بغــداد تسـتـبـشــر باسـتعـادة مصـفى بيـجـي
    الخميس 20 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 07:29
    بغداد: حيدر نجم (الصباح) - استبشرت الأوساط الرسمية والشعبية العراقية، بدخول قوات الامن المحلية أكبر مصفاة للنفط في البلاد تقع في بلدة "بيجي" التي يحمل المصفى اسمها، قبل ان يستبدله وزير النفط عادل عبد المهدي أمس  بتسمية "مصفى الصمود".
    وبالسيطرة الكاملة على هذا القضاء الذي تمت استعادته الأسبوع الماضي، ومصفاته النفطية التي طُهرت أمس الاول، تكون الحكومة قد سجلت نجاحا جديدا لها، منذ استيلاء عصابة "داعش" الارهابية، على مناطق في شمال وغرب البلاد الصيف الماضي.
    تلفزيون "العراقية" عرض عقب انتهاء الاعمال العسكرية في موقع الحدث، صورا للقوات الحكومية وهي تجول بمركباتها داخل أروقة المصفاة.
    ويقول عقيد الشرطة صالح جابر، امر قوة حماية المصفى متحدثاً لإحدى وكالات الأنباء: "لقد دخلت أول قوّة عراقية، وهي قوة مكافحة الإرهاب المسماة فوج الموصل، مصفى بيجي لأول مرّة منذ خمسة أشهر".
    "هذه الحامية الصغيرة من الجنود الحكوميين وقوات الحشد الشعبي، تمكنت من الصمود والدفاع عن المصفى، رغم أنها في كثير من الأحيان كانت تعاني من شح الغذاء إلى حد الاكتفاء بتناول معجون الطماطم للبقاء على قيد الحياة". وتشير تقارير أوردتها مصادر أخرى، الى إن مجرمي "داعش" قد هربوا شرقاً إلى ما وراء نهر دجلة. إلا أنهم تركوا وراءهم كثيراً من الألغام والفخاخ المتفجّرة في المصفاة، التي كانت تنتج 75 ألف برميل من النفط يومياً قبل إغلاقها.ووفقا لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية، ترجمة (انيس الصفار) فان قوات الامن تعمل حاليا، على إزالة هذه المتفجّرات. بينما يواصل الإرهابيون قتالهم بعيدا عن المجمع النفطي وتحديدا في مناطق تقع على مشارف مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
    قناة "العراقية" واصلت عرض أنباء هذا التقدّم العسكري، مدعماً بمقاطع مصورة لدخول القوات الأمنية عبر البوّابة الرئيسة للمصفاة التي وصلها وزير النفط امس لغرض اعادة تشغيلها.وبسيطرة قوات الجيش، على "بيجي" تنقطع مدينة تكريت الواقعة إلى الجنوب منها عن إمدادات "الدواعش". وبذا تكون السلطات العراقية قد أنجزت شوطاً مهماً باتجاه استعادة معظم محافظة صلاح الدين، التي تتبع لها اداريا كل من "بيجي" و"تكريت".وكما هو الحال دائماً هناك ثمن يدفعه المدنيون العالقون وسط الاشتباك حيث تسببت العمليات العسكرية بموجة من النزوح بين سكان المنطقة الذين فقدوا منازلهم ولا يجرؤون على العودة إليها الآن، بسبب المتفجرات التي خلفها "الدواعش" في الطرقات والمنازل أيضا.
    في الاثناء، تضطلع القوة الجوية العراقية، بمهام عسكرية ضد اوكار "داعش" ملحقة بهم خسائر فادحة. أحد تلك المهام، هي إسقاط ما يقارب 30 أو 35 برميلاً متفجراً على أوكار "الدواعش" في منطقة "عزيز بلد"، وهي بلدة تقع إلى الشرق من مدينة سامراء، وأدت هذه الضربات الجوية إلى خسائر موجعة بالارهابيين ومن يعاونهم.
    الضربات الجوية والنجاحات التي حققتها قوات الحشد الشعبي، ساعدت في رفع معنويات أفراد القوات المسلحة الذين يقاتلون الارهابيين في اكثر من جبهة.وتستدل الصحيفة المذكورة، على انباء تقهقر ارهابيي "داعش" في منطقة بيجي، بحادثة كُشف فيها عن قيامهم باعتقال ما بين 150 - 170 فرداً من عشيرة الجبور في ناحية "العلم" التي تبعد نحو 15 كيلومتراً من تكريت، واحتجازهم كرهائن مطالبين بفدية عنهم كي يطلقوا سراحهم.هذه الحادثة اعلاه، جاءت في أعقاب أخرى قبلها وقعت الشهر الماضي، حين قام شبّان من منطقة "العلم" نفسها ذات ليلة بإنزال علم "داعش" الأسود وعلقوا العلم الوطني مكانه، وانتقاماً منهم على هذا العمل طالب الارهابيون عشيرة الجبور بأن تترك المنطقة، واستخدموا مكبّرات الصوت لإنذار السكان بأن أمامهم ساعات لا أكثر كي يغادروا. في حين كشفت انباء متداولة محليا عن قيام المتطرفين باعدام الشبان.
    وبحسب، الصحيفة أيضا فان "داعش" يخضع حاليا للضغط على جبهات مختلفة في العراق وسوريا، وتزعزعت قدرته على منع حدوث انتفاضة ضد سلطته أو إخمادها على الفور.ومنذ 29 تشرين الأول أقدم "داعش" على إعدام 581 شخصاً من أبناء عشيرة البو نمر. وقد غادر معظم المدنيين في "بيجي" و"تكريت" مناطقهم تجنباً للمعارك العسكرية بين القوات الحكومة الاتحادية و"الدواعش"، وان معظم الذين غادروا منازلهم توجهوا إلى محافظة كركوك القريبة.
    وحيثما ولى النازحون وجوههم، فراراً من "داعش"، وجدوا أنفسهم محاصرين داخل مواقع الاشتباك المسلح. مثلا بعض ابناء عشيرة الجبور الذين أرغموا على مغادرة  "العلم" انتقلوا جنوباً باتجاه ناحية الضلوعية، لكنهم وجدوا أنفسهم وسط قتال يدور بين الأهالي و"داعش" وكذلك بين القوات الحكومية والارهابيين.
    وتختم الصحيفة الشهيرة، تقريرها بان هناك إشارات تدل على أن "داعش"، الذي صار يخوض معارك متناثرة على رقعة واسعة من الأرض، أخذ يعاني من فرط الانتشار ولم يعد يستطيع المناورة بقواته بين الجبهات كما كان يفعل خلال الصيف خوفاً من وقوع أرتاله فريسة للضربات الجوية.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media