مهزلة السياسة العراقية ..."الشراكة الوطنية في خطر"...لماذا؟؟!! لأن ألطائفي المجرم أحمد العلواني ...حكم عليه بالاعدام ...!!
    الخميس 27 نوفمبر / تشرين الثاني 2014 - 18:39
    أ. د. حسين حامد حسين
    ستبقى الحياة السياسية في الوطن العراقي هكذا والى ماشاء الله ، عبارة عن مسرحية هزلية بلهاء محبوكة من خلال أحداث مأساوية يختلط فيها الواقع مع الخيال في حياة مكتضة بالوجوم والرعب تتقاطع فيها الرؤى والاحداث وعناوين الاشياء ، أبطالها متنافرون بنوع من عدوانية تصل الى مستوى الهمجية، أوجدوا لانفسهم مواطئ قدم تحت رايات اجنبية تتسلط فوق رقاب الجميع ، ويهرع لها "البعض" من هؤلاء مستجيرا كالاطفال حينما يخطف منهم حلواهم!!
    فبعد أن سمحوا للجميع ان يتم تبادل الادوار فيما بينهم كممثلين لنوع من "سياسة" هوجاء متطرفة تتلفع باردية الشيطان ، ليس في فهرستها من معاني تمت للاصول أولحقيقة التمدن بشئ سوى ما أبقت فيهم انفسهم المجدبة من قليل من ضوابط تتنافى مع الكرامة و الاخلاق واحترام النفس ، والى درجة ان المشهد المضجر البليد المنوط بالسياسي"رجل الدولة" هذا، ومن خلال ما أدمن عليه وكتلته من جرائم أخلاقية ضد المجتمع "كمنجزات" وأدوارتتماشى مع طبيعة انانيته المفرطة والمجبولة على بيع وشراء الذمم، وبما يجعل المشاهدين لتلك المسرحية الهزيلة ، يذرفون دموعا غزيرة حزنا وغما لما وصل اليه حال الوطن العراقي من انحطاط سياسي وأخلاقي واجتماعي من خلال ما عملته أيدي هؤلاء ممن يسمون انفسهم "قادة" سياسيين ، خلعوا عن انفسهم جلباب الكرامات، واصبحوا عورات للمأساة العراقية ، في ابتذال عريض وتفاهة مفرطة.  
    هؤلاء، "ألاطفال" الكبار ، منهم من تجاوزالعقد السادس او السابع من العمر، لكنهم يعيشون في مرحلة المراهقة "المتأخرة" ، فهم عملاء ولصوص وفاسدون وغارقون في حب الذات. لا يخجلهم امام شعبنا ، استغلالهم لمواقعهم السياسية والحكومية في تعيين أبنائهم اوأقربائهم أو عشيرتهم في أعلى مواقع الدولة بينما خريجوا الجامعات من العراقيين يذرعون الشوارع بحثا عن عمل. ولا يبالي هؤلاء ان يقدموا شعبنا كقرابين لنذوربقائهم عناوينا للعار، ظانين أنهم سيعيشون الى الابد . ولا يتورعون في الوقوف بوجه العملية السياسية في أي لحظة، عندما يشعرون ان "مناصبهم" في الحكومة أصبحت مهددة . ويسارعون للدفاع فقط عن الفوضوي المارق والمجرم والقاتل ، لانهم يعلمون ان المجرمين والقتلة والمارقين هم أنصارهم ، وهم النسغ لكي يبقوا أحياء. فهم الاكثر خزيا وافتراءا في دعواتهم المشبوهة من اجل "الديمقراطية" والتصالح ، لكنهم لايجيدون سوى الالتفاف عليها وسحقها لو استطاعوا!
    فلماذا كل هذا الهرج والمرج من اجل احمد العلواني القاتل المجرم؟ لماذا هذه الدموع التي تذرف من اجله؟ هل لانه قاتل وطائفي وحاقد حتى على نفسه، وتلقى حكما عادلا لجريمة اقترفتها يداه المدماة بدماء بريئين من قواتنا المسلحة جاؤا من اجل القيام بواجباتهم الامنية فقط ، لكن ، هذا المجرم ، صعب عليه تطبيق القانون بحقه، فتصدى لهم مع اخوته المجرمين وقام بقتلهم . ولكن عندما ، صدر بحقه ما يستحقه من عقاب عادل، شمر "الرعاع" البائسين الباحثين عن "أمجاد" زائفة ، ليعلنوا عن "استنكارهم" ، في بغض لا يقبل الشك للحكومة وشعبنا، كطريق للعبث بقيم مجتمع نطمح ان تسود العدالة والحق فيه ويصر شعبنا ان يجعله من بين أعظم قيمه الحياتية.  
