أهي انتهازية يا سيد "عبطان"؟... ام انها نموذج التفكير العقيم في رؤية الوزير العراقي للأحداث؟!!
    الجمعة 31 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 00:00
    أ. د. حسين حامد حسين
    يعطينا السيد عبد الحسين "عبطان"مثلا بائسا عن نفسه كوزير في الحكومة العراقية التي لا يجد فيها هذا الوزيروغيره أي شعوربالمسؤولية تجاه العراق والعراقيين حيث اصبحت الكابينة الوزارية ومنذ 2003 ، نموذجا لفشل مريع وتدني وانحطاط اداري وخدمي، وفي أحيانا كثيرة ، أصبحت الاكثر فسادا لجوهر الحياة ولمستويات الابداع الاداري التطويري من خلال التجاوز على الكفائات العلمية والادارية والفنية ويخسها والاستمرار في تبني رؤية سطحية هامشية ومبتورة تتصدى للارتقاء ، ولا تمنح سوى صورة سلبية عن الالتصاق بظاهرة رفض الانعتاق المطلوب من ناعور الروتين الحكومي لاستنهاض عمليات الخلق والابداع واستخدام اقصى الطاقات العقلية والمواهب في تبني القياسات والمعايير العلمية كوسائل ناجعة في القضاء على سياسات النكوص المتوارثة ولمنع استمرار عمليات التقدم الى الخلف.
    فوراء هذا الكم الهائل من عدم الكفائة الادارية والعلمية والفنية وانعدام الثقة بالنفس والاحتماء بالكتلة السياسية عند ارتكاب المعاصي والاخطاء الفادحة والاقتناع بمستوى فاحش من الجهل الضارب باطنابه في روح لا تبالي بقيم وموروثات المجتمع العراقي، كان الوزير العراقي ، ولا يزال وراء كل ذلك الانحطاط الفكري والاداري والشخصي بشكل عام . 
    ومع كل ذلك الجهل الذاتي الضارب في اطنابه في دواوين الوزارات ووراء استارها المعتمة، كنا نأمل ان يكون قد ازداد وزراؤنا في حكومة العبادي حساسية ما تجاه مسؤولياتهم امام شعبنا ، ولكن ، وجدنا ، وللاسف ، ان يخرج علينا ، السيد "عبطان" بظاهرة تمثل فداحة اكبر في عدم الاخذ بنظر الاعتبار في الحرص على دعم العاصمة بغداد او المحافظات الاخرى في قضية لايمكن ان نعزوها لمجرد التعاطف مع الشعب الكردي، بل هي في اعتقادنا مجرد نوعا من انتهازية وجهل وسلبية وعدم الكفاءة في التخطيط السليم من اجل الاولويات من اجل المستقبل والضعف في التفكيرالذاتي. حيث كان من الممكن ان يدرك السيد عبطان وبمقارنة بسيطة لعدد النفوس في العراق، بالحاجة ألاعظم لبغداد والمحافظات العراقية عمليا من حاجة الاقليم لتلك الملاعب والساحات والاندية والاتحادات الرياضية، وخصوصا بالنسبة للفرق الشعبية الرياضية ، التي نعتقدها المصدر الرئيسي لرفد المنتخبات والفرق الرياضية باللاعبين الواعدين لتطوير الحركة الرياضية ، والحاجة الكبيرة الى مثل ذلك التأهيل والاحتضان المعنوي ، لا ان يجعل "عبطان" نفسه بمنزلة "كولبنكيان" والذي ساهم في بناء الملاعب في العالم وفي دول العالم الثالث خاصة كنوع من هبات في دعم وتطوير الحركة الرياضية، فنجد السيد عبطان وعلى النقيض، يحاول تبديد الثروات والاموال العراقية ، "متبرعا" الى الاقليم بما ليس له حق من اموال شعبنا، لبناء ملعب هناك ، بينما بغداد هي التي بحاجة ماسة لمثل تلك الملاعب.    
