نرجس الأماني هو التكافل وشد اللحمة
    الأربعاء 19 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 16:35
    سيد صباح بهبهاني
    المقدمة |
    أن من أفضل الصدقات إنقاذ المرضى بأي وسيلة ومن التكافل الاختياري

    وأن كان عيادة المريض من سنن الإسلام فمن الأولى أن نعمل على إنقاذ حياته

    علماً أن الذي يمتنع عن التبرع بدمه وهو قادر عليه فهو آثم لتفويته الأجر العظيم لهذا التبرع قطرات من الدم قد تكون سببا لإنقاذ حياة إنسان، فهو سائل الحياة وواحد من نعم الله على خلقه التي لا تعد ولا تحصى، بين الفينة والأخرى نسمع دعوات ونداءات للتبرع بالدم، فما حكم الشرع في التبرع بالدم؟ وهل المتبرع له بذلك اجر؟ وهل حقا هو جزء من الصدقات التي يمكن للإنسان أن يتصدق بها؟ وماذا يقول أهل العلم والأبحاث العلمية الحديثة حول هذه القضية المهمة نتعرف على الإجابة عن هذه التساؤلات هو دور العلماء الأعلام لإرشاد المواطنين بهذا الأجر العظيم وبالله لو لم أكن مصاب بمرض السرطان لكنت كل أسبوعين أتبرع بالدم .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) المؤمنون / 60 .

    (أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ*وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ). المؤمنون /61 ـ 62 .

    (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا ) البقرة/261

    (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).

    قال تعالى : ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة / 32 .

    (وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المزمل /20 .

    وأترككم بشحنة من الأحاديث من عموم مصادر المسلمين السنة والمسلمين الشيعة بحق تنفيس الكرب .

    عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما جلس قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه رواه مسلم .

    وخرجا في " الصحيحين " من حديث ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وآله  وسلم ، قال : المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ، ولا يسلمه ، ومن كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم ، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة .

    وخرج الطبراني من حديث كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : من نفس عن مؤمن كربة من كربه ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر على مؤمن عورته ، ستر الله عورته ، ومن فرج عن مؤمن كربة ، فرج الله عنه كربته .

    وخرج الإمام أحمد من حديث مسلمة بن مخلد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : من ستر مسلما في الدنيا ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، ومن نجى مكروبا ، فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن كان في حاجة أخيه ، كان الله في حاجته .

    فقوله صلى الله عليه وآله وسلم : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة هذا يرجع إلى أن الجزاء من جنس العمل ، وقد تكاثرت النصوص بهذا المعنى ، كقوله صلى الله عليه وسلم : إنما يرحم الله من عباده الرحماء ، [ ص: 286 ] وقوله : إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا .

    لقد حثّنا النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في أوّل وصيّته على تنفيس الكرب عن المؤمنين ، ولا ريب أن هذا العمل عظيم عند الله ، عظيم في نفوس الناس ، إذ الحياة مليئة بالمشقات والصعوبات ، مطبوعة على التعب والكدر ، وقد تستحكم كربها على المؤمن ، حتى يحار قلبه وفكره عن إيجاد المخرج وخصوصاً للجند في حروبهم وما أعظم أن يسارع المسلم في بذل المساعدة لأخيه ، ومد يد العون له ، والسعي لإزالة هذه الكربة أو تخفيفها ، وكم لهذه المواساة من أثر في قلب المكروب ، ومن هنا ناسب أن يكون جزاؤه من الله أن يفرّج عنه كربة هي أعظم من ذلك وأشد : إنها كربة الوقوف والحساب ، وكربة السؤال والعقاب ، فما أعظمه من أجر ، وما أجزله من ثواب .

    قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم ): من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها ، وفرّج كربته ، لم يزل في ظلّ الله الممدود بالرحمة ما كان في ذلك.ثواب الأعمال ص 134 .

    قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ):كل معروف صدقة ، والدالّ على الخير كفاعله ، والله يحب إغاثة اللّهفان. الخصال 66 /1

    قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود (عليه السلام) أن : يا داود !.. إنّ العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأحكّمه في الجنّة ، قال داود : وما تلك الحسنة ؟.. قال : كربة ينفسّها عن مؤمن بقدر تمرة أو بشق تمرة ، فقال داود :

    يا رب !..حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك. قرب الإسناد ص 56 .

    قال الصادق (عليه السلام ):ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته ، إلا خذله الله في الدنيا والآخرة.آمالي الصدوق ص 291 ..

    قال الصادق (عليه السلام):أيما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة ، نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا وكرب يوم القيامة ، وقال :

    ومن يسّر على مؤمن وهو معسر ، يسّر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة.. قال :

    ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ، ستر الله عليه سبعين عورة من عوراته التي يخافها في الدنيا والآخرة.. قال :

    وإنّ الله عزّ وجلّ في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن ، فانتفعوا بالعظة ، وارغبوا في الخير. ثواب الأعمال ص 144 .

    قال الصادق (عليه السلام): من أغاث أخاه المؤمن اللهفان عند جهده ، فنفّس كربته وأعانه على نجاح حاجته ، كانت له بذلك عند الله اثنتان وسبعون رحمة من الله ، يُعجّل له منها واحدة يصلح بها معيشته ، ويدّخر له إحدى وسبعين رحمة لإفزاع يوم القيامة وأهواله. ثواب الأعمال ص 134 .

    من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وخرج الطبراني من حديث كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر على مؤمن عورته ستر الله عورته ومن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربته وخرج الإمام أحمد .

    إن الدعوة إلى التبرع بالدم دعوة شرعية وإنسانية ووطنية يجب على كل فرد في المجتمع ألا يتأخر مادام قادرا صحيا، فهذا التبرع النبيل لإنقاذ حياة مريض أو مصاب يصدق عليه قول الله تعالى : { وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } المائدة كما أن إحياء النفس بمعنى التسبب في حياتها وإنقاذها من التهلكة كالغرق أو الحريق كذلك التبرع بالدم يدخل في مضمون قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى)، وقوله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)، وقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 

    أن إسعاف المريض وإنقاذ المحتاج نوع من الصدقة ومن التأمين الاختياري والتكافل الاجتماعي وهو من سمات المجتمع الإسلامي المتعاون المتراحم . أن من سماحة الإسلام انه أباح هذا التبرع لغير المسلمين إذا نزلت بهم ضائقة، مستشهدا بقول الله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن من افضل الصدقات إنقاذ المرضى بأي وسيلة كانت، ومن أهمها التبرع لهم بجزء من دمائنا إذا احتاجوا إليه، وديننا يأمرنا أن نتعاون على دفع المضار وأن نحقق المصلحة للأمة خصوصا وللبشرية جميعا .

    أن سنن الإسلام غنية بتعاليمها إذا كان السلام مستحب فرد السلام من الواجبات و إذا كانت عيادة المريض والسؤال عنه من سنن الإسلام فمن باب أولى أن نعمل على إنقاذ حياته وإسعافه والتعجيل في ذلك، ولا شيء يعادل حاجة المريض إلى الدواء سوى حاجته إلى الدم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما من رجل يعود مريضا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له )) ، وقول رسول الله : (( والذي نفسي بيده لأن أمشي في حاجة أخ لي حتى تقضى أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا)) واستطرد قائلا : وحين نبذل لغيرنا من ذوات أنفسنا مودة وتعاونوا على البر فإن حياتنا جميعا تتحول إلى سعادة وليس ثمة واجب أهم من واجبنا نحو التبرع بالدم لإخواننا الجيش والشرطة اليوم هم المحتاجين إليه لإنقاذ حياتهم، والأطباء في كل أنحاء العالم قد أثبتوا أن التبرع بالدم إلى جانب إنقاذه للمحتاج فهو في الوقت نفسه شفاء للمتبرع وتجديد لدمائه وتنشيط لأعضاء جسمه فلا خوف من التبرع خاصة أن المتبرع يتم فحصه أولا لمنع أي ضرر، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وقال : فلنكن إخوة بحق استجابة لقول الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة ) . والعجب لم أسمع من العلماء الأعلام أي فتوى تنص لسد احتياجات الوطن لإنقاذ حياة جيشنا الباسل والمواطنين والعشائر الغيورة في حربها ضد الإرهاب المرجو أن لا يهملوا واجبهم الشرعي لحث الناس على تعاليم الدين وخصوص أحث مولانا الإمام السيستاني والحوزة العلمية ومجمع علماء المسلمين السنة وكل الخيرين من العلماء ,لأن حكم من يمتنع عن التبرع بالدم وهو قادر على ذلك أنه آثم لتفويته الأجر العظيم المترتب على هذا التبرع .

