أحداث في ذاكرتي -3-
    الثلاثاء 28 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 13:12
    حامد الحمداني
    اندلاع الحرب العالمية الثانية                          
    استقلال العائلة:
    في أواخر نيسان من هذا العام انتقلنا إلى دارنا الجديد، وشعرنا بالحرية لأول مرة، فقد استقلت العائلة، ولم يعد هناك من ينغص عيشتها، هذا بالإضافة إلى أن الدار الجديد كان يحتوي على أربعة غرف وسرداب وإيوانين وبالكون، بالإضافة إلى الحمام والمطبخ، وتوزعت العائلة على الغرف، بعد أن عشنا لسنوات عديدة في غرفة واحدة.
     كما تمتعنا لأول مرة بنعيم الكهرباء، والماء الصافي النقي، إضافة إلى الموقع الرائع بجوار حديقة الشهداء التي كان الناس يأمونها كل يوم للترويح عن النفس، حيث لم يكن في دورهم الحدائق، فقد كانت معظم الدور في درابين [طرق ضيقه بلا منفذ] لا تدخلها سيارة ولا عربة، ولا يوجد فيها حدائق.
    لكن هذا العام [1939] لم يمضي دون منغصات، فقد توفي عمي الأكبر [حمو] فجأة، مما سبب لنا صدمة كبيرة جداً، وكان قد سبقه عمي داود، وهو أكبر أعمامي، حيث جنده الأتراك في الجيش وأرسلوه إلى الحرب في جبهة القفقاس أبان الحرب العالمية الأولى، ولم يعد منها بعد ذلك حيث قُتل ودُفن هناك.

    اندلاع الحرب العالمية الثانية:
    في الثالث من أيلول 1939 اندلعت الحرب العالمية الثانية في أوربا والتي امتدت لتشمل الشرق الأقصى والعالم فيما بعد، بين دول المحور التي ضمت ألمانيا وإيطاليا واليابان، فيما بعد، ودول الحلفاء بريطانيا وفرنسا ومن ثم الولايات المتحدة، ثم الاتحاد السوفيتي بعد أن هاجمه هتلر دكتاتور ألمانيا، واضطر لدخول الحرب ضد دول المحور.
    بدأ هتلر منذ عام 1938 ينفذ خططه للتوسع ،حيث أقدم على احتلال [النمسا] و[جيكوسلوفاكيا] وأعلن ضمهما إلى المانيا دون أن يلقى أي ردع من جانب الدول الغربية.
    وهكذا أخذت شهية هتلر تتصاعد لضم المزيد من الأراضي، فطالب بضم مقاطعة [ دانزج ]البولندية إلى المانيا ، مدعياً أنها مقاطعة ألمانية، ولما لم ترضخ حكومة بولندا إلى ضغوطه أقدم هتلر على مهاجمة بولندا عام ،1939 دافعاً بقوات كبيرة برية وجوية، واستطاع ابتلاعها خلال أسبوع .
     عند ذلك أدرك حكام بريطانيا وفرنسا أن أطماع هتلر لن تقف عند حد، وأن الخطر الألماني سوف يصل إليهما عاجلاً أم عاجلاً، حيث سارعا إلى إعلان الحرب على المانيا في 3 أيلول 1939، وبذلك اشتعل لهيب الحرب ليشمل أوربا بأسرها.
     ثم توسعت بدخول إيطاليا الحرب إلى جانب ألمانيا، وإقدام اليابان على قصف ميناء [ بيرل هاربر] الأمريكي، ودخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء، وبذلك امتدت الحرب لتشمل العالم أجمع، ولم ينج من نارها سوى تركيا والسويد،وسويسرا، حيث بقيت هذه الدول على الحياد.
     العراق والحرب العالمية الثانية:
    لم تكد بريطانيا تعلن الحرب على المانيا، واشتعال لهيب الحرب في أنحاء أوربا، حتى بادر السفير البريطاني للاتصال بنوري السعيد على الفور طالباً منه تطبيق معاهدة التحالف المبرمة بين البلدين في 30 حزيران 1930، وإعلان الحرب على  المانيا، وقد طمأن نوري السعيد السفير البريطاني، ووعده بقطع العلاقات مع ألمانيا، وإعلان الحرب عليها بأسرع وقت.
    وعلى الفور أبلغ نوري السعيد الوصي عبد الإله برغبة بريطانيا بإعلان الحرب على المانيا، وتقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة عبد الإله، في 5 أيلول 1939، وطرح نوري السعيد أمام مجلس الوزراء الطلب البريطاني.