    ففي الوقت الذي يعيش الوطن العراقي ظروفه الاستثنائية في دحر ارهابي داعش وما يفرض ذلك عليه من التزامات لتوفير الاموال الطائلة لادامة انتصارات قواتنا العسكرية والحشد الشعبي، وما أشارت اليه الحكومة الاتحادية من وجوب التقشف وتقليل منافذ الصرف الرسمي بشكل عام ، وخصوصا ان الموازنة لم تمرر بعد ، يتغافل السيد الوزيرعبطان ، من ان حصة الاقليم 17% من الميزانية العامة، هي نسبة أكبر بكثير مما يستحقه الاقليم بالنسبة الى عدد نفوسه ، وبامكان الاقليم القيام بكل ما يحتاجه ، فما هي دوافع السيد عبطان يا ترى من هذا "الكرم الكولبنكياني"؟
    باعتقادنا ، أن تصرفا كهذا من العجائب الغريبة لوزيريفترض به انه يحيا في ضمائر العراقيين المظلومين في محافظات وسط العراق وجنوبه وما يعيشونه هناك من تهميش وانسحاق حياتي،فهم بحاجة عظيمة الى الملاعب والساحات من اجل الانصراف الى الرياضة والقضاء على الفراغ الكبير الناتج عن البطالة وعدم توفر الاعمال والوظائف لتبديد الطاقات السلبية في الذات ، واكتساب الترويح والانعاش في الذات المهمومة؟ فهل هذا التصرف اللامسؤول هو نتيجة  اطمئنان السيد عبطان في عدم محاسبته على ما يفعله ، كما هوالحال السائد في الوزارات الاخرى؟ ام هل هو قلة في الوعي والعقلانية وسوء التخطيط؟ ام هل هي محابات وانتهازية مفضوحة على حساب شعبنا ، الى درجة انها تجعل العراقي يلعن اليوم الذي يرى فيه مثل هذه النماذج وهي تمتلك زمام امورالعراق بلا حرص ولا شعور بالمسؤولية في "هباتها"، وتنسى ما يعانيه شعبنا من عدم توفرخطط الاعماروبناء البنى التحتية واعادة بناء الوطن العراقي؟
    فانعدام القدرة على التخطيط السليم وعلى مستوى وزيرلا يستطيع تجاوز حدود جهله فحسب، بل ويسيئ الى سمعة الحكومة التي اختارته ليصبح نموذجا سلبيا ، ولا يدرك بعد حتى ماهية هذا الصراع السياسي القائم بين حكومة الاقليم ضد الحكومة الاتحادية في محاولات ابتزازها لثروات شعبنا ، بل ويحاول السيد "عبطان" ان "يجيز" ذلك الابتزاز وبما توفر له مسؤوليته من صلاحيات ادارية، بينما هو يدرك جيدا أن الاقليم لا يزال المشكلة الكبرى التي توظف نفسها ضد العملية السياسية القائمة منذ 2003 ، ومن خلال "استنكاف" رئيس الاقليم وحكومته من انتمائها الرسمي للعراق إلا بقدر ما يجنونه من مصالح لقوميتهم. إذ لا يزال السيد مسعود برزاني "ساخرا" من الحكومة والبرلمان والشعب العراقي ، ويعمل كل ما في وسعه لخلق المشاكل تلو المشاكل أمام شعبنا من خلال ادعائه بما ليس له به من حق ، ومن خلال المطالب العمياء؟  
    فعلى الرغم من التفاؤل الذي كان يرجوه شعبنا من خلال المصالحة الوطنية في ان الامور ستأخذ مجاريها الطبيعية وتصفو النفوس والنوايا، إلا ان استمرار الاقليم في "عنجهيته" وعدم اعترافه عمليا برسمية الحكومة الاتحادية على الاقليم ، بعد ان توضح ذلك أخيرا من خلال موقف الاكراد في ارسال مقاتلين الى "عين العرب" كوباني وبدون أخذ إذنا من الحكومة، فذلك لا يعني سوى زيادة في اثارة لمشاكل كبيرة من المتوقع اثارتها لتعطيل البناء والانشغال بتلك المماحكات، بل ولا يستحق على شاكلة هؤلاء من أي دعم ، فالدعم فسروه دائما كونه نوعا من ضعف .
    فمن الغريب ، انه على الرغم من هذا السلوك العدواني من قبل رئيس الاقليم ، والذي لا يؤكد سوى على سياسات الاقليم الشاذة في تعنتات السيد مسعود برزاني وعدم مبالاته بشعبنا ووطنا حتى وان تم هدمه طابوقة طابوقة لا سمح الله، نجد السيد عبطان ، يغرد خارج السرب ، محاولا كسب ود القيادات الكردية التي ما برحت في مواقف سلوكها العدواني الجائر ، وفي محاولته منح الاقليم بما  لا يستحقه ، وله حصة كبيرة تفوق استحقاقه ، في الوقت الذي يدرك فيه السيد عبطان أن عناد برزاني ضد مصالح الشعب العراقي والحكومة الاتحادية بالذات ،عملا لا يتسم بالحكمة وسوف لن يجعله قادرا على تحقيق احلامه، وخصوصا ، بعد ان استنفذ برزاني كل ما يستطيعه من وسائل في ممارسة سلوكه الشاذ الى درجة ، ان اصبح ينفر منه حتى حلفائه؟
    وعلى السيد برزاني ان يدرك ، أن شعبنا الذي ترعرع في أحضان الحروب والحصار الاقتصادي وويلات المقبورومقابره الجماعية ولعقود طويلة، ثم لا يزال مستمرا في نفس الضنك والفقر والارهاب والموت الجماعي ، لم يعد الموت يهمه أويرهبه كثيرا، ومن غير المعقول أبدا ان يتخلى شعبنا عن حقوقه . وكما ونأمل أن يدرك السيد عبطان وأمثاله، ان المحابات غير مجدية ولا تصلح مع من هم سببا وراء مشاكل العراق السياسية .
    حماك الله يا عراقنا السامق..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media