من الداعشية،إلى الدولة الإسلامية،وصولا الى"الخلافة"وماذا بعد؟ -1-
    الجمعة 31 أكتوبر / تشرين الأول 2014 - 21:42
    د. الطيب بيتي العلوي
    مغربي مقيم بفرنسا / مستشار ثقافي سابق بمنظمة اليونسكو/ باحث انثروبيولوجي
    "كلما إزادد العرب إستغفالا،إزدادت لديهم عقدة"السادو-مازكيية"تجاه الغرب،وكلما تنحنح الغرب شنف ألاسماع وأطرب العرب"هكذا أفكر انا !!
    تساؤل ملح ومشروع: 
    هل انتهت "منقبة » الربيع العربي؟
    كلا ومليون كلا ... !،فليتشاعر شعاعيرالعرب بربيعهم العربي ما ألهمتهم شياطين الشعر،... وسحقا للشعارير !
     ومن العجب العجاب ما قتل ...،فقد إنزوى عن الأنظاركل أولائك الذين هللوا وسبحوا بحمد"ربيع العرب"وبشروا الأمة بالنصرالموعود على الأعداء والأغيار،عندما دخل العرب بفضل"ياسمينة"تونس –المشبوهة-التاريخ الحديث من بوابته الكبرى،بل ومن المغفلين من قال بأن"الياسمينة"سجلت"العهد الجديد"لللبشرية ... ! هكذا ... !فتأمل ياعديم النظر !
     وشاهد العالم وعاين مدى هول تنامي"الإستحمار"لدى الشعوب العربية في ما بعد ربيعهم العربي  ،  الذي تكلفت القنوات الأعرابية وخاصة"القناة القطرية"في التفنن في تقعير كل أنواع الصفات الحيوانية من إستضباع وإستنعاج وإستبغال وإستكباش في عقول العرب،مغنطست العيون بلتفيقاتها وأكاذيبها المهولة الإخراج والإنتاج ،حتى إصبح"الإستحمار""فرضا عينيا تقتضيه"الضرورات"الغربية التي تبيح كل المحذورات الشرعية الدولية والممنوعات الأخلاقية والإنسانية، ليكون ما بعد ربيع العرب نارا بها يصطلون،وعذابا في صقر به يألمون،
    وبعد أن عجم الغرب عيدانه وأعاد ترتيب اوراقه ونظم تصوراته ورؤاه من جديد،قررعدم التراجع عن مخططاته القديمة من أجل إستكمال مشروع"السيادة"على العالم عبرالجغرافية العربية–لأسباب فصلت فيها أكثرمن مرة-والتي من أجلها إستُنبت الربيع العربي،فلا بد،والحالة هذه من إتمامه،أوالنهاية للعرب بمعناها التوراتي 
      وبالتالي فإن المحاولات"الانتحارية"واللاأخلاقية للتدخل الغربي السافرفي كل دول العالم الحر، بالقيام بمحاولات خرق حصن سيادات الدول بزعزعة أمنها،وشراء ضمائرنخبها،وإحتقارشعوبها التي بلغت بهدلة الغرب للعرب في هذا المجال ذروتها في"ربيع العرب"،لتدل على اعراض يقينية إلإنحطاط العربي  المذل اللاعقلاني بكل المقاييس وعلى جميع المستويات،الذي يخفي من جهة أخرى الوهن الحضاري الغربي وتفكك الأنظومة الغربية برمتها /
    غير ان هذه المسلمة اليقينية– وهي(إنحطاط العرب ونهاية الغرب)لاتبدوبديهية أمام أنظارالمخلفين من الأعراب والأميين من الأحزاب،وسماسرة السياسية،وعهارالثقافة،و مرتزقةالحكومات الربيعية الجدد  المصابةبالأمنيزيا والصمم و الحول وبعمى الألوان.
      - وأضحت هذاءات الإستغفال العربي و"عبقرة"التدليس الغربي بالممارسات والتكرار،من المسلمات واليقينيات،فلا العرب سيعقلون فينهضون،ولا الغربيون سيصبحون ملائكة فيرحمون !
