تفاصيل مذبحة "البو نمر" واتهامات لزعيم عشائري بدعم "داعش"
    الجمعة 31 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 20:30
    بغداد (المسلة) - أكد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي، أن حاتم الكعود، وهو احد وجهاء عشيرة "البو نمر" في ناحية الفرات متهم من قبل أحد اعضاء مجلس النواب بإدخال جماعة "داعش" الارهابية الى الناحية.

    واشار الى ان 58 شخصاً من ابناء العشائر قتلوا، الاربعاء، اثر القتال ضد التنظيم في الناحية.

     وقال الحديثي في تصريحات صحافية إن "الشيخ غازي الكعود عضو مجلس النواب العراقي يتهم حاتم الكعود احد وجهاء عشيرة البو نمر في ناحية الفرات التابعة لقضاء هيت، بالتسبب بدخول عناصر داعش الى الناحية".

    واضاف الحديثي أن "58 شخصاً من ابناء العشائر قتلوا، الاربعاء، جراء القتال ضد تنظيم داعش في الناحية"، مبيناً ان "عدد قتلى ابناء العشائر منذ اندلاع القتال في الناحية قبل ثلاثة اسابيع، بلغ حوالي 300 قتيل".

    وكان الشيخ نعيم الكعود احد شيوخ عشائر البونمر كشف، الخميس، عن اقدام عناصر تنظيم "داعش" على إعدام 238 فردا من ابناء العشيرة بينهم طفلان وشيوخ خلال اليومين الماضيين، فيما اتهم بعض شيوخ ووجهاء قضاء هيت بــ"التآمر" مع التنظيم.

    الى ذلك يروي أحد أهالي مدينة هيت غربي محافظة الأنبار، تفاصيل حادثة إعدام تنظيم "داعش" الإرهابي لعدد كبير من أبناء عشيرة "ألبو نمر" في الزوية وحي البكر المتجاورتين واللتين يفصلهما جسر صغير عن هيت حيث نفذت فيها الجريمة.

    حيث يقول الشاهد،إن "عناصر تنظيم داعش جاؤوا عبر نهر الفرات في المنطقة التي تربط الجزء الآخر من مدينة هيت بمنطقتي حي البكر والزوية بقوارب صغيرة ودخلوا هاتين المنطقتين اللتين يقطنهما أبناء عشائر ألبو نمر المعروفين بانتمائهم لقوات الشرطة والصحوة والذين خرجوا منها بعد نفاد عتاد الأسلحة التي يمتلكونها من أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة أيضا والتي نفد عتادها بسبب الاشتباكات المستمرة منذ أسابيع بين أهالي المنطقتين من أبناء ألبو نمر من جانب وبين الدواعش من جانب آخر حيث قاوم أبناء العشيرة ببسالة طيلة هذه الفترة حتى اضطروا الى الخروج من هاتين المنطقتين للتحصن في منطقة أخرى بجوار قاعدة عين الأسد.

    وأضاف، إن "عناصر داعش وما أن دخلوا المنطقتين حتى قصدوا الجوامع فيها وأعلنوا أنهم سيقومون بتفتيش البيوت بحثا عن الأسلحة التي يمتلكها أبناء ألبو نمر وأرغموا الأهالي على الخروج من المنطقة حتى الانتهاء من التفتيش وإخراج الأسلحة".

    ويوضح المصدر، إن "عددا كبيرا من أبناء عشيرة ألبو نمر رفضوا الخروج من بيوتهم وتسليم الأسلحة للدواعش ولم يتمكنوا من المقاومة بسبب نفاد العتاد فلزموا بيوتهم وهو ما استغله الدواعش الذين قبضوا على هؤلاء الشباب واقتادوهم إلى الجانب الآخر من مدينة هيت حيث قاموا بتدقيق أسمائهم بأسماء مطلوبين لهم مسجلة على حاسبة خاصة بالتنظيم ليقوموا بإعدام المطلوبين الذين قبضوا عليهم بين بقية الشباب".

    ويؤكد المصدر،أن "عدد الشباب الذين اقتادهم داعش إلى هيت لا يقل عن 180 شابا جميعهم من أبناء عشيرة ألبو نمر وأعدم منهم ما لا يقل عن 46 وهذا الرقم الذي تكلم عنه الإعلام وهو قد يكون أقل من الرقم الحقيقي بكثير فهنالك من يقول إن داعش أعدم 150 تقريبا أما البقية فلا يزالون أسرى لدى الدواعش وهنالك خشية أن يتم إعدامهم لاحقا أو المساومة عليهم أو فعل أمر مكروه بهم".

    ويضيف المصدر،إن "من بقي في منطقتي حي البكر والزوية هم من النساء والأطفال وكبار السن العجزة كون أغلب رجال المنطقتين خرجوا بعد نفاد العتاد إلى جوار قاعدة عين الأسد حتى لا يجعلوا الأهالي من النساء والأطفال وكبار السن أهدافا لصواريخ وقذائف الدواعش غير أن عددا من الشباب بقي داخل المنطقتين ليواجه مصير الإعدام واخطف من قبل الدواعش الذين أخذوهم إلى هيت".

    ويوضح المصدر،أن "عددا كبيرا من أهالي مدينة هيت ممن بقوا في المدينة انضموا إلى صفوف التنظيم في حين أن عددا آخر منهم لا يزال يخشى أن يقتل أو يجبر على الانضمام أو أن يكون ضحية لإحدى ممارسات الدواعش".

    وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد دعا، القوات المسلحة والاجهزة الامنية الى بذل اقصى جهودها لمطاردة المجرمين من تنظيم داعش الذين ارتكبوا جريمة قتل ابناء عشيرة البونمر في محافظة الانبار وانزال القصاص العادل بهم.

    وقال العبادي في بيان " اننا سنرد بكل قوة وحزم على تلك الجريمة البشعة مضيفا " ان هذه الجريمة تكشف ان هؤلاء الارهابيين لا يميزون بين عراقي واخر في اراقة الدماء وانتهاك الحرمات ".

    واضاف " ان عصابات داعش ما ارتكبت هذه الجريمة الا للتغطية على هزائمها ".

    وتواصل جماعة "داعش" الارهابية حملة الاعدامات الميدانية بحق العشائر السنية الرافضة لوجودها في العراق.

    فقد اشارت مصادر امنية عراقية الى ان "داعش" اعدمت 15 مدنيا من قبيلة الجيسات وسط قضاء بيجي شمالي محافظة صلاح الدين بعد ان خطفتهم من منازلهم.

    كما فجرت منزل شيخ عشيرة الجيسات الشيخ غالب نفوس الحمد وذلك بتهمة عدم التعاون مع الجماعة الارهابية.

    كما اقدم عناصر جماعة داعش الارهابي على اختطاف الشيخ عبد القادر الكعود النمراوي والشيخ حامد النمراوي بعد خروجهم للبحث عن جثث تعود لابنائهم الذين اعدمتهم داعش في قضاء هيت بمحافظة الانبار.

    ويوم امس الخميس، كان أحد مشايخ البونمر السنية العراقية نعيم الكعود قد أعلن ان داعش اعدمت خلال يومين 238 فردا من أبناء العشيرة، وعثر على مقبرة جماعية تضم 250 منهم.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media