    أن هذا التبرع زكاة للبدن فإن الله يعوضه خيرا في ذلك وأضاف، أن دعوة الأخ السيد عدنان هادي الأسدي لتوفير الدم للمحتاج وخوص جيشنا والشرطة أحث أخوتي وأخواتي والشباب للتبرع وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ووزارة الأوقاف للبحث على التبرع بالدم لأنه نوع من الصدقات العظيمة وكما أدعو الأخ الدكتور جواد البزوني أن يدعم التبرع .

    أثبتت الدراسات أهمية التبرع بالدم، حيث انها تساعد على تنشيط الدورة الدموية في جسم المتبرع ويستفاد منها لمدة 121 يوما وبعدها تتبدل بخلايا أخرى جديدة لتعويض الخلايا المفقودة بصفة منتظمة، حيث أن أخذ نصف ليتر دم من المتبرع ينبه مصنع الدم لتعويض الكمية المفقودة، وهذا يساعد على تنشيط الدورة الدموية لإنتاج خلايا جديدة نشطة بجانب الخلايا التي فقدت، كما يستهلك في هذه العملية كمية من مخزون الحديد في الجسم وهذا ما أثبتته الأبحاث من ان نسبة الإصابة بأمراض القلب تنخفض عند الأفراد الذين يتبرعون بالدم ,وأن اليوم دور الأطباء العراقيين المتواجدين في العراق أو في البلدان العربية أو الأوربية أن يشرحوا للمواطنين عن الدعم الصحي للمتبرع تلقائياً من الجسم .

    قرأت عبر الكتب في الأبحاث التي أجريت على مجموعة من النساء عن أن المرأة إذا وصلت إلى سن اليأس تصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب لزيادة مخزون الحديد في الجسم لأن الدورة الشهرية عند النساء تساعد على انخفاض نسبة مخزون الحديد في الجسم، لذا فإن التبرع بالدم ينشط جسم المتبرع . إذا لنسارع في الخيرات ونتبرع بدمنا للذين يحمون دماءنا ويبذلون دماءهم رخيصة لنصرة شعبه وحمايته من الإرهابيين والمجرمين وأكرر قولي بأن الله لا يرحمكم يا آل سعود وحكام قطر وبعض الأمراء والمشايخ الخليجين التي تلطخت أيديهم بدماء العراقيين والسورين والمصرين واللبنانيين واليمنيين والمصريين ولا تنسوا الآية من سورة الشعراء 277 ( وسيعلم الذين ظلموا) ..يدا بيد للتعاون والتآخي لشد اللحمة ونصرة الجيش والمهجرين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق؛ ولا تنسوا دعم الأيتام والأرامل والمعوقين والمسنين فليتنافس المتنافسون في هذا المجال والروحية وأهدي لكل من مات على الأيمان والمستشهدين من الجيش والشرطة والعشائر والمواطنين ثواب الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد ولي أمي وأبي ثوابها بأذن الله , ولا تنسوا المرضى من بركة الدعاء وأدعو لي أيضاً بالشفاء يرحمكم الله جميعاً والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين .

    المحب أخوكم سيد صباح بهبهاني
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media