     لكن خلافاً حاداً حدث داخل مجلس الوزراء، فقد رفض وزير الدفاع  طه الهاشمي، ووزير العدلية محمود صبحي الدفتري، فكرة إعلان الحرب على المانيا، والاكتفاء بقطع العلاقات الدبلوماسية معها، و أعلنا أنهما سيقدمان استقالتهما إذا ما أصر نوري السعيد على إعلان الحرب.
     وإزاء ذلك الموقف اضطر نوري السعيد للتراجع مؤقتاً والاكتفاء بقطع العلاقات الدبلوماسية، وسارع بالطلب من السفير الألماني [الدكتور كروبا] بمغادرة البلاد تحت حراسة الشرطة نحو سوريا، كما قام نوري السعيد باعتقال كافة الرعايا الألمان، وسلمهم للقوات البريطانية المتواجدة في قاعدة الحبانية، حيث قامت بتسفيرهم إلى الهند كأسرى حرب. أما عبد الإله فقد سارع إلى إرسال برقية إلى ملك بريطانيا جورج  يبلغه أن العراق سوف يلتزم تماماً بمعاهدة الصداقة والتحالف المعقودة مع بريطانيا عام 1930، وسوف يقدم العراق كل ما تتطلبه المعاهدة.
    كما أذاع نوري السعيد بياناً للحكومة في 17 أيلول، أعلن فيه التزام العراق بمعاهدة التحالف مع بريطانيا، واستعداد الحكومة للقيام بما تمليه تلك المعاهدة من واجبات تجاه الحليفة بريطانيا، وقد سبب موقف نوري السعيد وحكومته موجة من السخط العارم على تلك السياسة اللاوطنية، والتي تهدف إلى زج العراق في الحرب الإمبريالية.
    أما نوري السعيد فقد أقدم على تعطيل مجلس النواب، الذي نظمت وزارته انتخابه قبل مدة وجيزة، ولجأ إلى إصدار المراسيم المخالفة للدستور، والهادفة إلى قمع كل معارضة لسياسته الموالية لبريطانيا، وكان من بين تلك المراسيم مرسوم مراقبة النشر رقم 54 لسنة 1939، ومرسوم الطوارئ رقم 57 لسنة 1939، منتهكاً بذلك الحقوق والحريات التي كفلها الدستور للشعب.
    وتطبيقاً لمعاهدة 1930، فتح نوري السعيد الباب على مصراعيه للقوات البريطانية لكي تحتل العراق من جديد، وليصبح العراق طرفاً في حرب استعمارية لا ناقة له فيها ولا جمل.  لم تترك الحرب العالمية الثانية، بعد أن أمتد لهيبها، بلداً إلا وكان لها تأثير كبير عليه سواء كان ذلك التأثيرعسكرياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً ، وكان العراق غارقاً في خضم تلك الحرب بعد أن احتلته القوات البريطانية احتلالاً كاملاً لمنع القوات الألمانية من الوصول إليه، حيث يمتلك العراق مصادر الطاقة [النفط] التي كانت ألمانيا بأمس الحاجة لها لإدامة ماكنتها الحربية.
    لقد عانى الشعب العراقي الأمرّين من تلك الحرب حيث أفتقد المواد الغذائية، والملابس، وغيرها من الحاجات المادية وأصبحت تلبية تلك الحاجات أمر صعب للغاية، واضطرت الحكومة إلى تطبيق نظام الحصص [ الكوبونات] لكي تحصل العوائل على حاجتها من المواد الغذائية والأقمشة لصنع الملابس، واشتهرت تلك الأيام ب[ أيام الخبز الأسود ]  بسبب النقصان الخطير في الحبوب،  ورداءة نوعية الطحين، كما أن حكومة نوري السعيد كانت قد سخرت كل موارد البلاد لخدمة الإمبريالية البريطانية وحربها، مما أثار غضب الشعب العراقي وحقده على الإنكليز، والنظام الملكي.
    وفي 18 كانون الثاني 1940 ، أقدم أحد منتسبي الشرطة، المفوض  [حسين فوزي توفيق] على إطلاق النار على وزير المالية [ رستم حيدر] في مكتبه بالوزارة، وأصابه بجروح خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة بعد أربعة أيام ، متأثراً بجراحه، وقد تم اعتقال القاتل.
     حاول نوري السعيد أن يستغل الحادث لتوجيه تهمة التحريض على القتل لعدد من الشخصيات السياسية المعارضة، حيث أقدم على اعتقال كل من الوزيرين السابقين [صبيح نجيب ] و [إبراهيم كمال ]، والمحاميين المعروفين [ نجيب الراوي ] و [شفيق السعيدي ] موجهاً لهم تهمة التحريض على قتل الوزير.
     وقام نوري السعيد بمقابلة القاتل في السجن وضغط عليه، ووعده بالتخفيف عنه لكي يعترف بأن صبيح نجيب، وإبراهيم كمال قد حرضاه على قتل رستم حيدر.
