الوطنية على طريقة التيار والمجلس...!! "الرفيقان" عمار ومقتدى... بعثا من "يمثلهما " في اجتماع البعث في بيروت...!!!
    الأربعاء 19 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 19:10
    أ. د. حسين حامد حسين
    من اكثر الظواهر التي مثلت خطرا كبيرا وخرقا فاضحا لقيم العقيدة الدينية الشيعية وسفرها التراثي الاخلاقي الثري وفكرها الشمولي العميق لمباديئ ديننا الحنيف ، كان التمادي في الاسائة للمذهب ،من خلال ظاهرة السيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم ، في استغلالهما الارث العائلي والعبث بوحدة المذهب من خلال المواقف الانتهازية والعدوانية والانانية في تغليب شهوة السلطة والثراء على حساب الاصالة والكرامة العراقية، حتى بلغت الامور حدا مخجلا ، ويغرق الشيعة في حرج مزري .
    فعلى مدى أكثر من احد عشرعاما ظل كل من المجلس الاعلى والتيار الصدري ، مجرد عناوين سوداء تناطح النظام الجديد بسلبية مفرطة وبمواقف جائرة لسياسات عقيمة وخصوصا عند اشتداد الازمات الوطنية التي مر بها الوطن العراقي ، والاصرارعلى تلك الممارسات لكل ما يأنف منه الانسان العراقي حين يجده خاليا من وقارالتأريخ المشرف للعائلتين أومن حكمة ألعقيدة الشيعية أوارادة الخيرأوحتى لعلم نافع أو مواقف من شأنها تعزيز اللحمة الوطنية . فالسيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم ، وان اثبتوا عن نوايا غير حسنة تجاه ما يحتاجه شعبنا من تكاتف وتوحد، ورعاية الدين والمذهب ، واعمال الخير والمواقف الوطنية في أبتعادهما عن الاعمال التي ترضي الله تعالى وشعبنا، ظلت مواقفهما السياسية السلبية تسجل على حساب ضعف الشيعة وتفرقهم. وعلى الرغم من كونهما قد حققا لنفسيهما ولكتلتيهما ، اعلى درجات المصالح الذاتية والثراء الفاحش ، لكن ذلك كان على حساب استغلال الفطرة الشيعية العراقية النقية الطيبة والمأخوذة بحب أل البيت الاطهار.
    ولم يكتفي كل من السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصر بتلك اللعبة السياسية  في الابقاء على جهل الجماهير الشيعية ، بل وقفوا مؤازرين لعودة البعثيين الى الحكم ، فكانوا الاسباب المباشرة في ارباك وتقييد حكومة السيد نوري المالكي وما تحملته من جورهم اللاانساني واللاوطني في اشد الظروف دموية، بحيث كانا من بين السياسيين الاشد عداوة للحكومة المنتخبة . واليوم ، يعاد نفس النهج التأمري من جديد ضد حكومة الدكتور العبادي . وإلا كيف يمكن لأي انسان وطني ويدعي الايمان بالله ورسوله واليوم الاخر، ان يرسل في هذه الظروف العصيبة التي تتناخى فيها الضمائرالعراقية  في دحر داعش والبعثيين ، كل من مقتدى وعمار وفودا عن التيار والمجلس للمشاركة في دعم مؤتمرالبعثيين في بيروت قبل أيام ؟ وهل أن الحكومة الجديدة تجد نفسها قادرة على فتح تحقيق في هذه الخطوة التأمرية لكتلتين سياسييتين ، لا تزال تصريحاتهما تصم الاذان عن الوطنية والمواطنة وترهاتهم الاخرى ، بينما يتأمران على النظام الجديد من خلال دعم الارهاب البعثي الداعشي؟
    فلقد كشف الاخ الاستاذ باسم العوادي ، المحلل السياسي "للصياد" عن معلومات مدعومة بالصور (لحضور ممثلان للمجلس الأعلى ( الشيخ حميد معله الساعدي ) والتيار الصدر ( ضياء الأسدي ) لندوة في بيروت لمركز دراسات تابع ( لحزب البعث الصدامي ) يسمى بـ ( المركز العراقي للدراسات الستراتيجية ) وهو أحد الأذرع السياسية التابعة للمدعو ( خميس الخنجر ) والذي يعرف القاصي والداني بأنه ممثل حزب البعث وعلاقاته ببنات صدام والجماعات المسلحة والقاعدة وداعش لايمكن ان تخفى على مثل المجلس الأعلى والتيار الصدري ) ، فماذا تعني تلك المساهمة الخبيثة ...؟
    باعتقادنا ، ان تلك المساهمة تعني ، وتحت كل الظروف وجميع الاعتبارات والمقاييس الوطنية ، ان السيدين عمار ومقتدى ، يؤكدان بلا خوف او احترام لاحد ، القدرة على تأكيد تطابق هوياتهما مع أعداء العراق في كشفهم لخياناتهم في دعم البعث والتواطئ مع داعش لاسقاط النظام الديمقراطي وعودة البعث. 
