الثمن والبائع مجهولان
    الأربعاء 19 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 07:19
    سامي جواد كاظم
    العراقيون ياملون بالامان والاقتصاد القوي والقضاء على البطالة من غير ان تمس كرامتهم ، قد تكون هنالك تنازلات بسيطة لدفع اضرار بليغة يمكن القبول بها .
    الان الوضع في العراق يسير نحو الافضل من خلال انتصارات الحشد الشعبي والجيش العراقي ، ومن خلال الانفتاح على دول الجوار، ومن خلال الارتياح الكردستاني من العلاقة مع بغداد ، هذا ما نقراه اعلاميا وان عدم اقرار الموازنة اثر وبشكل كبير على مفاصل الحياة في العراق ، ولكن حتى الان لازال الصبر لم ينفذ.
    اذا ما تحقق للعراق ما يريد السؤال هنا ماهو الثمن الذي دفعه العراق ؟ هل يمكن ان يكون الدم الذي اهدر والاموال التي اتلفت ( سرقة او تفجير او تبذير) هل هي الثمن ؟ كلا ليس ذلك بل الثمن جاء لشراء الامان وما يحتاجه العراق من ضرورات العيش الكريم.
    في التجارة تكون الشطارة اذا استطاع البائع ان يبيع بضاعته وفق رغبته وتحقيق الربح ، وشطارة المشتري عندما يستطيع شراء البضاعة وفق السعر الذي يريده هو ، وفي السياسة ايضا يقال فيها شطارة ودهاء ، وهذا الدهاء عندما يحصل السياسي على قرار سياسي باقل تنازل ممكن ، وليس السياسي هو من يحقق قرار سياسي من غير الالتفات الى الثمن .
    بعض القرارات التي تتم وفق صفقات سياسية يكون الثمن مجهول ولا يبوح به احد ولكن مستقبلا يظهر للعلن سواء من خلال وثائق او تسريبات او اثار ملموسة على ارض الواقع ، وحينها ماذا يستطيع ان يفعل المواطن العراقي اذا ظهر ان الثمن باهض ؟ لايستطيع ان يفعل شيئا سواء الانتقاد والتنديد وكم من اتفاقية بريطانية ايام الاحتلال الانكليزي ابرمت جاءت اثارها الان وما خيمة صفوان ببعيدة عنا وما تمخض عنها .
    هنالك حيل شرعية الغاية منها الهروب من الوقوع في الحرام باتجاه الحلال ، ولكن مفهوم هذه الحيل سياسيا هو الاقدام على الحرام بحيلة شرعية حلال، ومثل هذا الامر معتاد عليه في السياسة العراقية حيث يصدر القرار ويبدا السياسي ومن معه اقناع نفسه اولا ومن ثم يحاول اقناع الاخرين ، والا لو تمعنا في بعض القرارات السياسية العراقية فاننا نقف بحيرة كيف صدرت ؟
    بعض الدهاء السياسي هو غض النظر عن المشكلة حتى لا تفتح ابواب اوسع مما هي عليه الان ( فقهيا يقال امر مسكوت عنه) مثلا ،مسالة الطائرة الروسية سوف لا تعرض حقيقتها لا على البرلمان ولا على الشعب ، قاتل الصحفي البديوي سوف لا ينال جزاؤه ، مجزرة سبايكر والسجر والضلوعية والبونمر سوف تتارجح بين وسائل الاعلام حصرا وتختفي من بين اروقة سياسة السياسيين ، وثائق تدين قادة في الحكومة العراقية عثر عليها في جرف الصخر ، ماذا تتضمن ومن هم القادة؟ لااحد يعلم، هل تمت محاكمة العلواني؟، هل تمت محاكمة ليث الدليمي؟،وكم من جريمة تعهد السياسيون من اعلى سلطة الى ادناها وبدون استثناء بانهم سيقتصون من الفاعل ولا شيء حصل من ذلك .
    ويبقى السؤال المطروح هنا ماهو الثمن ؟ ومن هو البائع؟
     
    سامي جواد كاظم
    http://sami.crystalblog.net
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media