فن صناعة .. الحمير !
    الأربعاء 29 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 12:17
    حسن أحمد
    قال اخ ناصح : "العظيم ينظر إلى الحق والوضيع ينظر إلى الكسب"  الحكيم علي

     لا أدري  هل كان الفيلسوف الشهير - برنارد شو - قاسيا بمقولته التي يقول فيها :  "  لاتصلح الديمقراطية لمجتمع جاهل .. لان اغلبية من الحمير ستحدّدْ مصيرك "  وهل كان شو يصف مجتمعه الاكثر تطورا من مجتمعات العالم (بوصف الجاهل ) - حسب  زعمه - ؟  وهل كان  يُفضّلْ النظام الدكتاتوري على النظم الديمقراطية ؟ اقول تجربتنا المريرة مع الديمقراطية قاسية ولم تنتج لنا الاّ الكثير من الخيبات على يد اغلبية  الوجوه التي تم انتخابها بايدينا وعلى صعيد ثلاث دورات انتخابية !

    قد يكون سقوط  النظام بهذه السرعة  قد احدث صدمة في وعي عامة ابناء العراق .. كما ان التوق للخلاص من نظام البعث الدموي قد جعل العراقي لايُدقّق كثيرا في خياراته بمن يمثلونه تحت قبة البرلمان , ولا يفوتنا ان نذكر دور المرجعيات الدينية - ذات السطوة الكبيرة على وعي الناس وبوصلة خياراتهم - في مجتمع لايمتلك ثقافة ديمقراطية ومغرق في الاستلاب والفقر وقسوة الانظمة الحاكمة .. فكان ماكان وصعدت وجوه من امثال  الهاشمي وحازم الشعلان ممن اتهموا بالارهاب او سرقة المال العام وآخرها أثيل النجيفي وما جرى بعد سقوط نينوى من كوارث لا يبدوا لنا فيها من  بصيص ضوء للخروج من نفقها المظلم !؟ هذا التوصيف  البسيط يجعلك وانت في قمة الحزن تبتسم من شدة ما في هذا الكلام من غصص , تُذكّرك بما جرى ويجري من كوارث وقتل ودمار وسرقة وتردي للخدمات بايدي أولي الامر والشان او بسبب سوء اداء  الاغلبية منهم  منذ التغييرفي بلد غني بثرواته وكوادره .. اذن المشكلة في العراق هو القائد  - في كل مفصل من مفاصل الدولة , وكل بحسب موقعه من نوع الغيور على مصالح شعبه والصادق معه والنظيف اليد  والضمير  .. الذي يجعل الجميع يلتفون حوله ويدعمون خطواته  , وان توّفر فلا يستطيع اشرار الكون مجتمعة او توهن ارادة شعبه .. فالاشرار من اعداء العراق وشعبه  تحتاج الى الحاضنة المحلية  وهذه تكون ضعيفة او مفقودة حين تجد عيون الامن ساهرة وامينة والناس هم عيون ساهرة اخرى  لرعاية مكتسباتهم - لا كما راينا الناس  في بعض المحافظات .. فالرجال تُرّحبْ والنسوة تزغردْ في مراسيم استقبال الدواعش الغزاة  ..  نشٌد على يد السيد العبادي في خطواته في اختياره للاشخاص في مكتبه وفي الغائه لمكتب القائد العام وفي تعيين وزيري الداخلية والدفاع  وننتظر منه الكثير .. لانه الامل في اخراج العراق من هذه الشدة وان كانت مهمته كبيرة وعظيمة جدا .. نتمنى عليك ياسيد العبادي ان تحيل للقضاء العادل السراق في اي مفصل ومن اي كتلة , وان تفّعل دوره .. و تُبعد الحمير ( وزيرا او مديرا عاما او مديرا ) , من اي مفصل من مفاصل الدولة وان تكون جريئا في بيان ذلك للشعب وان اعترضت كتلهم على ذلك ! فلقد آن الاوان ان تعلم ان الشعب قد عرف اخطاؤه وخطاياه في صناعة الحمير لتحكمه  وان  رده سيكون قاسيا في الانتخابات القادمة بعون الله  .  لك الله ياعراق الخير !

    المهندس حسن احمد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media