أمير الدليم: الحكومة العراقية لم تقدم ما يكفي لدعم العشائر
    ماجد السليمان أدان الاتهامات الموجهة للسعودية وقال إن ما يجري مؤامرة ضدها.. والتحالف الدولي يضحك علينا
    الجمعة 31 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 07:57
    بغداد: حمزة مصطفى «الشرق الأوسط» - حمّل أمير قبائل الدليم في العراق والوطن العربي الشيخ ماجد العلي السليمان الحكومة العراقية مسؤولية عدم التعاطي الجاد مع الأزمة الراهنة التي تعيشها محافظة الأنبار بسبب تمدد تنظيم داعش في كثير من أقضيتها ونواحيها ومدنها.
    وقال السليمان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «اللقاءات التي أجريناها مؤخرا مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لدى زيارته إلى الأردن مؤخرا وكذلك لقاؤنا مع منسق التحالف الدولي جون ألان، كانت بشكل عام إيجابية سواء من حيث تفهم طبيعة ما عرضناه من مشكلات ومخاوف في حال استمر الوضع على ما هو عليه، أو على صعيد ما يمكن أن يتسبب به إرهاب (داعش) من مشكلات مستقبلية تطال الجميع بمن في ذلك دول المنطقة. لكن ما نريد التأكيد عليه هنا أننا لم نعد في وضع يسمح لنا بانتظار وعود جديدة لا تتحقق على أرض الواقع مثل سابقاتها». وأضاف السليمان أن «العبادي وافق على الطلب الذي تقدمنا به أنا وعدد من إخوتي شيوخ الأنبار بتطوع 30 ألف مقاتل يتم توزيعهم على عشائر المحافظة على أن يكونوا ضمن المؤسسة العسكرية وتشرف عليهم وزارة الدفاع، ولا يهمنا نوع التسمية ما عدا (الصحوات) لأننا لسنا في حالة غفوة حتى نصحوا، ولأن ما حصل على صعيد (الصحوات) كان مأساة بحد ذاته بسبب الكذب والتدليس الذي مورس على أهالي الأنبار من قبل البعض ممن تعهدوا بتشكيل هذه (الصحوات) ولم يعملوا شيئا لأهالي المحافظة».
    وأوضح السليمان قائلا إن «الآلية التي اقترحناها لتشكيل هذه القوة هي أن يتولى كل شيخ عشيرة ترشيح العدد المطلوب من عشيرته، وأن يكون هو المسؤول عن تزكية المقاتل المتطوع خشية أن يكون مخترقا من قبل جهة ما، وأن يتم الاتفاق على كيفية تدريبهم؛ حيث إننا اقترحنا أن يتم التدريب في أمكنة آمنة مثل قاعدة الحبانية أو عين الأسد أو أن يتم التدريب في الأردن بعد أخذ موافقة الحكومة الأردنية».
    وشدد على «أهمية أن يرتبط هذا التشكيل الجديد بوزارة الدفاع حتى لا يضاف إلى الميليشيات الموجودة التي عانينا منها الأمرين والتي كانت ولا تزال سبب كل مآسي البلاد، لكن ما يدفعنا إلى ذلك هو أن أبناء المحافظة هم الأقدر على حمايتها والدفاع عنها شريطة أن يكونوا مؤهلين تدريبا وتسليحا، وحتى لا يلومنا أحد بعدم الدفاع عن محافظتنا رغم أننا طالبنا وما زلنا نطالب الحكومة بوصفها هي المسؤولة عن البلد بدعمنا بالسلاح، وهو ما لم يحصل حتى الآن أو لم يكن، حتى نكون موضوعيين ومنصفين، بمستوى الطموح».
    وكشف السليمان أن «هناك شيوخ عشائر، أو يسمون أنفسهم كذلك، تسلموا من الحكومة السابقة (حكومة نوري المالكي) المال والسلاح على أمل أن يعملوا قوات يحاربوا بها (داعش)، غير أن الذي حصل وطبقا لمعلوماتنا المؤكدة أنهم باعوا السلاح، وقسم صار بيد (داعش) والأموال أخذوها دون أن يعملوا بها شيئا».
