لا .. لأي طرح ديني رديكالي في كوردستان
    الجمعة 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 16:23
    د. سوزان ئاميدي
    غالبية الكورد مسلمون ويؤمنون بالأولياء والشيوخ إلا ان التزامهم بالدين بدون اي تعصب يذكر , بمعنى ان المجتمع الكوردي محافظ ومتمسك بالمعتقدات الدينية ولكن الدين ياتي بعد الوطن من حيث الاهمية  .
    وفي عقد التسعينات من القرن الماضي تنامت تيارات دينية عكست هذا التسلسل ووضعت الولاء الديني قبل الولاء الوطني باعتبار ان هذا التوجه سيفيد القضية الكوردية حسب اعتقادهم متناسين ان الكورد تم اضطهادهم بسبب قوميتهم وليس بسبب دينهم , وبالتالي هذا التوجه لايصنع بيئة صالحة ولايخدم نشوء او تاسيس قيام دولة قومية كوردية , إذ مازال عامة الكورد يحملون صلاح الدين الايوبي مسؤولية اهمال القضية الكوردية وتهميشها مستندا بذلك على ماجاء في الحديث النبوي الشريف (لا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى) ولكن الحكام والسلاطين تفرق بين القوميات وتاريخ الكورد يشهد لهم بذلك  لذا اصبح على الكورد الحفاظ والدفاع عن قوميتهم .
    وان سبب استمرارية هذه الاحزاب الدينية في كوردستان هو  دورها في المساعدة الانسانية , فلديهم نشاطات عدة في المجتمع الكوردي , واذا ما قدم اي حزب آخر خدمات اكثر بقليل مما تقدمه هذه الاحزاب الاسلامية فلا يتاخر المواطن الكوردي بترك تأييده لهم لينتقل الى الأحزاب اصحاب الخدمات الأكثر  , بمعنى آخر  تبني  العقلانية في الاختيار . هذا لايلغي موضوع ان الدين له تاثير انساني عاطفي على اي انسان لايشترط ان يكون كوردي .
     وقد حاول تنظيم القاعدة الدخول الى كوردستان مثل جماعة ملا كريكار ولكن الامر لم ينجح لان المجتمع الكوردي بعيد عن التزمت الديني وعن الاصولية والسلفية والتعصب والتطرف . وهذا لايعني ان الكورد ينكرون اسلامهم او لايدافعون عنه  ولكنهم يرون ان الحكومات الاسلامية وخاصة التي تحكم باسم الاسلام منذ العهد القديم والى الآن لم يقفوا مع الكورد  ولم  يقدموا المساعدة والعون في احنك ظروفهم . وان الاسلام ذاته وسيلة بيد الحكومات لاخضاع القومية الكوردية لعمليات الصهر القومي وتذويب هويتها القومية في البوتقة الاسلامية , فالاسلام يشكل عقبة أمام تطور المسألة الكوردية , وهذا يعني تحويل الكورد من قومية الى طائفة دينية ليضيع الحق الكوردي تماماً .
    ويبدو ان الكورد  يدركون هذه المخاطر , فقد دخلوا مرحلة جديدة مع بدأ المتغيرات الدولية التي تفاعلوا معها بشدة وكانوا جزءاً منها وشركاء فاعلين فيها  , فكوردستان اليوم تواجه اشرس حملة ارهابية في العالم , وعلية :- نطلب من حكومة اقليم كوردستان ان تحاسب رجال الدين والجماعات والاحزاب الاسلامية على اي موقف او طرح ديني متعصب رديكالي  .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media