أستقلال الوسط والجنوب مطلب أنساني وحقوقي
الخميس 20 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 09:41
حسين الشويلي
ماذا لو قبل عشر سنوات عندما , أطيح بنظام البعث المتعفن أختار السياسيون الشيعة خياراً مختلفاً ؟ ماذا لو أختاروا بناء نواة دولة , بدلاً من سلسلة من الممانعات السياسية ؟
مدن الوسط والجنوب كانوا على عتبة الأستقرار مثل الكردستانيين ؟
كان عليهم أن يمضوا العشر سنوات الماضية في بناء مجتمع , بعدما أصبح واضحاً أنه لاتعايش مع البعث وحواضنه بعد الأنتهاكات التي أرتكبها بحق الجنوبيين .
ومن المسلمات التأريخية والحاضرة انّ شعب جنوب ووسط العراق من أكثر الشعوب معاشرةً للظلم , والغريب أنه ينطلق من أثرى وأشجع الأيديولوجيات التي عرفتها البشرية , ونعني بها أنهم ينتمون عقائدياً الى أكثر المذاهب الأسلامية تأكيداً على أن يتمتع الأنسان بكرامته وحقه , وأن يعيش بكامل حقه في الحياة وبأن يعمل لأجل هذه الغاية التي هي من أوضح أدبيات المذهب الشيعي الذي يرتكز على مفهوم الثورة ضد الطغاة .
وأما عن الجانب الأجتماعي , فالقبائل العربية الأصيلة التي أستوطنت ومازالت مناطق جنوب ووسط العراق _ والتي تحمل أسماءً لها عمقها التأريخي في الحضارة الأسلامية وما قبل الأسلام , تكوّن الثقافة الأجتماعية السائدة لتلك المناطق من العراق , وبما تحمله تلك النزعة الرجولية القبلية من سمات تتقاطع تماماً مع نمط الحياة المذلّة التي عاشوها ومازالوا يعانون منها .
فشعب الجنوب والوسط يقف على عمودين _ الأيديولوجية الدينية المشبعة بقيم الثورة ضد الظلم والأستغلال ,
والعنصر القبلي الذي يستهجن أن يكون الفرد سليب الحق ومهان وتكال بحقه عبارات التحقيير والتسفية . هاتان الميّزتان هما المادة التي يتكون منهما أبناء الوسط والجنوب . بالأضافة الى الثروة الهائلة .
قد تصنّف من أخصب أراضي المنطقة وأكثرها تنوعاً وتطل على منفذ,, بحري هو الآخر ثروة أن أحسن أستخدامه . فالثروة النفطية الهائلة والتي تعد مصدراً لتشغيل نصف مصانع والآت العالم الصناعي , والمساحة الجغرافية المتنوعة مابين السهل _ والأهوار والصحراء _ وخصوبة مابين النهرين .
بالأضافة الى نوع آخر ومهم , يتعلق بالجانب الأقتصادي , وهو العامل السياحي حيث المراقد المقدسة التي تستقطب ملاين الزائرين سنوياً , وفي مناسبات مختلفة .
وسياحة الأثار والمواقع التأريخية والمعروفة عالمياً _ فهذا التنوع في مصادر الثروة كان لابد أن يعزز في أبناء الوسط والجنوب روح الغيرة على ثرواتهم وما حباهم الله من مقومات _ أن كانت ملك لأي منطقة أخرى لأعلنت دولتها أستأثاراً بالثروة .
( كردستان لاتملك العقيدة الدينية ولا العنصر القبلي ولا منفذاً بحرياً ولا سياحة ولا تنوعاً جغرافياً ما عدا بضعة آبار نفطية _ وقد أعلنت الأستقلال ) فما الذي تنتظره قبائل عقيدية مضطهدة من أن تدافع عن حقها في أن تعيش كسائر دول العالم المصانة كرامة أبنائها وحياتهم ؟
العراق تعرّض الى هجمة أرهابية أبتلعت لسبب الخيانات والحاضنات مناطق كبيرة من أراضي العراق الغربية . والجيش الذي بدأ بأسترداد الأراضي ودحر أوحش حركة أرهابية مدعومة من كل جهات العراق الغربية والشمالية _ هو جيش تكوّن من أبناء الوسط والجنوب حصراً . ثروة بشرية كبيرة ,,
فهذا الجيش المنتصر يستطيع أن يحمي بجدارة أراضيه ’ بل لا يشكك عاقل أنه سيكون واحداً من أهم جيوش العالم , سيما وأن حكومته تملك الثروة الطائلة والأمكانيات اللوجستية .
مالذي يدعو شعباً بائساً على أن لاينتصر لنفسه ويطالب بما هو موجود على أرضه ويعلن الأستقلال ؟
وماذا بنى الداعون والمستميتون لأجل الوحدة الوطنية ؟ سوى مزيداً من الأزمات وخلق العداوات وتضييع الحقوق ؟
وهل يستطيع الداعون الى الوحدة الوطنية . أن يضمنوا للعراقيين _ بعد الأنتصارات التي أستبسل الجيش وأبطال الحشد الوطني من أحرازها وقد بدأوا من الأقتراب من كنس الدواعش عن أرض العراق , والتضحيات التي قدّمتها هذه القوى المتكوّنة من أبناء الوسط والجنوب ومن أموالهم ,, ووفق المعلن أنه سوف يتم أعادة بناء تلك المدن أو الحواضن ومن أموال الوسط والجنوب
, أن لايعاد أنتاج غزوة أخرى تقوم بها حركة أرهابية شبيها بداعش ؟
ومرة أخرى يعود _ عبد الزهرة لسبايكر والصقلاوية وبادوش ويوصم بالهندي والمليشياوي . بينما العالم من حوله يهدأ مستقراً آمناً ومنعماً ؟