تقرير إلى الامم المتحدة.. اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المراة: اين العراق منه؟
    الثلاثاء 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 12:14
    قرطبة الظاهر
    تواجه المراة العراقية ومنذ الدكتاتورية الصدامية شتى انواع الاضطهاد والعنف بحقها. حيث الاستبداد والمنع من ممارسة حقوقها بحرية تامة ومحفوظة قانونيا وضمان عيش رغيد لها ولاطفالها. القوانين المجحفة التي اصدرها النظام السابق بحق المراة يجيز للرجل ان يمارس شتى انواع العنف من اغتصاب إلى نحر الراس امام الناس إلى النعت والسب والشتم إلى ضربها في الشارع. كل هذا اجازه الدكتاتور صدام حسين. ولازالت هذه العادات مطبقة في المجتمع العراقي وخاصة بعد الحملة الايمانية الصدامية التي تم تعزيزها من قبل احزاب الاسلام السياسي لاكتمال مسيرة الاضطهاد والاستبداد ضد المراة العراقية. لازال العراق اليوم لا يحمل اي قانون لتجريم العنف ضد المراة! لا يحمل اي قانون للحفاظ على كرامة وحقوق المراة من الاضطهاد لا يحمل اي قانون يجرم ضرب او شتم او تسقيط المراة. العراق وبسبب ثقافة الذكور الرجعية والعشائرية الاستبدادية لا يفرق ما بين حقوق الافراد والدستور والاحوال المدنية! بل اكثر من ذلك العشائر لا تعترف اصلا بالاحوال المدنية ولا بالدستور الذي نص على ان كل العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات.

    حالات من العنف ضد المراة:

    رصدنا في الاونة الاخيرة حالات خاصة في مؤسسات الدولة منها الابتزاز والتحرش الجنسي كوسائل للضغط على المراة وحرمانها من حرية العمل في مؤسسات الدولة وخاصة في مؤسسات الاعلام العراقي والدوائر الحكومية. المدارء العامون ورؤساء الاقسام في بعض دوائر الدولة وخاصة في مجال الاعلام يجبرون النساء على ممارسة الجنس مقابل التعيين او يقومون بتهديدهن بشتى الوسائل الابتزازينة مقابل الترقية او زيادة الراتب.

    النساء في الجامعات العراقية يتعرضن ايضا إلى شتى اساليب الابتزاز والتحرش من قبل الاساتذة كما العنف المتزايد بحقهم من قبل الاباء تحديدا. هكذا رصدت حالة في مدينة البصرة وفي داخل الحرم الجامعي قام احد الاباء بضرب ابنته امام الطلاب لاصرارها على اتمام دراساتها الجامعية. لم يتدخل اي احد من حراس الحرم الجامعي ولم يعترض اي استاذ على هذه الحالة الشاذة والمجحفة بحق الطالبة.
    حالة اخرى رصدت في جامعة البصرة وهي ان احد الاساتذة قام باهانة طالبة امام الطلاب لاستعراض "رجولته" وبعد ان اتمم استعراضه هذا توجه إلى الطلاب ليسألهم: " ها شلوني؟ شفتوني شلون هنتها؟"

    حالات اخرى تتعرض لها المراة وكأنها هي المسؤول الاول عن فساد الرجال الاخلاقي: تهديد المراة عبر جهاز الجوال بالقتل وما شابه ذلك من شواذ وامراض عقلية يمارسها الرجال بحق المراة مثل المجزرة التي ارتكبت من قبل جهات حكومية عصاباتية في عدة احياء من بغداد هذا العام في شقق تقطنها نساء قتلن بدم بارد بلا حساب وبلا محاكمة للمجرمين لحد هذا اليوم.

    كما لا نستبعد العنف الذي تتعرض له النساء في السياسة: صور وافلام خلاعية مركبة على النائبات لاهانتهن امام الراي العام لغرض التسقيط لا غير. ناهيك ان ابعاد المراة المتعمد عن الحياة السياسية من خلال اقصائها من حقوقها كافة ونعتها بشتى الالقاب والاوصاف لغرض التسقيط السياسي او استخدامها واستغلالها شماعة ملونة تتوسط الجزرات في الاماكن العامة أثناء الانتخابات لغرض الاستفادة من جمالها وبعد ذلك يرمون الصورة في الشارع ومعها المرشحة التي حصدت لهذا الحزب او ذاك اصواتا كثيرة. بالاضافة إلى ذلك ابعاد المراة عن اي منصب سيادي في الدولة بالرغم من انها تشكل اليوم الاكثرية في المجتمع العراقي.

    رصدنا حالات كثيرة من العنف الاسري والذي يزداد تناميا يوما بعد يوم بسبب تفاقم الوضع الامني وعدم الشعور بالاستقرار العام والخوف من البطالة والفساد الاجتماعي المستشري في المجتمع العراقي مثل الخيانات الزوجية وحالات الطلاق بعد اسبوع من تزويج المراة قسرا او بلا اكراه وهي لم تبلغ سن ال18 او زيجات المتعة والعرفي والمسيار والمعاشرة والخ والتي لا تضمن للمراة اي حقوق بل يستغلها الرجال جنسيا اشد استغلال ثم ترمى ومصيرها في الشارع بلا سند قانوني او حماية من قبل الدولة التي تدعم بالخفاء هكذا ممارسات غير انسانية وخارجة عن كل القيم والاعراف الدينية والحضارية والشرعية.

    عودة القتاليين من الجنود والعسكر والحشد إلى ذويهم يهدد الاسرة بشكل مباشر: العائدون لا يخضعون إلى فترة نقاهة بعيدة عن اسرهم كي يستعيدون اندماجهم السلمي في المجتمع ويبتعدون عن ممارسة العنف ضد الزوجة والابناء والخوات والامهات. الكثيرون اصبحوا لا يفرقون ما بين الاسرة والعدو ويمارسون ذات العنف بشتى الطرق والوسائل وكأنهم يواجهون عدوهم في ساحة القتال!..

    كما لا ننسى ما تعرضت له المراة الايزيدية من حالات عنف واغتصاب ومتاجرة من قبل فلول الارهاب الداعشي والحكومة العراقية لازالت مكبلة متقاعسة عن البحث عن النساء المخطوفات لدى داعش.

    الحلول:

    المراة في العراق بحاجة إلى نهوض والمسك بزمام امور حياتها بقوتها وعزيمتها من خلال تشكيل نقابات نسوية مستقلة غير خاضعة إلى الاحزاب الحاكمة التي تقودها اكثرية ذكورية تقصي حقوق المراة وتنتقص من المراة كون هذه الاحزاب هي احزاب اسلاموية ومنهاجها موجه ضد المراة وليس مع المراة ومع حقوقها الكاملة ومشاركتها الفعالة في المجتمع.
    العراق بحاجة إلى قوانين صارمة للحد من العنف ضد المراة في الاسرة والمجتمع. كما يجب على المراة ان تتحمل المسؤولية الكاملة في السعي إلى العلم والتعليم بنفسها من اجل ضمان مستقبل افضل لها.
    كما يجب على المجتمع الدولي مساعدة المراة العراقية تحديدا من خلال دعم المنظمات النسوية واحتوائها في منظومات التطوير العلمي والعملي من خلال دمجها في ورش عمل تسفيد وتكسب خبرات اكثر بالتفاعل مع خبرات قريناتها من النساء من دول اخرى.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media