بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني
    الأثنين 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 15:07
    مركز المعلومة للبحث والتطوير
    لم يكن خروج الاف النساء في شوارع مدينة نيويورك الامريكية عام 1857 للاحتجاج على ظروف العمل اللاإنسانية، بداية انطلاق لحركة نسائية عالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، حيث عادت عاملات النسيج في الثامن من اذار عام 1908 ليخرجن في احتجاجات عارمة على سوء ظروف العمل والفقر، وبدأ الاحتفال بالثامن من آذار كيوم للمرأة الأمريكية تخليدا لخروج تظاهرات نيويورك سنة 1908 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من آذار كيوم للمرأة، وذلك في مؤتمر كوبنهاغن بالدانمارك الذي استضاف مندوبات من سبعة عشر دولة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة.
    تتعرض 35% من النساء والفتيات على مستوى العالم لنوع من أنواع العنف الجنسي. وفي بعض البلدان، تتعرض سبع من كل عشر نساء إلى هذا النوع من سوء المعاملة. ويقدر بقاء ما يقرب من 30 مليون فتاة تحت سن الخامسة عشر تحت تهديد خطر تشويه الأعضاء الجنسية للإناث، في حين تعرضت أكثر من 130 مليون امرأة وفتاة إلى تلك الممارسة على مستوى العالم. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 130 مليون فتاة وامرأة - على قيد الحياة اليوم – قد تعرضت لتشويه أعضائها التناسلية (فيما يُعرف بالختان)، ولا سيما في أفريقيا وبعض دول الشرق الأوسط. وعلى الصعيد العالمي، يقدر عدد الأحياء من النساء اللواتي تزوجن ولم يزلن صغيرات بـ700 مليون امرأة، منهن 250 مليون تزوجن دون سن الخامسة عشر. ومن المرجح أن لا تكمل الفتيات اللواتي يتزوجن تحت سن الثامنة عشر تعليمهن، كما أنهن أكثر عرضة للعنف المنزلي ومضاعفات الولادة.
    هذا العام اعلنت الامم المتحدة عن حملة "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة" يوم الخامس والعشرين من تشرين الثاني من كل عام. اليوم البرتقالي. وتقوم "حملة اتحدوا" بمواصلة اليوم البرتقالي لمدة 16 يوماً من النشاط ضد العنف القائم على الجنس، اعتباراً من 25 تشرين الثاني (اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة) حتى 10 كانون الأول (يوم حقوق الإنسان).
    حال المرأة العراقية ليس بأحسن من اخواتها في كل بقاع الارض فهي يوميا تتعرض لأشكال متعددة من العنف المقصود وفي احيان اخرى غير المقصود والذي اصبح ضمن العقلية الاجتماعية للمجتمع العراقي المبنية على الذكورية، هذا من جانب ومن جانب اخر ما تمر به البلاد من سيطرة لمجاميع (داعش) الارهابية ومن تحالف معها وما يمارسونه من عنف ضد نساء المناطق التي يسيطرون عليها.
    المرأة العراقية اليوم في ظل سيطرت هذه المجاميع الارهابية تتعرض لأنواع مختلفة من الانتهاكات لحقوقها، حيث عملت هذه المجاميع على سبي النساء المسيحيات والايزيديات، واغتصابهن وبيعهن في اسواق مخصصة لبيع النساء السبايا واجبارهن على ترك ديانتهن، فضلا عن فرضها قيود على حركة المرأة وعملها وتنقلها، حيث تعرضت العديد من النساء للتعنيف في حال مخالفته تعليمات (داعش) المتشددة. ورغم هذه الظروف الصعبة لكن كان للمرأة العراقية مساهمة في حركة مقاومة (داعش) حيث سطرت العديد من النساء قصص في البطولة والشجاعة من اجل الخلاص من هذه المجاميع الارهابية.
    الاوضاع الاخرى للمرأة لم تكن احسن حالا، حيث مازالت مشاركة المرأة السياسية خجولة ودون مستوى الطموح، رغم ما حققته عدد من المرشحات من انتصارات في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، ولكن هذا لم يشفع للمرأة لان تكون عنصر فعال في العمل السياسي، وهذا ايضا نابع من طبيعة النظام السياسي القائمة في العراق والمعتمد على المحاصصة، وما تشهده العملية السياسية من تصارع على السلطة ومغانمها ، هذا فضلا عن طبيعة تفكير صناع القرار العراقيين الذكورية.
    الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية ليست بأفضل حال، حيث ذات المشكلات الاجتماعية مازالت موجودة ولم تكن هناك حلول جدية لحلها وتحسين اوضاع المرأة.
    في الختام نضم صوتنا ونشاطنا الى الحملة الدولية "اتحدوا" لإنهاء العنف ضد المرأة حملة اليوم البرتقالي، ونضم صوتنا الى اصوات جميع المدافعين عن حقوق المرأة العراقية، والمطالبين بحياة حرة كريمة تضمن كرامتها، ونطالب بضرورة ان يكون هذا اليوم انطلاقة لتحسين احوال المرأة وانهاء جميع اشكال العنف ضدها، من ناحية التشريعات او الممارسات. 


    24 تشرين الثاني 2014
    مركز المعلومة للبحث والتطوير
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media