤسساتها من خلال هذه التدخلات من قبل رجال الدين !! علينا ان نحترم الدستور والقوانين التي تسير عليها الدولة العراقية وان مكان رجال الدين والمراجع يبقى محفوظا في التوجيه والتأشير على الخلل وتوجيه الشارع واسداء النصح للسياسيين وليس الدخول في تفاصيل عملهم وعندما يتجاوز السياسي فهناك قوانين رادعة له وهناك الاهم وهو الشارع والجماهير العراقية التي يمكن ان تحركها توجيهات وفتاوى المرجعية فليس من المعقول ان يقوم ابن احد المراجع مع احترامنا العالي له ولوالده سماحة المرجع النجفي في التدخل في شؤون وزارة النفط الفنية والتي تختص بالمتابعة والتفتيش على عمل الوزارة وهذا الغاء لسلطة الوزير والمفتش العام للوزارة ولهيئة النزاهة وبالتالي الغاء لدور رئيس الوزراء في محاسبة من يخطئ فليس من واجبه ان يطلع على عمل شؤون التفتيش ومتابعة القضايا الخاصة لعمل مؤسسات وزاراة النفط وبهذه الطريقة سوف تفقد مؤسسات الدولة مرجعياتها وسلسلة مسؤوليها للتعامل مع الملفات وسيكون الامر في غاية الفجاجة ومحاسبة تفتقر الى القوانين وسائبة ومشتتة لتدخل من هم ليسوا بأصحاب الاختصاص فنحن لا نختلف عن باقي الدول الاخرى في العالم فلماذا يتم التدخل من كل الجهات في عمل مؤسسات الدولة نرجو الانتباه لذلك والتأشير عليه دون تردد او حساب الواجهات الدينية التي نعتبر احترامها ثابت من قبل الجميع ولكن في ساحتها لها كل التقدير .