(نبيلة عبيد) ملهمة حزب البعث !
    الجمعة 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 16:19
    قاسم خضر
    يقول حزب البعث في أدبياته دوماً إنه منفتح على كافة التيارات والأفكار والأحزاب والجماعات ، وقد كنت إلى وقت قريب أشك بهذه المقولة حتى تأكدت منها بشكل تام .

    ليس هذا فحسب وإنما ظهر لدي أن حزب البعث منفتح على عالم الفن ، ويحاول الاستفادة من كافة الأفكار التي يقدمها المناضلون في هذا المجال ، على وفق قاعدة ( الحكمة ضالة المؤمن) !!

    وبما إن تيار البعث فتح عينيه على جيل الفنانات اللامعات ( العجائز حالياً ) فقد وجد ضالته على ما يبدو مؤخراً في الفنانة الكبيرة المناضلة نبيلة عبيد ، وبالتحديد في فيلمها ( الراقصة والسياسي ) مستلهماً فكرتها في جلب الأنظار ، وجمع المؤيدين !!.

    تقول السيدة الراقصة مخاطبة أحد الصحفيين،  ولعله سعد الأوسي !! ( فينك يا راجل من زمان لا خبر ، ولا فضيحة ) ! وتقترح عليه نشر خبر فضيحتها مع احد السياسيين لتنتقم منه بعدما تركها من جهة ، ولتعود إلى الأضواء من جهة أخرى على هذا الطبق القذر  !! .

    مر بخاطري هذا الحوار الشيق المفعم بالمعاني السامية للكفاح الشريف وان أتابع تفاصيل قضية ( إعدام سيف الدين المشهداني ومجموعة من الرفاق الآخرين ) .

    يراد لنا الاقتناع بأن الخبر عفوي ، ولا فبركة أو تدخل إعلامي جراحي فيه :

    قبل أشهر يعلن أثيل النجيفي المحافظ الهارب إن داعش ألقت القبض على المشهداني وهو يتجول في الموصل ومعه عدد من الرفاق ، ثم يعلن احد المواقع الالكترونية المغمورة نبأ إعدام المجموعة البعثية بعدما جرى اتصال هاتفي مع قيادة البعث ، ولما رفضت القيادة مبايعة داعش تمت عملية الإعدام ! .

    ليس هذا المثير بالخبر ، فداعش تمتهن ذبح الرؤوس ، وجلد الظهور ، وسلخ الجلود لكافة المرتدين بزعمهم ، ولكن المثير عدة مسائل أدرجها لكم :

    1.       الخبر نشره موقع قريش ، وهي كما يزعم صحيفة تصدر في لندن ، وتلمس عليها بصمات البزاز سمسار الإعلام الأول في العراق !

    2.       يقول الخبر إن المشهداني وهو يكلم القائد العام طلب منه هو بنفسه ألا يبايع داعش لأن حياته ورفاقه فداءً للوطن ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .

    3.       بعدها يظهر المتحدث باسم البعث المرشدي ليقول أنه لا علم للبعث بمصير المشهداني إلا من المواقع الالكترونية ، هذا في وقت يكتب احد البعثيين على شبكة البصرة مقالاً يؤكد فيه وعينيه تذرف الدموع إن استشهاد الرفاق دليل على أن البعثي يموت ولسانه يلهج بأقوال ميشيل عفلق !!

    4.       ألا يدرك القارئ هذا التناقض الواضح بين مدح عزة الدوري لداعش أول سيطرتها المريبة على الموصل وبين هذا الكلام اليوم ؟ وقبله انتشار بعض البيانات التي تتحدث عن صولات بعثية ضد داعش ؟!!

    ولنا أن نقف قليلاً عن مصدر الخبر الأول ، فلماذا كان أثيل النجيفي هو من أعلن اعتقال المشهداني ولم يصدر عن حزب البعث أي تصريح بهذا الخصوص ؟!

    الحقيقة أن سبب ذلك يتعلق بالدور المريب الذي يمارسه آل النجيفي ( وأثيل خصوصاً ) في التحالف (الأمريكي ـ الكردي ـ البعثي ) الجديد الذي يعد العدة لإعادة حكم البعثيين في المحافظات السنّية بعد طرد داعش !

    وهو ذاته مرتبط بمؤتمرات المصالحة الأخيرة ( ومنها مؤتمر أربيل للعشائر ) حيث يقوم إياد علاوي ومعه تابعه علاء مكي وعبد ذياب العجيلي للملمة صفوف البعثيين تحت ستار هذا العنوان الكاذب .

    ربما يكون المشهداني ( وهو البعثي الصميمي ) قد قتل على يد داعش بالفعل بعدما قدمه البعثيون كبش فداء لهم وهم معتادون على هذه التضحية كما فعلوا بزعيمهم صدام يوم سلموه لقمة سائغة للأمريكان ، وربما أن شهر العسل ( البعثي ـ الداعشي ) انتهى بسرعة كما كتب أحد الصحفيين معلقاً ! .

    ربما ... لكنها عملية مقصودة ، وفيلم بعثي جديد ، يجذب الأنظار ويرسل رسالة مفادها ( نحن هنا ) بنفس الاسم والمنهج والقيادات أولاً ، وينتقم من الخصوم ويصفي الساحة ويمهدها لهم للإمساك بزمام الأمور من جهة ثانية .. وتماماً كما فعلت نبيلة عبيد بصلاح قابيل رحمه الله !!
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media