    ولكن ، لا غرابة ان نجد السيدين يمارسان خيانة وطنية جهارا ، ذلك ، لان المؤتمر البعثي الذي قامت برعايته الحكومة الاردنية قبل بضعة اشهر، لم يحرج الحكومة الجديدة كثيرا على ما يبدوا ، بحيث لم يتم محاسبة أحد من هؤلاء "الوطنيين" ممن حضروه وقاموا بدعمه ، وان هذا المؤتمر الجديد ، هو الاخر نوع من تحدي لارادة شعبنا والحكومة الجديدة ليس إلا. فهل من غرابة ان يصبح كل من مقتدى الصدر وعمار الحكيم من بين أعداء الديمقراطية والنظام الجديد وادوارهما الماضية لا تشرف الوطنية والوطنيين؟ ام ان لهم أهداف اكبر من ذلك ، ولا تزال في الخفاء وراء الكواليس؟ فلربما كانت تحركاتهما غير المعلنة هي من اجل الحفاظ على مصالحهم ، أو ربما في عدم كشف حقيقة نواياهم امام الشيعة ، وسقوطهم المدوي المتوقع؟ فلو كان السيدان ، فعلا رجال أوفياء للعراق وشعبه ، لما كان تأريخهم السياسي ولا يزال مشوبا بعلامات استفهام كبيرة فيما يتعلق بسلوكهم التخريبي للعملية السياسية. ونحن كعراقيين ، وقد فهمنا جيدا وبشكل لا يقبل الشك هؤلاء السياسيين وأمثالهم ، ما كان ليتجرأ أحد منهم هكذا على دعم المؤتمر البعثي هذا، لو تمت معاملتهم كمواطنيين عاديين تم اتهامهم أو الشك بهم بمحاولة التأمر وتخريب العملية السياسية او اسقاط النظام القائم .
    فلمصلحة من يقوم كل من السيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم بارسال ممثلين عنهم لحضور مؤتمر بعثي في بيروت؟ وبرعاية وتمويل خميس الخنجر الذي جعل من نفسه عدوا لدودا بحق شعبنا ، وبحيث يمكنه  التأثير على كل من عمار الحكيم ومقتدى الصدر ، لتلبية دعوته ، بينما الوطن العراقي مهدد من قبل اعدائه داعش والبعثيين أنفسهم الان وفي حرب شعواء من اجل ان يبقى عراقنا أو أن لا يبقى. أوليس ما يحصل اليوم من تفجيرات في ربوع العراق بشكل عام وبغداد بشكل خاص ، يعني ان البعثيين هم وراء تلك الجرائم ، ومع ذلك ، فان كل من مقتدى وعمار ، لا يتورعان عن دعم البعثيين بقتل العراقيين؟
    من جانب اخر ، فلا يزال التيار الصدري والمجلس الاعلى ، بذات اللامبالات والانفلات السياسي، يمثلان بؤرا لسلبية الثقافة التنويرية من الناحية الدينية أيضا والتي يفترض تماشيها مع النظام الجديد المنفتح ، وهي من صلب مسؤوليات الاحزاب الدينية . ولكننا نجد استخدامهما اقتصر على السير على نهج التأثير الحياتي المنغلق لحياة الجماهير الشيعية ، واستغلال عفوية تلك الجماهير البسيطة واستعدادها اللامحدود للتضحية من اجل تلك العمائم والجبب ، لكونها تمثل لهم جسرا الى جنة الخلود من خلال وجوب الطاعة!! كما ولم نجد ما يثبت أهمية التفكير الجدي من قبل هؤلاء بمستقبل هذه الجماهير المسحوقة الحزينة المضيعة وما ينبغي من تكريمها من خلال مبادرات مهمة ، كبناء المستشفيات او