معصوم والجبوري ... تصالح قيادي لمصالحة وطنية
    الخميس 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 09:58
    وسام نعمان
    أن يحصل التناغم شبه الكامل بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب فهذه ظاهرة صحية تحتاج إلى مزيد من التنمية بل والانفتاح أيضاً على رئاسة الوزراء وهو ما سيجلب الخير للبلد.

    من تابع جلسات ملتقى الشرق اﻻوسط للحوار والمصالحة وجد هذا جلياً من خلال الكلمات الملقاة وبالخصوص كلمة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم والتي اشار فيها الى ان المصالحة الوطنية هي وسيلة للسلم الاهلي بين مكونات المجتمع العراقي.

    الرئيس العراقي تطرق ايضا الى تجارب دول العالم المختلفة: ايرلندا، جنوب افريقيا، وغيرها بل وضرب المثال اﻻقرب لما عانى منه كردستان وتجربته الفريدة في المصالحة بعد سنوات من اللا مصالحة.

     وفي حديثه عن المعايشة ذكر الرئيس معصوم (كانت اكبر نسبة لتجمع الكورد في العاصمة بغداد، اذا ما قورنت باربيل والسليمانية، اذ كان عدد سكان الكورد في بغداد مليون شخصا). واليوم الواقع مختلف بسبب اﻻنقسامات التي جرت الوبال على البلاد.

    وليس عجباً ان يصدر هذا الكلام من قبل حامي الدستور الذي يدعو إلى المساواة بين مكونات المجتمع العراقي لكن عمليا نجد هذه المساواة غير متوفرة.

    في المقابل لم تخل كلمة سليم الجبوري من تشخيص الحال كما هو، دون دعوة لليأس بل نادى للتدارك:

    (اننا حينما ننتقد مشروع المصالحة فإنما ننتقده لأجل البناء وليس لأجل الهدم) متسائلاً : (كيف يمكن لمن يحمل السلاح ان ينتدب نفسه ليتبنى مشروع المصالحة أو ان يكون جزء منها وكيف يمكن ان يقتنع البعض انه في ظل دولة مؤسسات يُسمح للبعض بحمل السلاح بينما يُتهم البعض بحمل السلاح ).

     الحوار (وسيلة مثلى لبناء الدولة) والقناعة حاصلة اليوم اكثر من سابقه بهذا المشروع الذي سيأتي بالخير العميم على البلد شماله وجنوبه ووسطه وكله اصابه الجرح من عدم المصالحة واللا حوار.

    والمصالحة تحتاج الى جرأة في المادة المطروحة وفي الاشخاص الذين يتم التحاور معه دون ان تستثني أحدا أو تضع خطوطا حمراء على أحد طالما ان هناك ثابتا يحكمنا يتمثل ببناء الدولة على اسس واضحة ومنهجية صحيحة وهو ما يوجب إطلاق العنان لمحاورة الجميع بمنطق العقل والحكمة.

    تبقى مثل هذه الملتقيات أسلوباً آخر للضغط على غير المقتنعين بالمصالحة والحوار سيما ان التناغم واﻻنسجام كان مرتبطاً هذه المرة بسلطتين مهمتين رئاسية وتشريعية عسى ان تلقى التجربة آذنا صاغية من قبل الرئاسة التنفيذية وبذلك يتحقق الوئام وﻻ صوت يعلو حينها على الحوار والمصالحة وستحقق هذا ايضا مع كل ابناء البلد.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media