رثائية الى مُشرق الغانم ...
    الأربعاء 26 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 21:17
    خلدون جاويد
    المستشفى
    إبنة عم
    القبر
    وبوابة ثلاجة موتِك يامشرقْ
    الأخت الكبرى
    للـّحْد .
    بمستشفى
    في الدانمارك المحروسة
    بالجـِـن ِ
    وأمامَ البوّابة
    أنزلني السائق في الحفرة ، دون كفنْ
    وتلقتني هناك الأشباح .
    كنتُ على الكرسيّ المتحرك
    لاحيّ ولا ميْتا إلاّيْ
    السائق ألقاني في القبو وغادرني
    لا ، لا
    ألقاني في بلل الشارع
    كنت يتيما
    قدّام البوابة في البرد
    الفُ دراكيولا انبعثوا من بيت الموتى
    داروا حولي ،
    اوراقُ الشجَر الذبلى
    تتساقط  حولي
    مِن أعطافٍ تتماوتُ حزنا
    تتناثرفي دوّامات صفراء
    وتنثرني .
    شوارع مشر ق ! في صبح ِ حِداد ٍ
    أبنية بملابسَ سوداءْ
    مستشفى دكناءْ
    وهنالك تخطرُ
    في أردية كفـَـنيّة ْ
    جنياتٌ
    سَمَكاتٌ
    نسوَة ْ
    يتلاوحنَ بعيدا عني
    وقريبا مني
    بكّرَ بي السائقُ في الصبح
    لأبصرَ أشباحا وطيورا سفـّـاحة ْ 
    كبقايا أخيلة
    مِنْ غبَش ِالفجر ِالأولِ
    أشهد أني الأول
    ممن جاء ! ،
    في يوم وداعكَ
    مَن غيري يامشرقُ ماتَ معكْ ؟.
    بوّابة الموت ِ
    مازالت تذكّرني
    بمُشرق ٍكامن ٍ
    في روحي
    في بدني
    في بؤبؤ العين
    في دمع ٍ يسيلُ على
    كاسي فاشربُه حينا ويشربني
    بكت عليك
    عصافيرٌ ملوّنة ٌ
    بكتك فيروز ْ : " ياعصفورة َالشجَن ِ"
    وغردتك شموس ٌ
    لا غروبَ لها
    مخلداتٌ خلودَ الله في الزمن ِ
    غدا لك الآن سُكنى ،
    بل غدا وطنٌ *
    إهنأ بتربك ياجورية الوطن ِ
    يا مشرقا مُفرَدا في العشق ،
    يسكنني
    لا لن يكون له صنوٌ ولم يكُن ِ
    وياشريكي على البلوى
    بضحكتِهِ !
     وجرسِهِ الساخر الإيقاع
    في المحَنِ
    نم هانئا ياخدين الروح
    في رغد ٍ!
    ولتنتهلْ قبُلاتٍ مِن فم الوسَنِ 
    غادرْ جراحَك
    لاتندمْ على أحَد ٍ 
    لم يبقَ بعدكَ غيرُ الموتِ والعَفـَـن ِ

    *******
    23/11/ 2014
    * ـ  بعد أن غادرنا مشرق كتب لي صديقي باسم محمد كلمة لم أسمعها من شاعر ولا أديب ، كلمة أبكتني على كتفه صباحَ التقيته قبالة مبنى تسليم التوابيت : وأخيرا وجد مُشرق ، له وطنا ! .
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media