    و معظم العرب ساسة ونخبا مثقفة وشعوبا لاترى في الغرب إلا آلهات الأولمب: زوس،فينوس،مارس باخوس وإيروس...،فأصبح أعراب"الخيام العربية"الخليجية ومعوزي سائرحثالات البطاح العربية الممسوخة- كما سماهم إحتقارا(كيسينغرفي السبعينات في تقريره لرئيسه"نيسكون")-بموجب عبوديتها لأرباب الغرب-اكثرحرصاعلى إطالة وتشبيب الخلاليا المهترئة للحضارة الغربية المصادمة بالتمويل والتقليد القرداني الممسوخ،اوبالإستهلاك الفج الصبياني المحموم،رغم التصابي الظاهري"للإمبراطورية"الذي يخفي اوراما وتقيحات سرطانية مميتة –
    فالولايات المتحدة–التي هي المرحلة التقدمية(الحضارية-الحداثية) للغرب،وقبلة المخلفين من الأعراب  والمتخلفين من حثالات الشعوب العربية-،تعيش منذ بداية الألفية الثانية مرحلة"مابعد الأمركة"(بالرغم من الحملات العسكرية الأمريكية على العالم الإسلامي من العراق الى أفغانستان –من أجل حماية أمنها وتحصين حدودها – وهكذا يفكر الأمريكان)- فلم تعد تنفع المساحيق وعمليات التجميل في سترمظاهرإرتكاستها الجلية أو حل أزماتها المرعبة، مع محاولة  إزالة روائح تقيحات جلدها المتعفن  بكل العطور والمبيدات -حسب التعبيرالساخر ل"ماكس كايزر"كبير الإقتصاديين الأمريكيين 
    ولقد طغى العهد الجديدالمرعب للمستقبل الأسودالمريع المالي على ربوع أوروبا وأمريكا،الذي لاراد له،ولن تزيل سواده وحلكة لياليه كل أحابيل وتخريجات خبراء الإقتصاد في العالم كله،ولن تفلح معها غرمزات فلاسفة سياسته،وتعاويد مشعوذيه وتسابيح كهنته،اوغرمزات منجميه وعرافيه في إسترداد عافية الإقتصاد الغربي ولو إجتمع كل أنبياء الإقتصاد-الأحياء منهم والأموات-على صعيد واحد، مما حدا بالقاص الإسباني المعروف والمحلل السياسي– في نفس الوقت-"بينجمان برادو Benjaman Prado يكتب واصفا لنا المشهدين: الأوروبي والأمريكي المرعبين لعام 2010 في مقالة له بشهرمارس"بجريدة El pais ،تحت عنوان:"أوروبا:مملكة الرعب" أو"الغرب المرعب" !
    وتزداد الأمورتعقيداعندما يتم التوصل إلى مسلمة وجودعامل ميكروبيةالفناء والإنهيارحتى داخل التقدم العلمي والتقني الفائقين في الحضارة الغربية،ذلك التقدم الذي تحول إلى آسيا بفعل المحفزات الذاتية المحلية الوطنية والقومية لبعض الدول الأسيوية مثل ماليزيا،اندونيسياالصين إيران  أوبسبب"هجرات العقول العكسية المضادة"من دول الغرب نحوالصين والهند،وكورياالشمالية واليابان  وسنغافورة وهونغ– كونغ،..،وهناك من يضم روسيا إلى هذه المنطقة،لان أكثر من ثلث أراضيها مسلمة،أومتاخمة للمناطق الأسيوية المسلمة أوالبوذية،أوالبراهماتية،أوالكونفوشيوسية،
