عادل عبد المهدي يكشف جانبا من اتفاقه المذّل والمخزي مع حكومة إقليم كردستان
    الجمعة 21 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 20:55
    أياد السماوي
    عند خروجه من قاعة مجلس النوّاب , كان السيد عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي غاضبا ومنزعجا من الدكتورة حنان الفتلاوي , فقد نقل لي أحد النوّاب الذي صادف وجوده قريبا من السيد عبد المهدي , أنّه كان منزعجا للغاية من الدكتورة حنان الفتلاوي وقال لها بالحرف الواحد ( كنتي غير عادلة باسألتك ), وكم كنت آملا أن يوّضح السيد عبد المهدي عدم العدالة هذه الذي اتهم بها الدكتورة الفتلاوي , فها هو السيد عبد المهدي الذي رفض الإجابة على كل اسئلة النائبة الفتلاوي , يعلن بنفسه صحة ما اشارت له النائبة في مداخلتها التي لم تتجاوز الدقيقة الواحدة , حيث قال في بيان له تناقلته وسائل الإعلام أنّ (( 150 ألف برميل يوميا تتضمن بعض النفط من حقول كركوك , مشيرا إلى أنّ الحكومة العراقية سمحت ببدء الشحنات من حقول كركوك عبر الخط الكردي كبادرة لحسن النوايا , واضاف إنّ أغلب هذه الكمية لا يزال يأتي من كركوك التي سيطر عليها الأكراد )) .
    وبهذا البيان يكون السيد عبد المهدي قد كشف بنفسه جانبا من الاتفاق المذّل والمخزي والذي لا يمكن توصيفه بأقل من هذا التوصيف , فالبرغم من معرفتنا الكاملة والدقيقة لتفاصيل هذا الاتفاق الكارثي والذي عبرّت عنه الدكتورة الفتلاوي بالنكبة الوطنية , إلا أنّ الكشف عن بعض تفاصيله المخزية للشعب العراقي يوّضح سبب إصرار المجلس الأعلى على إزاحة نوري المالكي الذي رفض بشكل قاطع أي تهاون بتصدير النفط العراقي خارج وزارة النفط الاتحادية ممثلّة بشركة سومو , فها هو الوزير يعترف بنفسه إنّ أغلب هذه الكمية تأتي من حقول كركوك التي سيطر عليها الأكراد بعد احتلالهم لمحافظة كركوك بعد أحداث العاشر من حزيران , ومن المؤكد أنّ السيد الوزير لا يملك الشجاعة الأدبية ليعلن للشعب العراقي أنّ كامل ال 150 ألف برميل يوميا هي من حقول نفط كركوك التي سيطر عليها الأكراد بعد سقوط الموصل , وتحديدا من حقلي افانا وباي حسن , كما إنّ السيد الوزير غير قادر على مصارحة الشعب العراقي بأن الاتفاق الذي أبرمه مع حكومة إقليم كردستان يتمّثل باسترجاع جزء من نفط كركوك المسروق إلى خزينة الدولة مقابل نصف مليار دولار تسلّم شهريا لحكومة الإقليم من أموال أبناء الوسط والجنوب .
    إن سياسة الانحناء والخنوع التي تسير على خطاها الحكومة العراقية الجديدة , ستكون لها آثارا مدمرّة مباشرة , فها هو مسعود البارزاني يتمادى في إذلاله واحتقاره لهذه الحكومة ويعلن بكل صفاقة أنه لن يتراجع عن الاستفتاء وإعلان الاستقلال , وكأنّه يريد أن يقول لعبد المهدي الذي وقعّ الاتفاق معه إنك وحكومتك في بغداد لا تساون عندي عفطة عنز , فهذه بادرة أولى لحسن النوايا التي ينتظرها عبد المهدي وحكومته من حكومة مسعود البارزاني .

    أياد السماوي  
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media