"التشكيك بدعم ومساندة التحالف الدولي للعراق على الصعد العسكرية والسياسية او القول بأن المساندة الجوية غير مجدية... والى غير ذلك من تشكيك وإدانة لهذا التحالف الدولي ... الضرر الأكبر من هذه المواقف قد يدفع التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الى التراجع عن دعم ومساندة العراق وتبرير ذلك بوجود بيئة معادية مما يترتب على ذلك من احتمالات العمل على إفشالنا في محاربة داعش فضلا عن قيامها بدعم القوى الإقليمية المعادية وكذلك القوى الداخلية المعادية للعملية السياسية او قيامها هي بإيذائنا بشتى الوسائل." هذا نص ما جاء في مقالة الأخ عبد الحليم الرهيمي بتاريخ ٢٢-١٠ -٢٠١٤ على موقع الأخبار. اعتقد ان هذا النص لا يحتاج الى كثير من التعليق ومع هذا فإنه يعكس مدى الرعب الذي نجحت ببثه قوى التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة في نفوس الكثير. ومن ناحية اخرى فانه يؤكد ما ذهب اليه الكثير بأن هذا التحالف وبقيادة الولايات المتحدة يمارس البلطجه والإبتزاز، بمعنى:  ان على الحكومة والعراقيين ان ينفذوا كل ما يطلب منهم وإن لم يصب في مصلحتم، او سوف يلاقون الويل والثبور. هل هذا من المنطق بشئ، فلا توجد اي دولة على وجه الأرض تقبل على نفسها هذا المقام. هذا في الوقت الذي يحاول فيه العراق ان يبني علاقات متوازنة تكفل لجميع الأطراف حريتهم وسيادتهم بعيدا عن الإملاءات التي تصب فوق رؤوسهم والتهديدات الدائمة مرة بداعش ومرة اخرى بالتفجيرات. نحن لا نتبجح بضرورة الحفاظ على السيادة ولكن نطالب ان نعامل بعدالة. ان التحالف الدولي امر مرحب به فكل الدول تحتاج الى مثل هذا الدعم في حالات المحن والكوارث ولا احد ينكر ان الدواعش وسيطرتهم على مدن عراقيه هو الكارثة بعينها. ولكن هذا الدعم يجب ان يكون ضمن محددات أرجو ان لا ينكرها احد على العراقيين، كما ان الإتفاقية الأمنية ما زالت موجودة وهي التي صوت عليها البرلمان الممثل للعراقيين فيمكن الإستعانة بها وتفعيل بنودها التي تنص على حماية العراق في حالة تعرضه لأي اعتداء خارجي او داخلي، فلا داعي لهذه الأساليب التي لاتليق بأي شخص او دولة. كما ان التحالف لم يؤدي دوره المرجو منه بشهادة الكثيرين، هذا بالإضافة الى الإشاعات التي يروجها مسؤولون كبار في التحالف (على سبيل المثال التصريح الأخير لديمبسي حيث اشار الى ان عشرة الاف داعشيا يحيطون بمطار بغداد، ليعتذر لاحقا عنها) والاشاعات التي تطلقها قناة ال BBC العربية والتي كنا نأمل منها ان تتصف المهنية والحيادية. كما ان هذا التضخيم بقوة داعش والتي يتطلب القضاء عليها سنوات عديده كما يصرح به قادة التحالف، فما المقصود منه سوى إشاعة روح الخوف والعجز والتسليم توطئة للدخول البري لقوى حليفة لامريكا. هذا الدور المشبوه ياتي بالإضافة الى قيام طيران التحالف بضرب الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في كل من المحمودية وطوزخورماتو، وهو ما أدلت به المنظمة الأوربية للأمن والمعلومات.
يحضرني ما تنبأت به مطلع العام منجمة مصرية ظهرت على احدى القنوات المصريه من رحيل لمرسي وعدم التجديد للمالكي بولاية ثالثة كما تنبأت بظهور المهدي و الجيش السفياني (داعش)، الظاهر ان كل مايحصل الأن ما هو الا سيناريو معد سلفا وأصبح جاهزا للتنفيذ وفق اجندات رسمت هذا المخطط الجهنمي في دوائر استخبارية.

سهام احمد