المدارس او مدارس تعليم الكبار أو دور الايتام او المعاهد لتأهيل المعاقين أو غيرذلك ، ففي ذلك زيادة في رحمة الله تعالى لمنفق الخير، حيث (ما نقص مال من زكاة) . فترك هذه الجماهير في ضياعها السرمدي من قبل هؤلاء ممن أوكلوا لانفسهم رمزية "المتقين" ، لكنهم ، كانوا اسبابا لمعاناة هذه الجماهير الخيرة في تركها في جهلها المطبق ، بل زادوهم جهلا ومعانات من خلال الامعان في استغلالهم عاطفيا وتنصيب انفسهم " كشفعاء" لهم !! وهكذا نجح كل من زعيمي التيار الصدري والمجلس بهذا التصعيد العاطفي للشيعة البسطاء قد حققا أهدافهما ومراميهما في زيادة جهل تلك الجماهير من خلال المبالغة في جعل انفسهم جديرون بالطاعة ، في حين ، ان لا فضل لهؤلاء على أي أحد ، فكل أمجادهم أنهم ورثوا اسم عائلتين كريمتين لا غير. 
    أن غياب الدور الوطني المطلوب لهذين الزعيمين السياسيين امام المسؤولية الكبرى التي يفترض انهما يدركانها قبل غيرهما من اجل محاربة البعثيين الذين يحلمون بالعودة الى السلطة، والتفاني في العمل على تعميق الوحدة الوطنية والاستقرار والتي يحاول شعبنا نيلها ، وعدم دعم الحكومة بهذا النوع من خيانة وطنية بينما لهم وزارات سيادية فيها، أنما في حقيقته لا يتعدى نوايا عميقة وشريرة في ذات كل منهما ضد النظام القائم ، وهما يحاولان تحقيقها والوصول الى مبتغيات لا يعرفها شعبنا عنهما. فلربما تكون هذه المرة ، قد كشفا ما هو اكبر بكثير مما يطمحان اليه من اهواء ومصالح لامشروعة ، بل وربما ستكون الطامة الكبرى عليهما في محاولات إضاعت الوطن،  فلمصلحة من كل ذلك؟ 
    لقد كان لكل من السيدين عمار الحكيم ومقتدى الصدر وخلال هذه السنين الاحدى عشرة الطويلة ، في تعطيلهما العملية السياسية واضعاف الوحدة الشيعية واللهاث خلف المصالح وحب الظهور، واستغلال طيبة الفطرة الشيعة من خلال ارتداء العمامة والجبة ، وباساءة لهذا اللباس الجليل كرمزلتقوى الله تعالى وطاعته والسعي لارضائه دورا غير محمود. فمن يريد تقديم خدمة لهذا الشعب وتحت هذه الظروف المريرة ، عليه ان يثبت وطنيته ، في التعاون مع السلطات الثلاث لدحر الارهاب وتوفير الخدمات والقضاء على  الفساد الاداري، لا ان يبعث وفودا لدعم مؤتمرات البعثيين .
    أن على كل من السيدين مقتدى الصدر وعمار الحكيم أن يثبتا مواقفا وطنية جديدة لكي يحترمهما شعبنا. فأن ما قاما به من ارسال وفودا لدعم مؤتمر البعثيين وخميس خنجر ، أمرا لا يشرف من يدعي الوطنية ، كما ولا يشرف من يرتدي العمائم والجبب ، فهو نهج مهين امام شعبنا، ولا ننتمنى لهما سوى مراجعة انفسهم ، ويعطوا للباسهم الديني ما يستحقه من صدق وتقوى امام الله تعالى الذي يسمع ويرى.
    حماك الله يا عراقنا السامق..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media