    أثار تصرف نوري السعيد هذا حفيظة العديد من رؤساء الوزارات والوزراء السابقين، بالإضافة إلى وزير الداخلية في حكومة السعيد [ ناجي شوكت] حيث وجدوا أن نوري السعيد يريد استخدام حادث القتل لتصفية عدد من خصومه السياسيين، ولذلك فقد لجئوا إلى الوصي عبد الإله، مستنكرين أعمال نوري السعيد بزج أسماء أولئك الذين اتهمهم بالتحريض على قتل رستم حيدر، وكان من بين أولئك الذين قابلوا الوصي وشكوه من تصرفات نوري السعيد  كل من ناجي السويدي، وجميل المدفعي، وتوفيق السويدي، وكلهم من رؤساء الوزارات السابقين.
     ورغم كل تلك الاحتجاجات حاول نوري السعيد إحالة هؤلاء المعتقلين إلى المجلس العرفي العسكري لمحاكمتهم بتهمة التحريض، إلا أن وزير الخارجية [ علي جودت الأيوبي] ووزير المواصلات والأشغال [ جلال بابان] عارضا بشدة محاولة نوري السعيد، وطالبا بإحالة القضية إلى محكمة مدنية، كما هدد وزير العدلية [ محمود صبحي الدفتري ]  بالاستقالة إذا ما مضى السعيد بخططه، وقد أيد موقف الوزير اثنان آخران من الوزراء، وبذلك فشلت مساعي نوري السعيد وأصبح من المتعذر عليه الاستمرار في الحكم بتلك التشكيلة الوزارية حيث قدم استقالة حكومته إلى الوصي في 18 شباط 1940، وتم قبول الاستقالة.
    تأثري بالفكر القومي والوطني:
    في عام 1941 تزوجت شقيقتي الكبرى من أحد أبناء عمومتنا المرحوم [شفيق مصطفى] وقد كان شفيق اسماً على مسمى، رجل دمث الأخلاق، طيب القلب، حلو المعشر، اتصف بالعفة والرزانة، وكان على درجة عالية من الثقافة، ويحمل شعورا وطنيا فياضاً، كان يكره الاستعمار البريطاني والصهيونية المغتصبة للأراضي الفلسطينية، وقد ساهم في القتال ضد الصهيونية، وضد الاحتلال البريطاني لفلسطين إلى جانب القائد الوطني المعروف آنذاك [فوزي القاغوقجي] الذي خاض العديد من المعارك من أجل حرية واستقلال فلسطين، وسائر البلاد العربية.
     انتقل شفيق إلى العراق من سوريا، وانتسب إلى القوة الجوية العراقية بصفة مخابر لاسلكي بدرجة نائب ضابط عام 1938، وتزوج من شقيقتي في كانون الثاني 1941، فكان أخاً كبيراً لنا تعلمت منه حب الوطن والدفاع عنه ضد المستعمرين الذين ابتلى بهم عالمنا العربي، الذي ما كاد يخرج من نير الاحتلال العثماني الغاشم الذي دام أربعة قرون ليقع فريسة الامبرياليين البريطانيين والفرنسيين الذين تقاسموا فيما بينهما بلدان العالم العربي بموجب اتفاقية [سايكس بيكو] السرية والسيئة الصيت، وتنكروا لكل مواعيدهم التي قطعوها للملك حسين بن علي بمنح البلاد العربية حريتها واستقلالها.
     وهكذا بات على الشعوب العربية خوض النضال الطويل من جديد من أجل التحرر من نير المستعمرين الجدد، وبذل المزيد من التضحيات، وتحمل المزيد من المعانات لسنوات طويلة
    حركة رشيد عالي الكيلاني والعقداء الأربعة:
    في الأول من نيسان1941 قامت حركة انقلابية قادها [ رشيد عالي الكيلاني] بدعم من العقداء الأربعة قادة الجيش [صلاح الدين الصباغ] و[محمود سلمان] و[كامل شبيب] و[فهمي سعيد]، حيث هرب الوصي وولي العهد [عبد الإله] وأعضاء الحكومة، وتشكلت حكومة الدفاع الوطني برئاسة رشيد عالي الكيلاني. وقد جرى خلع الأميرعبد الإله من وصاية العرش وولاية العهد، وجرى تعيين السيد [شريف شرف] وصيا على العرش.
    لقيت حركة رشيد عالي الكيلاني دعماً وإسناداً شعبياً عارماً بسبب كره الشعب العراقي للاستعمار البريطاني، وعملائه زمرة نوري السعيد وعبد الإله، وجرى تشكليل فرق الفتوة من طلاب المدارس الثانوية والمتوسطة، والكشافة في المدارس الابتدائية من أجل دعم وإسناد حركة الكيلاني، فقد كانت أحداث ثورة عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني، والقسوة التي استعملها الجيش البريطاني في قمعها ماثلة أمام ناظرهم، فكان الحقد الشعبي على المحتلين البريطانيين مكبوتاً في نفوس أبناء الشعب.
