رقصة الشهادة في معركة الطف ودروسها
    الأربعاء 29 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 19:33
    د. طارق المالكي
    انا لا ارى في الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما وساءما
    الشهيد ابا عبد الله (ع )
    سؤال قد يتبادر الى الاذهان لو ان الحسين ع قد بايع يزيد كما بايعة الكثير من الشيوخ ورجال والدين والقادة والصحابة وابناؤهم فهل ستبقى ذكرى الطف في نفوس العالم الاسلامي مع قدسية اهل بيت رسول الله ع ام ان التاريخ بالتاكيد سينتهج طريق اخريعبر عن الخوف والانتهازية والمتاجرة بالدين الاسلامي كاي نوع من التجارة الفاسدة التي تفسد القلوب والعقول قبل الاجساد خاصة وان كل الدلائل التاريخية تؤكد على الانحراف الكبير بفكر محمد ورسالتة الالهية وان يزيد وبني امية يمثلون قمة الانحراف ناهيك عن كونهم شخصيات فاسدة ومفسدة وفاسفة بكل انواع الفسق وهذا ما تم تدوينة في اغلب الكتب التاريخية عن حكم ال امية ويزيد وكما يقول المثل الشائع اذا كان رب البيت للطبل ناقر فشيمة اهل الدار الرقص اذ كان ولا يزال الرقص من شيمة اهل الدار وبشكل خاص من يدعي الدين والمعرفة والاجتهاد والفقة والنسب سواء كان علوي او هاشمي او اثنى عشري اواواو وصدق رسول الله عندما قال ان شر امتي العلماء ان افسدوا ولهذا نتساءل كغيرنا عن ما هية الدوافع التي جعلت الحسين ع لم يبايع يزيد عبر مقولة الشهيرة اني مثلي لا يبايع مثلة و هل ان هذه الحكمة عبارة عن ردود افعال انية حول الصراع على الحكم كما يعتقد البعض ام انه موقف ديني ودنيوي على حد سواء اي موقف من اجل اصلاح الامة في دينها ودنيتها وكما قال الحسين اني خرجت ليس اشرا او بطرا بل خرجت من اجل اصلاح امة جدي ص اي ان الاصلاح في الامة هو الغاية و الهدف الرئيسي الذي ارادة ابا عبد الله ع وبما ان الاصلاح ينطلق اولا واخيرا من قمة الهرم السلطوي وصولا الى القاعدة لهذا جاء الرفض في مبايعة يزيد على الرغم من كل الاغراءات الدنيوية التي قدمها يزيد الى ابا عبد الله ع لانه اولا واخيرا من سادة شباب اهل الجنة كما اخبرة جدة ص الحسن والحسين من سادة شباب اهل الجنة وليس من المنطق ان بفضل حياة الدنيا الفانية على الخلود الابدي لهذا حمل راية الحق الالهي عبر الاصلاح لامة محمد ص تلك الامة التي غاب فيها دين محمد الى يومنا هذا حتى اطلق عليها المجتهد البنا امة اسلامية بلا اسلام اي انها تفتقر الى ابسط مقومات الامة المحمدية في العدل والحرية والكرامة وووووالخ واذا ما اردنا ان نبعد ثورة الحسين ع عن قدسيتها ومدى ارتباطها باهل البيت ع قصرا ونبحث من خلالها عن الدروس والعبر كاي ثورة ضد الظلم والجور لانها ترتبط بالانسان اي خليفة الله على الارض عبر قيمة واخلاقة ومعتقداتة ودينة فاننا بالتاكيد سنخرج بدروس عدة ومتوعة لهذه الثورة التي لا تزال راسخة في الاذهان عبر قرون عدة ويتم احياء ذكراها سنويا في عالمنا الاسلامي لانها تمثل ملحمة تاريخية في التاريخ الاسلامي ولا توجد ملحمة اخرى في كل ا التاريخ الاسلامي لما تحملة من معاني ودلالات مختلفة سواء في محاربة الظلم والظالم وكشف عورات المدعين بالاسلام ا وترسيخ القيم الدينية والدنيوية على حد سواء ويمكن اختصارها على النحو الاتي