     ولقد إنتهى الى غيررجعة وهم أكذوبة"الوفرة الاقتصادية"التي روج لها الغرب منذ القرن التاسع عشر(والتي ما نزال نحشو بأراجيفها وخزعبلاتهاعقول الطلاب العرب في جامعاتنا )التي لم يطل امدها منذ نهاية الحرب العالمية الهمجية الثانية ولوحتى لنصف قرن بالعد الحسابي  منذ مشروع "الجنرال مارشال عام 1947"حيث بدت بوادرالأزمة الإقتصادية الغربية–(وكل"أزمة"غربية"مركزية" centrale إلا وتتحول-بالضرورة-الى"أزمة"كونية تطال الكرة الأرضية برمتها،عند كل مرة يعثر فيها الغرب عثرة،أو يكبو كبوة،أوحتى ّإذاعطس الغرب إهتزت لعطسته أركان الدنيا الاربعة،بحكم الهيمنة الغربية الدولية منذ بدايات القرن العشرين–عصر الغرب بإمتياز-)
     فظهرت مع أواخرالثمانينات مؤشرات الإنحدارالغربي والتقهقرالى ظلمات أوسطيته المرعبة،-وما أدراك ما هي"القرن أوسطية الغربية"التي هي أبشع ما عرفته الحضارات مع نهاية الحرب الباردة .
    شرحها لنا في بدايات التسعينات–مع مهزلة ما يسمى ب"العالم الإقتصادي الجديد"وصفها لنا خبيري الإقتصاد العالمي ومستشاري الإليزي:"الان مانك"في كتابه الصادرفي عام 1993تحت عنوان"القرن الأوسطي الجديد" le nouveau MoyenAge"،وViviane Forrester "" فيفيان فوريستير"في كتابها  الصادر في عام 1996 الحائز على جائزة "ميديسيس لعلوم الإقتصاد  Prix Médicis essai  تحت عنوان"' L'Horreur économique"الفظاعة الإقتصادية"فجاءت الأزمةالمالية الخانقة لعام2008 لتكون بذلك تلك القشة التي أناخت الجمل بما حمل،وقصمت ظهرالبعير،وكانت الجواب الكافي الأكيد لبداية عودة الغرب الى"قرن أوسطيته"،-تلك الأزمة التي خلقت الأجواء الهيستيرية الإقتصادية في العالم كله– التي افقرت الميزانيات وأفلست الأبناك وطوحت بملايين العقارات وأطاحت بالبورصات وحطمت شركات كبرى-وهي الأزمة الي لا تزال مستمرة،ولن ينفع معها إستنساخ الوصفات السحرية"الإقتصادية"لكل من:(هوبز-هيوم-ريكاردو)،ولن تشفع للغرب كل إجتماعات"كباره"الدورية التي تتم في عواصم الأنواروالحضر..،اوتلك الندوات التي يحتفل بها على طريقة الاعراس العربية الخليجية الممجوجة في منتديات"الف ليلة وليلة"،في عواصم الرمل وخيام الوبر،يديرها اويرشدها اويحاضرفيها كل من"كلينتون-فورد-ساركوزي-بلير-غورباتشوف-رايس-(وكلهم من الفاشلين السابقين في ترشيد سياسات بلدانهم)غيرأن أدوراهم في بلدان العربان هو تعليم مشايخ الخلجان أسراراللصوصية وأحدث الطرق للمزيد من الهش على ظهوررعيتهم مقابل مبالغ قارونية للساعة الواحدة ....فأنظروتـأمل ياعديم النظر !
    ومن هذاالمنظار،فلم يجدالغرب الجواب المقنع لتساؤلاته"الوجودية-الميتافريقية"ولاالدواء الناجع لعلله العضوية والجلدية أولسترقذاراته وتبريرأزماته،سوى تحيين وتفعيل نظريةأرسطوالقديمةالسماة ب:"المذهب صفر"التي طورهاالأنغلوساكسون في اوائل الثمانينات وهي:نظرية"تاتشير-ريغان"المسماة"تيناTINA:أي   (T)here(I)s(N)o(A)lternative بمعنى إستحالة إيجاد حلول بديلة للشعوب المرذولة سوى الإستنقاع في وحل"السيادة"وتقبل ذل الهمينة الغربية اوالإبادة ثم إنتظار النهاية !!!!