    فهذا ألسيد أياد علاوي يصرح أن قائمته تمهل الحكومة "شهرا واحدا" لتنفيذ الاتفاق السياسي معها ويذكر الحكومة على "اتفاقه" مع "الحكومة"  على وجوب "الغاء 4ارهاب" واعادة النظر بالمساءلة والعدالة والعفو العام عن الدواعش !!!؟؟؟
    وهؤلاء من يسمون انفسهم "بتحالف القوى العراقية وائتلاف الوطنية"  قد أعتبرا، في يوم الاثنين الماضي ، "أن قرار اعدام النائب السابق احمد العلواني جزء من مخطط لئيم ما يزال يجري على الارض، وفيما أبديا استغرابهما من صدور القرار في هذا الوقت" .
    أما ائتلاف متحدون على لسان السيد رئيسه اسامة النجيفي فقد سارع بشكواه الى "مرجعيته" في الولايات المتحدة ، يطالب بالغاء الحكم الصادر بحق المجرم العلواني ويجتمع مع السفير الامريكي في بغداد يحثه على التدخل لصالح العلواني المجرم !! ويصرح أيضا أن "إصدار محكمة الجنايات حكم الاعدام بحق النائب السابق احمد العلواني يأتي في ظرف عصيب حيث لم تتم مراعاة ظروف المعركة مع داعش”، معتبرا ذلك بأنه "إرسال رسالة خاطئة لعشائر الأنبار التي تقاتل داعش وبخاصة عشيرة البوعلوان”.
    وتابع ائتلاف متحدون أن "الحكومة مسؤولة عن معالجة الوضع الحالي، أما موضوع اهماله والخضوع لمروجي الفتنة ممن يحاولون عرقلة برنامج الحكومة فإن ذلك يعني إن (الشراكة الوطنية والتعايش في خطر والمستقبل محكوم بالتوجس)، مشددا على ضرورة "مراجعة شاملة في ظل معايير تحتكم إلى الوطنية والاتفاق السياسي”.
    أي ان الوطنية والاتفاق السياسي بنظر النجيفي هو فقط اطلاق سراح المجرمين القتلة...!!
    كما وقال النائب عن محافظة الأنبار غازي الكعود ، اليوم الثلاثاء،" إن تلويح عشيرة البو علوان بالانسحاب من مقاتلة العصابات الداعشية ، سيؤثر على عزيمة العشائر الأنبارية  وعلى مسكها الأرض في وسط  مدينة الرمادي. موضحا أن " تلويحها عشيرة البوعلون بالانسحاب من قتال داعش ، جاءت على خلفية صدور حكم الإعدام على النائب السابق أحمد العلواني.""
    فيا ترى، يا انتم ، يا هؤلاء السياسيين "ألاشاوس"... لمن ولائاتكم ولمن انتم تنتمون؟ أهي للعراق؟ أم لغيره؟، وهل انتم عراقيون ، ام ان الولايات المتحدة هي مرجعياتكم الرشيدة في العبث بمصير العراق؟ أم أنتم يا من كنتم تدعون "تهميشكم" ، هل أصبحتم جزءا من سياسة الاقليم التي لا تعترف هي الاخرى بالحكومة الاتحادية او الوطن العراقي؟ أجيبونا لكي يفهم شعبنا ما الذي يجري في العراق والى متى ، والى اين المسير؟
    فأنت يا سيد اياد علاوي، عليك ان تفهم ان شعبنا يجدك وغيرك ممن يعتقدون انهم قادرون على التجرأ على تهديد الحكومة ، أويستطيعون امهالها "شهرا واحدا" لتنفيذ الاتفاق السياسي معها و"الغاء 4ارهاب" واعادة النظر بالمساءلة والعدالة والعفو العام عن الارهابيين" ، عليك أن "تصحوا" من كابوسك المؤرق هذا، الذي أضناك واخرجك عن طورك وافقدك حتى اتزانك.  وجعل منك بالامس "ساعيا" بين الدول ، تتظلم وتطلب دعمهم ومعونتهم ضد شعبنا، فما الذي خرجت به كنتيجة لكل ذلك السعي أكثر من زيادة ثراؤكم من نعمهم عليكم؟ وهل استطعت تغيير مسار الاحداث في العراق لصالح أجنداتكم تلك؟ ام استطعت التأثير على ارادة شعبنا؟ .