    وبشأن اللقاء مع منسق التحالف الدولي ضد «داعش» الجنرال جون ألان في العاصمة الأردنية عمّان، قال السليمان إن «المشكلة التي نواجهها مع التحالف الدولي هي أنه لا يبدو جادا حتى الآن في مواجهة (داعش)، حيث إن ضرباته منتقاة وغير فعالة، وقد أبلغنا الجنرال ألان بذلك، الذي بدا متفهما لما قلناه، لكننا لم نعد نثق بالكلام فقط، فما نراه على الأرض غير الكلام الذي لم يعد نافعا». وقال: «لو أن التحالف الدولي كان جادا معنا بنسبة 50 في المائة مما يعد به، لما تمكن (داعش) من تحقيق الانتصارات التي حققها، لا سيما الأخيرة منها.. ما يحدث في هيت وغيرها من المناطق التي تمكن من السيطرة عليها، وبدأ يفعل المجازر بين صفوف المواطنين هناك، وبوجود التحالف الدولي في المنطقة».
    وحول الانقسامات بين عشائر الأنبار، التي كان لها أثر كبير في تمدد «داعش» خصوصا الخلاف مع «ثوار العشائر» أو «المجالس العسكرية»، قال السليمان إن «مشكلتنا كانت ولا تزال كبيرة مع المراهقين السياسيين وثوار الفضائيات وليس العشائر، ممن تاجروا بدماء أبناء عشائرهم إما لكونهم لم يدركوا ما يعملون أو لأنهم يعملون لدى أطراف تسعى إلى تحقيق أهدافها برأس هؤلاء، الذين باتوا يجدون سندا من الكثير من وسائل الإعلام، لا سيما بعض الفضائيات ممن تروج لهم، ونفختهم حتى صدقوا أنهم شيوخ أولا، وثوار عشائر ثانيا، وهم في الحقيقة لا هذا ولا ذاك». وردا على سؤال بشأن موقفه من ابن شقيقه علي حاتم السليمان، أحد أبرز قادة «ثوار العشائر»، قال السليمان: «إنني ضد العنف، وكل واحد يركب موجة العنف سأقف ضده مهما كان قريبا مني».
    وفي حين طالب الشيخ السليمان بـ«موقف عربي وخليجي أكثر قوة من عشائر الأنبار»، فإنه أشار إلى أن «بعض الأطراف لا توصل معلومات حقيقية إلى بعض الأشقاء العرب لأسباب وغايات معروفة، وبالتالي، فإننا بحاجة إلى من يسمعنا جيدا وبشكل مباشر، لأن الخطر محدق بنا جميعا». وأدان الاتهامات التي توجه إلى المملكة العربية السعودية من بعض الأطراف بدعم الإرهاب، قائلا إن «ما يجري هو مؤامرة كبرى على الإسلام وأرض المقدسات الإسلامية جزيرة العرب، ونحن نرى أن المملكة العربية السعودية هي الضحية الأولى للإرهاب وهي المستهدفة بالدرجة الأولى منه»، موضحا أن «ما نلاحظه هو عدم وجود جدية للتحالف الدولي في محاربة (داعش)، وإننا لا نريد تكرار تجربة ما حصل في سوريا في العراق، حيث استغلت (داعش) عدم دعم الغرب للجيش الحر وتركته في العراء وشجعت المعارك الجانبية التي استفاد منها النظام السوري، بينما خذل الغرب المعارضة السورية، وبخاصة رئيس التحالف السابق الشيخ أحمد الجربا، الذي كان له دور كبير في تعبئة العشائر في سوريا، ولكنه لم يلق الدعم الحقيقي من الغرب، وهو ما نخشى تكراره في العراق».
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media