الهوية الداعشية
    الثلاثاء 25 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 13:39
    آزاد الفارس
    وأنا اقلب بصري  في ما يجري حولي من أحداث وما يكتنفها من غموض وما يتداعى من نتائج كارثية وفوضوية في ساحتنا تقف عندها عاجزا عن التفسير والتحليل ويغيب عنك المنطق السليم والتفكير القويم وتجنح ساعة نحو اليمين وساعة نحو الشمال .

    وفي كثير من الأحيان تأخذ جانب الحياد وتصعد على التل لعلك ترى نتيجة أو تبان لك صورة وتحل عنك عقدة ، فإذا بالعقد تزداد إحكاما وإذا بالغموض يتسع مداه ويزداد السراب في الأجواء فتنعدم الرؤية مع كل اضاءات الانفجارات وأنت في هذا الليل المظلم ينتابك شعور بالضعف والعجز ويتسلل الضيق والقلق إلى جوانحك وتفقد اتزانا كنت تتميز به وقلبا واسعا كنت تحوي به أقواماً وأقوام .

    عندها تلاحقك أسئلة مقبولة وغير مقبولة وربما معقولة وغير معقولة ولعل أعمق سؤال يراودك ويدخل مقتحما أسوارك ما هي برأيك الهوية الداعشية وإلى من تنتسب ؟ أي عنوان يمكن أن تحتويها أي جهة يمكن أن تنتمي إليها ؟ أي عقيدة تحملها وأي فكر تستظل به ؟

    أي فهم تفسر به الإحداث وأي مذهب ترتمي بأحضانه أم إسلام تتبجح به فلم نسمع في قديم الزمان وحاضره امة من الإسلام قامت وبهذا الشكل القبيح من قطع للرؤوس وتهجير للبشر وتحطيم للبنى وتعطيل للحياة وانسداد للأفق وتجريم لكل الأفكار والنظريات !!

    ثم يأتيك من يقول إن هؤلاء سنة أو ظاهرة سنية وأنا أقول إنها ظاهرة إرهابية عمياء فاشية حدت حرابها على أهل السنة وممثليها وشردت كل سني يحمل فكرا ودينا وعقيدة صحيحة .فهي ابعد ما تكون عن أهل السنة وعقائدها وأفكارها وتاريخها .

    هي شلة جمعت من أقطار الأرض كل مريض وحاقد وسيئ الفهم وقليل العلم وقاسي القلب ...ولا يمكن أن نصدق بكل مدعي في ادعائه وليس كل من لبس العمامة أصبح عالما ولا كل من أطلق اللحية أصبح واعظا ولا كل من تفلسف وتمنطق أصبح حجة وفيلسوفا ولا كل من اعتلى منبرا أصبح داعية .

    لا يمكن أن نقول عن هذه الظاهرة إلا أنها ظاهرة مرضية خارجية عمياء في نظرها للأمور وقاصرة في فهمها وعقيمة في توجهها جامدة في أفكارها ، وهذه الظاهرة لم تقوى أو تتسع إلا لظلم وقع على العباد والبلاد وانتشت لذلك لأنها لا تستطيع أن تعيش إلا في زمن الفوضى وزمن الظلم وزمن الانفلات .

    اغلقت مساجدنا وهي تتفرج وهجر ابناءنا وهي فرحة مزدانة وهدمت بيوتنا وهي جذلى تزداد سرورا وحبورا وابتهاجا بل وشاركت بكل هذه المصائب والملاحم والكوارث والمآسي .فهل تريدني بعد كل ذلك ان اقول انها تحمل هوية اسلامية سنية .

    لا والله فقد اذاقت اهل السنة الهوان ومكنت لاعداء الله من كل طائفة وحدب وصوب من رقاب اهل السنة ومرت علينا اياما ولازالت تمر باثقل مايمر زمن من الازمان على بشر وحجر وشجر .يكفي انها شردت خمس محافظات وسلمت اجزاءا كبيرة من عدة محافظات الى ماعش المجرمة التي اصبحت تتفنن في ايذاء الناس بالحرق والقتل والتشريد والخطف والابتزاز .

    فأي نخوه بعد ذلك تحمل داعش واي دين تفتخر به واي مذهب تنتمي اليه واي لغة تتمنطق بها ؟ جاءت من كل البقاع وصبت علينا شرها وسوءها !.

    وصدق من قال ان الارهاب والاجرام لا دين له ولا مذهب فهويتها الاجرام ودينها كل شي الا الاسلام ومذهبها ابعد ما يكون عن اهل السنة والجماعة !!

    فيا ايها الناس كيف تحكمون وكيف تعللون وكيف تنطقون وباي حديث تتسامرون وباي تفسير وتحليل تغردون ....داعش لا اسلامية ...داعش لا اخلاقية ...داعش لا تعرف الا القتل والدمار .والخراب ......داعش واختها ماعش وجهان لعملة واحدة اسمها الارهاب والتخريب والتدمير والانحلال والفوضى والظلم والظلام .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media