    فالأحداث السياسية اليومية في المنطقة اليوم ،-منذ الربيع العربي-تتسارع،يشد بعضها بتلابيب بعض،ولا أحد يدعي السيطرةعليها..أويمكنه إكتناه يقينية نهاياتها !..
    والقضايا الكونية الكبرى يتعملق شنارها... ! وتتقزم الحلول..وتتشتت التصورات ...، وتتزئبق الرؤى... !

     -ويتخبط الغرب وتتكاثرأخطاؤه وهناته...فيزداد مثل الوحش الكاسرالجريح عنفا وهيجانا وشراسة،بينما تزداد الشعوب العربية "تكلخا"وغباء،

      ولأن"عباقرة""الثورانيين"العرب قد فصلوا في تلازم وإشكالية"ثنائية"أيهما أحوط : "التنوير"قبل "التثوير"وهي:"الهيغلية- الماركسية" الكلاسيكية ،فرجحوا طرح"التثوير"على هدي "اللينينية"–(وهذا على سبيل المجازوالتورية والسخرية ـفالربيعيون لا يعرفون لا ماركس ولا لينين ولا الرسول)،فتنقلوا من "التثوير"القرداني،الى"التنوير"التيمي-الوهابي" ليترقوا في"مقامات"اليقين الكبرى والصغرى في ظرف عامين–وهي معجزة عربية كبرى فحتى الرسول وصحابته لم يحققوها إلا في ظرف إحدى عشرة سنة- ليصلواالى المقام الإسمى في الجهاد الإكبر"وهوالخيانات الجماعية"الشعبوية":" "يجاهدون" بالعشي والإبكار وبالليل والنهار،يقتلون أخوة لهم  من أهل القبلة  وفي العرق والملة والدين، بل وينحرون كلما من يدب على قدمين ، ليكونوا بذلك تلكم "الفرقة الناجية من النار-
    ،فإزداد العرب إستحمارا في ما بعد ربيعهم العربي، حتى فقدوا كل مظاهرآدميتهم / حيث طغى تعشقوا ذوي صعاليك الداعشية  في الآفاق الشعبوية العربية  في الأسواق والحانات والخمارات ووصلت حتى الى مدرجات كرة القدم في بلد"مالكي-أشعري" مثل المغرب وأصبحت "الدولة الإسلامية" أهازيج ودندنات يترنم بها في أوساط  السوقة والرعاع والعوام...وغدت  في الدول العربية على لسان البعض أداة تشبيه وتفضيل، ولدى البعض الآخر أداة إبتزاز وترهيب ....فتأمل !

    وبالمحصلة :أضحت الخطابات الإنفعالية الإستعلائية  للسياسيين الصهاينة المحقرة للعرب والفلسطينيين أكثرعلنية وعادية ومقبولة في المنتديات الدولية

     ومهازل "هوليوديات'"سادات البيت الأبيض –التي تنطلي في كل مرة منذ عقود على المغفلين العرب - أصبحت  من كثرة الميوعة والغباء ممجوجة وممقوتة –ولكنها ب"فضل " الإستحمار العربي المستشري نافذة وفاعلة وفعالة !

    و-تحركات ثعالبة مجموعة بروكسل والناتوباتت"قردانية"وسقيمة وعاهرة،وألاعيبهم سمجة و مكشوفة...ولكنها –ميدانيا - مثمرة !
      -وفرص حروب كبرى:إقليمية وكونية،أصبحت أكثر بداهة وضرورة... والمغفلون الربيعيون ! عنها لاهية وغافلة
     غير انه مع ذلك فإن التوليفة الإمبريالية:(الإسرائيلو-أوروبية-أمريكية) تجد نفسها–ولأول مرة منذ ما بعد الحرب الباردة- محاصرة  في الزاوية الركينة ،بتلك الأحداث التي إختلقوها في كل مكان من أوكرانيا الى نيجيريا 
     فكان لا بد –من هذه الزاوية- التخطيط ليل نهارلقلب الطاولة على الحكومات المناهضة للغرب كلها وبأي ثمن أو... الطوفان !
    ومن حيث ان رأس الحربة هي الجغرافية العربية،فكان من حسن الفطن وضع خطتين كلاسيكيتين لتفكيك الرقعة العربية عن آخرها،يطبقهما الغرب-بنجاح في كل مرة و"يبلعها" المضبعون العرب منذ منقبة الغرب"الكولونيالية"في القرن التاسع عشر–كما أسس لها نابوليون- الى ما بعد الربيع العربي وهما الخطتان "أ" و"ب" :

    للبحث صلة
    baiti@hotmail.fr
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media