    اولا انتصار الدم على السيف اي انها حكمة ودرس للانسان في مواجهة الظلم مهما امتلك العدو من قوة ورباط الخيل وهذا ما ترجمتة ثورة ابا عبد الله ع عندما تحدى جيوش يزيد لاكثر من 30 الف مقاتل بسبعين مقاتل اغلبهم من الاطفال والنسوة والمرضى وبهذا رسخ ابا عبد الله عبرة ومعنى عن مفهوم الارادة والتحدي الذي يمتلكة الانسان المؤمن في تحدي الظلم بغض النظر عن امكانياتة القتالية وامكانية العدو لهذا كان المقاتل يستاءذن ابا عبد الله ويرتدي كفنة ويرقص رقصة المحارب بالسيف و والمؤمن بقضية حتى تكاد رقصتة ترهب الاعداء وتهز النفوس على الرغم من كثرتهم وبهذا اصبح دم الشهيد رمزا وعنوان يتجاوز كل المفاهيم من اجل تحقيق الانتصار وان جاء متاخرا
    ثانيا تجديد الفكر الاسلامي لايختلف اي مفكر بان اي ثورة في العالم تسعى الى عملية التغير في المجتمع سواء كان هذا التغير اجتماعيا او سياسيا او فكريا وان ثورة الحسين كانت ولا تزال القاسم المشترك لكل الثورات في الغالم ناهيك عن خصوصيتها الاسلامية والتي لا ترتبط بامة او قوم دون غيرهم لان رسالة محمد ص هي رسالة انسانيةللعالمين وان تجديد الفكر والخطاب الاسلامي يجب ان يتوافق مع كل زمان ومكان حتى يكون صالحا مع كل المتغيرات ناهيك عما عاشتة الامة من الجهل والتجهيل الممنهج حتى فقد الدين الاسلامي لابسط مقوماتة الانسانية حتى اصبح شكل بلا مضمون او شكل ومضمون يرتبط بالجهل والتخلف والارهاب لهذا كانت ولا تزال ثورة الحسين ع من اجل التجديد في الفكر الاسلامي
    ثالثا ان الظلم والجور والطاغوت لا يدوم مهما طال زمنة وان صوت الحق لابد ان بنتصر وان طال زمانة وبهذا تحولت خيمة ابا عبدالله في كربلاء الى مرقد للزائرين ورمز للشهادة والتضحية وتحولت قصور يزيد الى مزابل للحيوانات حتى اختفى قبرة كما اختفى اسمة من الذاكرة الانسانية بينما صوت واحسيناة يهز اركان الطغات والملوك في اغلب بقاع الارض لانها سجل تاريخي في مدارس التضحية والفداء والتحرر من الظلم
    رابعا كشفت ثورة ابا عبد الله كل العورات المدعية بالنسب والدين ومن يطلق عليهم بالعلماء الفاسدين بغض النظر عن اشكالهم وادعاهم ولا تميز بين ابناء ادم الا بالتضحية والفداء من اجل احقاق الحق ولا ضير ان يجتهد رجل الدين من اجل التجديد في الفكر الاسلامي حتى يتوافق مع متطلبات العصر ولا قدسية الا لله فهو القدوس الاعظم وكما قال الله عز وجل كلكم لادم وادم من تراب والا اين هم رجال الدين والمشايخ ومن يدعون النسب عندما ثار ابا عبد الله ولم يجد له من نصير او معين الا ما ندر فهل اختفى رجال الكوفة والعراق ام ان مال يزيد قد اغرى الرجال كما يعرينهم اليوم وتحت شعار علوي او هاشمي او حسني او حسيني وغيرها من المصطلحات حتى اصبح الهاشمي ملكا والناطق باسم الله على الارض كعهد الملوك والجبابرة وليس عهد محمد البسيط ورسالتة الانسانية
    والحر من امن بثورة الطف وترجمها الى افعال وليس فقط للاستذكار والعبرة

    د طارق المالكي
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media