ثلاثية (غسيل المخ البعثي) -1-
    الخميس 30 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 05:23
    ماهر السلمان
    غسيل الدماغ (Brainwashing)

    تعريفه:- هو استخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه، ويسمى أيضا غسيل المخ أو (أو الدماغ) أو التفكيك النفسي.

    الفكر السياسي

     تعريفه :- هو ذلك البنيان الفكري المجرد المرتبط بتصوير تفسير الوجود السياسي ، وهو يمثل كل ما يخطر في ذهن الإنسان حول تنظيمه السياسي ، وحياته العامة كما هي أو كما يجب أن تكون .ويمثل أيضا الأفكار والنظريات والقيم التي تحرك الحكومة والسلوك السياسي .

    فعندما أطلق البعث في الثمانينيات من القرن الماضي ((كل العراقيون بعثيون وإن لم ينتموا)) أي جعل عقول كل العراقيون تفكر بفكر البعث وترى ما يراه، فمبدأ الصبغة الواحدة للشعب هي نسخة طبق الأصل للفكر الشيوعي في اﻻتحاد السوفيتي.

    فنرى الرموز المستخدمة مثل شعار(الطلائع، الفتوة، الطلبة والشباب، الاتحاد العام لعمال العراق، الاتحاد العام للفلاحين) هي نفسها المستخدمة عند الحزب الشيوعي في اﻻتحاد السوفيتي .

    وأيضا اختزل البعث في دكتاتوره ورمزه بصدام حسين تحت شعار((إذا قال صدام قال العراق)) وشعار ((عراق صدام حسين)) فتم إلغاء عقول كل العراقيون بهذه الشعارات وإلغاء العراق وجعله شخصا واحدا.

    وكالمعتاد ترى في كل زمان ومكان من يركب الموجة ويستفيد من الحدث فطبل صغار البعثيون لهذه الشعارات وراحوا يروجون لها فلويل كل الويل للذي رأيه يخالف هذه الشعارات حتى لو تحدث مع نفسه فتكتب التقارير والوشايات عنه ويزج في غياهب السجون لمجرد ابدي رائيا غيره.
    وهذا جرى أيضا على جميع قيادات الحزب العليا والوسطى فمجزرة قاعة الخلد المشؤومة 1973واغتيال عدنان خير الله خير دليل عندما خالف رأي القائد الملهم كما يدعون بغزو الكويت واحتلالها.

    اللون لون واحد ، والممنوع ما منعه البعث والمسموح ما سمح به، وكل يوم كان يطل علينا البعث بمنع جديد ومسموح جديد.

    ممنوع الجينز ، ممنوع السكائر، ممنوع التداول بالدوﻻر، ممنوع التحدث عن الغلاء،ممنوع التحدث عن اﻻقتصاد السيئ للبلد

    الأمر الأخر سيطر البعث على خطباء الجوامع لغرض السيطرة على أدمغة الجماهير وغسلها، إذ كان قبول الطلبة في كلية الشريعة تتم بموافقة عزة الدوري، وقبول الطلبة في كلية العلوم اﻻسلامية جامعة صدام بموافقة مباشرة من صدام حسين وبشرط أن يكون الطالب منتمي للبعث وبدرجة نصير متقدم.

    فتم تخريج الأئمة والخطباء لونا واحدا ﻻ يزيغون عنه فاختزلت العلوم الشرعية للإسلام بما يراه البعث ويشرعه، والعجيب تم تكليف بعض طلبة كليات الشريعة والعلوم الإسلامية التجسس على أقرانهم وعلى الأساتذة وكتابة التقارير والوشاية عنهم في حال مخالفتهم للفكر البعثي.

    فتخرج جيلا من الأئمة والخطباء هم بعثيون لهم مراتب في الحزب يعلمون الناس بأجزاء من الدين الإسلامي الحنيف بما يقوي نظام حكم البعث، ويتذكر رواد جامع أبو حنيفة (رض) في التسعينيات عندما جاء عبد الغفار العباسي متأخرا عن الخطبة وصعد على المنبر لإلقاء الخطبة وكان يلبس الزيتوني البعثي فاعتذر من المصلين عن تأخره بسبب كان عنده اجتماع حزبي في الفرقة.

    فخطب الجهاد وفضله من اجل ديمومة معارك البعث الرعناء، والصدقات والزكاة من اجل تقليل عبئ الحصار، وتوجه عزت الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس المحكمة الخاصة للإعدامات إلى السيطرة على الطرق الصوفية والدروشة ونشر الخرافات التي تعلم الناس الضرب بالدرباشة والسيوف من اجل منع توجه الناس إلى الإسلام الصحيح وبعدها ركز على الطريقة النقشبندية في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وتوجيه ضباط الجيش والمخابرات والأمن إلى الانخراط بها وهذا مخالف لما كان الشعار الذي رفعه البعث بفصل الدين عن السياسة ، والغوا من قاموس الخطابة والتعليم الديني ما يوضح للناس كامل دينهم من المعاملات والسياسة الشرعية وغيرها.

    وإجبار طلبة الكليات ومن غير المنتمين أيضا بالحضور في اجتماعات الحزب داخل الكليات لدراسة المنهاج القطري العاشر أو التاسع للحزب فهذا تكريس لغسيل المخ لينتج جيلا ﻻ يفقه من السياسة وتفسير الأحداث في العالم وتحديد نوع العدو والصديق وتحديد البوصلة الاقتصادية والنظام الاقتصادي وتحديد الطبقات الاجتماعية بين الشعب وتعريف الخيانة من حرية مخالفة الرأي واتخاذ قرار الحرب وتشريع القوانين الصادرة من مجلس قيادة الثورة والتي هي مجلس قيادة شخص واحد.

    فكل من أبدى رأيا يخالف منهج الحزب المتمثلة بصدام حسين وتابعيه وأدواته (عزت الدوري، طه ياسين الجزراوي، طارق حنا عزيز، وغيرهم) يعد خائنا لثورة البعث المشؤومة ويحكم عليه بالإعدام عن طريق المحكمة الخاصة التي يترأسها عزت الدوري.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media