القبلة في مكة وليس في الرياض ياساسة العراق
    الثلاثاء 18 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 22:41
    حميد العبيدي
    لم تكن السعودية كدولة ونظام حكم الخوض في اطار العلاقات الدبلوماسية وبناءها بالشكل الصحيح كما هو معمول به في باقي دول العالم اذ عمدت تلك الدولة وما فيها من مؤسسات دينية متطرفة الى العمل على محاولات تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وضرب العملية السياسية برمتها في العراق لأن النظام السياسي الجديد بعد نظام البعث لم يروق للكثير من دول الخليج العربي والمنطقة الاقليمية برمتها فدفعوا بما جادوا من اموال على التنظيمات الارهابية  الاجرامية لتوقع الكثير من الضحايا والابرياء في صفوف الشعب العراقي .
    رغم كل ما قدمه العراق من تنازلات وتقارب وودية وتسهيل في العلاقات الدبلوماسية إلا ان العناد السعودي بقى متحجرا لا يفقه غير التجافي مع كل الحكومات العراقية واكاد اجزم انه سيبقى على هذا التحجر والتعالي الفارغ تجاه النظام السياسي في العراق طالما ان الحاكمين في بغداد هم من طيف معين تختلف معه الماكينة الدينية السعودية الحاكمة في الرياض بعقول سلفية متشددة ومتحجرة بغباء الفهم للدين والتعنت بالرأي .
    في ظل الحكومة الجديدة التي يحاول السعوديون اظهار قبولهم بها بعد تغيير الحكومة السابقة برئاسة السيد المالكي يريدون القول انهم سيتعاونون معها ولكن ما رأيناه هو زيارة المسؤولين العراقيين بدء من وزير الخارجية السيد الجعفري الى رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم الى أن وصل الحال بقيام رئيس مجلس النواب السيد سليم الجبوري وعلى رأس وفد كبير ورفيع المستوى ولم تكن المدد الزمنية بين تلك الزيارة بالبعيدة  بل هي متتالية وكأننا في رحلات للعمرة تتوجه من العراق الى السعودية ولكن ليس الى مكة وانما الى الرياض التي باتت قبلة السياسيين العراقيين ولم يستطع قادة العراق انتظار رد تلك الزيارة التي قام بها وزير خارجية العراق ورئيس الجمهورية وكان الواجب ان تقوم السعودية بزيارة مماثلة وبنفس المستوى ليكون العرف الدبلوماسي قائما بين البلدين ومن باب احترام السيادة السياسية للدولة العراقية وبعد ذلك يمكن للسيد رئيس البرلمان ان يحج العمرة كما يشاء وليأخذ معه وفدا من خمسين نائبا برلمانيا لا أن يتسابق اليوم ويفعل ما فعله فخامة رئيس الجمهورية بعد ان زار المرجع الاعلى السيد السيستاني وذهب الى الرياض حيث التقى السيد الجبوري بالمرجع الاعلى ثم ذهب الى الرياض وكأنه ايحاء على ان السيد السيستاني يرسل رسائل الى السعوديين عبرهم لغرض قبول العراق وحكومته وهذا تجني كبير على المرجعية حين تتعاملون معها على هذا المنوال فرئيس الجمهورية كانت زيارته طبيعية لفتح العلاقات ولا حاجة الى زيارة البرلمان فليس في محلها الان لأن السعودية لم ترد الزيارة  . 
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media