     ولم يدرك الشعب العراقي آنذاك أن الاستعمار الألماني والنظام الهتلري هو أسوأ بكثير من الاستعمار البريطاني، واشد وحشية وقسوة، ولو قُدر للنظام الهتلري الانتصار في تلك الحرب لكانت الكارثة التي ستحل بالعالم أبشع، وقد أثبتت  وقائع الحرب، والجرائم التي اقترفتها قطعان النازية ذلك.
     لم يترك الإنكليز الكيلاني يهدد مصالحهم في العراق، حيث سارعوا إلى إنزال قواتهم العسكرية الكبيرة في البصرة مدعين بأن إنزال القوات المذكورة هو لضرورات الحرب، وبموجب المعاهدة العراقية البريطانية [ معاهدة 1930] التي تعطيهم ذلك الحق.
     لكن الكيلاني شعر بعد فوات الأوان أن الهدف الحقيقي لإنزال القوات البريطانية هو القضاء على حركته، وإعادة عبد الإله والحكومة السابقة إلى الحكم من جديد، فحاول الحصول على دعم ألمانيا للوقوف بوجه القوات البريطانية.
     لكن ألمانيا لم يتسنَ لها إيصال قواتها إلى العراق حيث اكتفت بالدعم الجوي حيث أرسلت عدة أسراب من الطائرات الحربية المقاتلة للدفاع عن المدن العراقية، ودعم الجيش.
    كنا نشاهد الطائرات البريطانية المغيرة، وتصدي الطائرات الألمانية لها، والمعارك الجوية فوق سماء الموصل، وكان الرعب قد تملكنا، ولاسيما عندما سقطت إحدى قنابل الإنكليز في منطقة [رأس الجادة] وأدت إلى مقتل وجرح العديد من المواطنين، وكانت قوات الفتوة تسير في الشوارع وهي تنشد الأناشيد الوطنية، وتدعو للنضال ضد الاستعمار البريطاني. باشرت القوات البريطانية بالزحف نحو العاصمة بغداد من البصرة، ومن قاعدة [سن الذبان] بالحبانية، وأبدى الجيش العراقي بطولة نادرة دفاعاً عن حرية الوطن، واستشهد الكثير من الجنود والضباط في تلك المعارك.
    وبسبب عدم تكافؤ القوى، وضعف تسليح الجيش العراقي، استطاع الإنكليز قمع حركة الكيلاني، وإعادة عبد الإله ونوري السعيد وأزلامهم إلى الحكم من جديد، وهرب الكيلاني إلى ألمانيا، بينما هرب قادة الجيش العقداء الأربعة [محمود سلمان] و[ كامل شبيب] و [فهمي سعيد ] إلى إيران حيث استطاع الإنكليز اعتقالهم هناك وإرسالهم إلى جنوب أفريقيا معتقلين، ثم جرى تسليمهم بعد ذلك للحكومة العراقية التي أحالتهم للمحاكم العسكرية التي حكمت عليهم بالإعدام، وتم تنفيذ الأحكام فيهم في الساحات العامة. كما تم إعدام السيد يونس السبعاوي الذي شغل منصب وزير الاقتصاد في حكومة الكيلاني كذلك. أما العقيد صلاح الدين الصباغ فقد اعتقل فيما بعد وجرى إعدامه أمام وزارة الدفاع بحضور عبد الإله ونوري السعيد.
    حاول زوج شقيقتي شفيق مصطفى الذي شارك مشاركة فعالة في حركة الكيلاني الهرب إلى ألمانيا عن طريق تركياـ بعد قمع الحركة، لكن الأتراك القوا القبض عليه وسلموه للحكومة العراقية، حيث جرى اعتقاله لعدة أشهر، ثم أطلق سراحه، بعد أن تم فصله من الجيش. لكنه أصيب فيما بعد بمرض عضال لم يمهله طويلاً حيث فارق الحياة عام 1947، تاركاً طفلته جنان، وزوجته التي كانت على وشك الولادة، حيث ولدت بنتها الثانية أحلام في اليوم السابع لوفاته، وكانت وفاته تمثل خسارة كبرى ليس لزوجته وأطفاله فقط بل خسارة لنا جميعاً حيث كان المرشد والمثال.


    1. أحداث في ذاكرتي -1- - حامد الحمداني
      24/10/2014 - 12:29 مقالات
    2. أحداث في ذاكرتي -2- - حامد الحمداني
      26/10/2014 - 14:36 مقالات
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media