العكيدي في حماية الكورد والتحالف!!!
    الجمعة 31 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 00:01
    بيوراسب داريوس
    -         بعد أن استقال العكيدي في العام المنصرم من قيادة ما يسمى بالجيش الحر والذي كان يتخبط في قراراته خاصة عندما فشل في اقناع حلفائه بما تقدّم به، حول محاربة حزب الاتحاد الديمقراطي،وحزب العمال الكوردستاني وطردهم من سوريا، فقد اراد ان يثبت وطنيّته لأنه يعرف تماما أنه قد يتهم بها  أمام المحكمة الدستورية يوما،وأنه قد يُدان..
    -          لكن حكومة حزب العدالة والتنميه التي تراقب الأحدث باهتمام، كانت لها رؤية مخالفه، فقد وجدت في العكيدي الوطني الشريف  والقومجي الشوفيني الذي لا يمكن ان يتخلى عن أرضه وطنه، الأمر الذي سهّل على تركيا ذلك تماما، فهو برأيهم يمثل القومجيين العثمانيين، وأنه سيحافظ على أرض العرب بعيدا عن الفيدراليه او الحكم الذاتي التي يحلم ويسعى اليها الكورد، كي لا تصل كوردستان بمدينة عفرين، ومن ثم قطع الهلال الذي يريده الكورد، وتمنعهم من تشكيل أي كيان كوردي على حدودها، فكان لابد أن تكون هناك خطة بديله، خاصة بعد أن رفض الغرب طلب تركيا بالتدخل في سوريا والعراق، فقد كانت تدعم داعش سرا، لترضي القومجيين الأتراك من جهة، وتقنع الاسلاميين الذين أقلقوا مسامعهم من جهة أخرى، فكانت اتفاقيه دهوك مفتاح أمان التي  أنقذت حزب العدالة بعد أن تخبطت كثيرا وأحدثت ارتباكا واضحا على جسد الدبلوماسية التركية.
    -          لكن قرار ايفاد قوات البيشمركة على رمزيتها، هي بحد ذاتها صورة تعكس حالة الكورد في التسعينييات من القرن المنصرم، وتذكرنا باتفاق واشنطن ، عندما أخذت عرّابة الاتفاق الكوردي الأمريكيه " مادلين أولبرايت " تجمع الفريقين الكورديين حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة السيد الأستاذ مام " جلا ل الطالباني " والحزب الديموقراطي الكودي برئاسة البيشمركه " مسعود البارزاني " وانتهت المشكلة،وسادت حاله عارمة من السرور والفرح عند جميع الكورد في العالم، ثم بدأ عصر جديد من العلاقات بينهما انتهت فيما بعد الى تحقيق الفيدراليه لكوردستان.
       لاشك أن هناك مأثرة تسجل للرئيس البيشمركة " مسعود البارزاني "   وللأستاذ " صالح مسلم"، فقد أعادا الثقة الى الشعب الكوردي لطالما آمنوا بأن قوتهم في  وحدتهم، وهذا يبدو جليا، من خلال الأفراح التي عمّت كل بلاد الكورد مباركة هذه الوحدة وهذا الاتفاق .
    لكن الأمر الذي أزعج الأتراك الذين ارادوا الهروب من مستحقات السلام مع حزب العمال الكوردستاني،فقد ارادوا ان يضعوا حدا لأفراح الكورد، باشتراطهم دخول ألفا وثلاثمائه عنصرا من الجيش الحر الى كوباني، فلماذا تصرّ تركيا على ذلك؟!.
    يريد العكيدي أن يبني كيانا عسكريا في مدينة كوباني دون غيرها، وهو يريد أن يثبت انه يستطيع أن يقدم شيئا تصوره للعالم أنه الأجدر لقيادة المرحله تكون مركزا لقيادة العمليات الحربية في سوريا، ولأنه من الصعب عليه أن يفعل ذلك، ذلك لأنه سيبدوا مكشوفا وبلا غطاء سياسي أوجوّي، تحميه من ضربات الطيران السوري،وتعيقه من تحقيق أهدافه كذلك.
    وجدت تركيا طريقة تبقي الجيش الحر في مأمن وفي الداخل السوري، تحت حماية التحالف والقوات الكورديه الذي يحققون انتصارات كبيرة على الأرهاب الداعشي،لتبقي المنطقة معربه با سم "عين العرب " ولتقطع الطريق على الكورد من اقامة أي كيان لهم، وبالتالي سحب الذريعه من حزب العمال الكوردستاني، بشأن ارسال عناصر الحزب للدفاع عن كوباني والمشاركة في القتال ، وجعل مدينة كوباني نقطة الانطلاق الى كل أنحاء سوريا،وتكون كورباني مركزا لقيادة عملياتها العسكرية منها، وهذه كانت احدى شروط تركيا على موافقتها على مرور مئة وخمسون من البيشمركة الى كوباني .
    اذا، فعبد الجبار العكيدي لم يأتِ لحماية الكورد كما يزعم، بل جاء لعيش  تحت مظلة وحدات حماية الشعب والبيشمركة والتحالف، وهذه تسهل عليه محاصرة كل القوى على الأرض وقيادتها بشكل فاعل ،وسيعود الدعم اللوجستي اليه من جديد بعد ان تذمّر بعض الداعمين له، ثميعيد الثقة الى عناصره، حيث يجري توزيع المهام في الداخل السوري، ويحصد الانتصارات بعدها، ويبقى هو وأركانه في مأمن ، لطالما كان التحالف يشكل غطاء دوليا، فان النظام لن يقدم على أي عمل عسكري ضده قد تجعله هدفا للتحالف فيما بعد .
    هنا يجدر بنا ان نتساءل ، ترى مالذي يمكن ان  يفعله النظام السوري حيال ذلك ؟!
    هل يعقد صفقة مع الأتراك الأمر على ما هو عليه،ويجد منفذا سياسيا كما اراد التحالف لها ان تكون ؟! وذلك من خلال المصالحات والدعوة الى الوفاق الوطني، وترميم العلاقه من خلال هذه الاتفاقات فيخرج الجميع لا رابح ولا خاسر ،أو يستمر القتال فيزحف العكيدي نحو دمشق، حينها سيكسب تأييدا شعبيا واسعا في حلب  وحماه وحمص، قد ينهي الصراع مبكرا وتكون النهاية محزنه.
    ان تركيا التي أعطت الشرعيه للعكيدي للتواجد في مدينة "كوباني" وأنه سيدعم في هذا الاتجاه، وتبقيه كجندي وبيدق في يهدها تسعى من خلال الى تغيير نظام الحكم في سوريا .
    تظن الطورانيه انها كسبت جولة  سياسيه جديده، وتنسى أن الكورد لن يتحملوا وجود عربا كالعكيدي ،وهو خان شعبه وجيشه ووطنه، لطالما حلم العسكر بقلب نظام الحكم في دمشق وذلك في القرن المنصرم حين كانت تنفخ " نانسو تشيلر ومسعود يلماز " ابان حكمهما وقتها .
    ترى هل سنشهد تاريخا جديدا ترسمه أصابع الغرب ، وتلونه الطورانيه التركيه، بمال عربي عربيّ؟!!ثم ماذا لو أن العكيدي انقلب على الكورد، هل الكورد جاهزون للتعامل مع حالة الخيانه اذا حدثت؟؟!! الأيام القادمه ستحدد الى أي مدى يمكن أن يبتعد فيه الصراع .
     
    ..................بيوراسب داريوس ....................
    .........رابطة الجامعيين والمثقين الكورد .........
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media