     فأي "مرؤة" و"أريحية" هذه التي تثير قيمكم واخلاقكم وذمتكم ، يا سيد علاوي حينما تطالب بالغاء المادة 4 ارهاب أو اعادة النظر بالمساءلة والعدالة والعفو العام عن الارهابيين ؟ أي قيم واخلاق سياسية هذه التي تحرك ضميركم يا سيد علاوي حتى تجعلكم مسهدون هكذا من اجل رعاية الارهابيين؟
    أن شعبنا قد عرفكم يا سيد علاوي جيدا كما عرف غيركم . عرفكم تماما من خلال "افتخاركم" بماضيكم "التليد" ، واعترافكم بلسانكم ، انكم كنتم جاسوسا وعميلا لاكثر من اربعة عشر دولة عربية وغير عربية!! فهل أن ماضيكم هذا حري باصالة تمتلكونها لكي تنادون باطلاق تصريحاتكم في تقولات هوجاء أو في فرضكم على الحكومة بهذه الترهات التي تتقولونها؟ اهي عودة لذكريات الاجرام التي كانت عناوين لكم في "نظالكم" البعثي أو التجسسي لهدم قيم المجتمعات والغدر بالاحرار؟  انصفونا يا سيد علاوي ، هل سمع شعبنا منكم أكثر من التهديدات؟  ألم نجدكم قد انزويتم بعد افلاسكم السياسي للحصول على منصب " رئاسة مجلس السياسات الستراتيجية" وصرحتم باعتزالكم السياسة انذاك ، فاين بأسكم هذا الذي من خلاله تعطون "مهلة" لعمل ما ، وتظنون انكم قادرون عليه؟ ألم نجدكم أنكم لا تجيدون سوى النفخ في قرب مثقوبة؟
    ياهؤلاء أنتم جميعا ، أيها السياسيون يا من دوختمونا جميعا بافعالكم واهدافكم ومراميكم اللاوطنية ، يا من جيئ بكم وفرضوكم بالقوة على شعبنا ، احمدوا الله واشكروه كثيرا ليل نهار، واطيعوا شعبنا ، وطأطؤا بهاماتكم من اجل هذا الوطن العراقي الجريح . إذ لولا ان الحكومة أرادت ان تستنفذ جميع الوسائل التي كنتم تتحججون بها وغيركم وبما كنتم تتقولونه عن "تهميشكم" السياسي ، ما كان لكم " حتى في أحلامكم" ان تصبحوا "قادة كبار. ففي العراق ملايين المخلصين والمضحين بارواحهم وعوائلهم من اجل العراق ، ان كنتم توهمتم أنكم "النخبة" . وان أردتم ، الحقيقة النهائية لما يشعر به شعبنا ، نحوكم ، فأنتم وغيركم ، سوف لن تحلموا بأكثر من وظائف حكومية عادية في احدى الدوائر المغمورة؟
    وختاما ، ان على إتلاف القوى ان يدرك ان حمد العلواني مجرم وقاتل ، وانه عومل من قبل القانون معاملة المجرمين ولا أحد فوق القانون. وان إتلاف القوى هذا ان اراد أن يغير نظرة شعبنا نحوه ، وينظراليه باحترام ، عليه أن يبعد عن نفسه شبهة الارهاب من خلال عدم تشجيعه الارهابيين القتلة كالعلواني هذا ، وأن لايدافع عن قتلة ابنائنا في القوات المسلحة ، وعليه ان يسلك سلوكا وطنيا ليبرهن على وطنية لا تزال تحوم حولها الكثير من الشبهات التي لا تضعه سوى في موقع لا يحمد ولا يحسد عليه.
    كما وأن على عشائر ابو علوان مع احترامنا وتقديرنا لمواقفهم الوطنية ، ان يدركوا جيدا ، انهم ان تماهوا مع نهج أحد ابنائهم ، احمد العلوان ، وهو قاتل وصدر بحقه الجزاء العادل ، فعليهم ان يتذكروا اولا وقبل كل شيئ ، ان الابطال من شعبنا العراقي المضحون بارواحهم عن حياض وطننا الغالي ، هم الاغلى على قلوب شعبنا ، وليس قاتلوهم بدم بارد كما فعل احمد العلواني لمجرد انهم حضروا الى بيته لينفذوا أمرا من القضاء. وان العراق هو وطن الجميع ، وان العراق أغلى بكثير من العشيرة او القبيلة أو الانتماءات الضيقة . وان الحكم الصادر ، انما كان على قاتل بالعمد ، سواءا اكان ينتمي لعشيرة او كان مقطوعا من شجرة، فالمجرم يجب ان يلقي جزاؤه.
    وعلى جميع السياسيين السعي لتغيير المشهد الكوميدي الساخرلحياة كهذه، وعليهم العمل معا لتحدي هذا القدر ألاحمق ، ألذي لا يزال يرسم صورا مشوهة عن حياة وكرامة شعبنا ، والذي راح يطفئ شموع أمالنا الواحدة تلو الاخرى ، ويفرض على شعبنا الجلوس  في كهوف ظلامه الموحش .
    حماك الله يا عراقنا السامق..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media