كتلة السماحات الواسعة
    الثلاثاء 16 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 23:56
    مهدي المالكي

    السماحات التي أود الحديث عنها هي ليست "صيغة تبجيلية" تسبق الأسماء فترفع من شانها! أنما هي أحد صيغ "الرقابة النوعية" للمنتجات الصناعية! التي على ضوء تحقيقها- أي السماحات يتم قبول أو رفض ذلك المنتج.  في محاولة "ربما تحشيشية" مني قررت أن أستعير مفردة "السماحات" للبحث في واقع الكثير من السياسيين المُبجلين والفاشلين رقابيا الذين إرتموا عليينا من نافذة الديمقراطية التي هي بدورها عديمة "السماحات" متطفلين على جوعنا وفقرنا وسذاجتنا وضيمنا اللامنتهي.

    موضوع السماحات هذا أثار شجوني لانه أعادني للفترة التي كان فيها  العراق يمتلك صناعات ومعامل وأنتاج ، وإنسانا منتجا، وقاعدة واسعة من الصناعيين والعلماء الأكاديميين بكل الإختصاصات. للأسف لقد حوربت العقلية العراقية الخلاقة، ولُوّثَ الإنسان، وفُككت المصانع ونقلها أصحاب السماحات إلى إيرا ن والأردن. ولم يبق منها إلا الذكريات والحنين لتلك الأيام التي تدربنا فيها أثناء دراستنا الهندسية في مصانع ومواقع عمل حية! وباشرنا بفرح غامر وظائفا هندسية بتخصاصات مختلفة إعتمدت على السماحات!! التي هي "مربط الفرس" في مقالي.

    للدخول في موضوع السماحات لابد أن نعرف أن حلقة الإنتاج في الصناعة تتطلب أن يكون لأي منتج مخططا هندسيا، يرافقه شرحا للخطوات التكنلوجية للإنتاج.وبعد أن يُنفّذ المخطط الهندسي وخطواته التكنلوجية إلى منتج، يجب أن يمر الأخير-المنتج على قسم الرقابة النوعية. في المخطط الهندسي تُحدّد لبعض الأبعاد سماحات لا يجوز تجاوزها! وحينها فقط يبدأ دور قسم الرقابة النوعية في قبول أو رفض المنتج. فلو كان المنتج إسطوانة على سبيل المثال قطرها  ( 10سم) +0.1، - 0.1، فهنا يكون القطر المطلوب مقبولا إذا كان قياسة مابين (10.1- 9.9) وعداه يكون غبر مقبولا. إما عابرا للحدود أو أقل من الحدود المطلوبة.  والغريب أنه عندما يتم رفض مُنتجا ما غالبا مايقول الشخص الفني في قسم الرقابة النوعية لزملاؤه في قسم الإنتاج ممازحا إياهم: "خالي هذا المُنتَج إبطَحُه.... وإشمره بالشط!!" أي  لاينفع!

    وكلما كانت الحدود أو السماحات ضيقة كلما كان القياس دقيقا، وبالتالي يكون المُنتج ثمينا وغاليا لأنه مُصَمَم لتأدية وظيفة دقيقة. لذلك فان الأسطوانات المستخدمة في تطبيقات الهيدروليك تصل سماحاتها إلى بضع اجزاء من الألف من المليمتر الواحد. أما إذا كانت السماحات واسعة فأن المنتج سيكون غير دقيقا ومصمم لوظائف رخيصة.

    ومن الخبرة نجد ان المهندس يمكن أن ينظر لإداء الإسطوانة أو وظيفتها فيحدد فيما إذا كانت سماحاتها ضيقة أم واسعة!! وإعتمادا على مبدأ الخبرة يمكننا كمواطنين أن نستخدم فسحة الديمقراطية كي نقيّم واقع السياسيين الذين إحتالوا علينا وسرقوا أصواتنا وبدّدوا ثرواتنا، لتفريقنا بُغية تقسيم بلدنا لخدمة أسيادهم.

     فلو إعتبرنا أن سياسيينا التحفة هؤلاء الذين هم من مُنتجات المرحلة الديمقراطية! وهم بدورهم على هيئة منتجات إسطوانية!!!! فلو أردنا أن نقدر قيمتهم، لابد أن ننهج نفس الشيء وننظر إلى أداءهم تجاه المساكين والمُعثّرين العراقيين الذين إنتخبوهم؟ لنعرف فيما إذا كانت سماحاتهم مقبولة أم لا؟ ولنرى مّن منهم يجب أن يُبطَح ويُشمَر بالشط؟  ومَن منهم هو بالأساس دخل العملية السياسية منبطحا للأكراد أو إيران أو أمريكا أو عربان الخليج؟غير أننا يجب أن لانخلط بين كونهم ناسا مرفوضين بعرف الرقابة النوعية الذي يمثل العرف الأخلاقي؟  وبين "مقبوليتهم" ؟؟ فهم بلاشك  أولي مقبولية عالية بين الأوساط السياسية الخيانية الأخرى التي تشترك معهم في السعي لتدمير العراق وبالتالي تقسيمه سواءا من بقية أطياف الأسلام السياسي الشيعي والسني، أو الكتل الكردية أو الكتل البعثية العلنية المتسترة بالتسنن والتي تلهج بالشكوى من التهميش؟

    وهنا لابد أيضا من الإشارة إلى المؤشرات التي تُحدد سماحات الإداء لهؤلاء "المصايب"! والتي هي بدورها معروفة وبسيطة لاتتجاوز: " إحترام الهوية العراقية، إحترام التاريخ العراقي، التفاني من أجل وحدة العراق، التفاني من أجل صيانة الثروة القومية للبلاد، العمل الجاد لصهر الأنتماءات الدينية والمذهبية والقومية في الإنتماء للعراق، محاربة الفقر، توفير فرص العمل الشريف، والضمان الصحي والإجتماعي للعراقيين. والقضاء على الجهل والأمية، ونشر ثقافة المحبة والتآخي، وثقافة النظافة العامة"

    عمار الحكيم: سياسي إسلامي مراهق-منافق، يجيد الخبث، يكره العراقيين قبل العراق، يحتقرالشيعة وعشائر الجنوب، مهووس بالسلطة والثروة، ولا يتورع من أجلهما في التعامل مع الأمريكان، مع الصهاينة، مع الأكراد. صاحب فكرة الحلف "الكردي- الشيعي" لتدمير العراق وعدم قيام دولة فيه ترعى مصالح الفقراء. لا قيمة له إذا سُحبَ منه أسم العائلة المتوغلة هي الأخرى بالتعامل مع أعداء الشعب العراقي من البعثيين والأكراد. عمار شاطر.. شاطر في محاولاته لسرقة أنظار الناس البسطاء بالتطفل على المواقف الرجولية والشجاعة للآخرين! على سبيل المثال الظهور أمام الكاميرات وبيده الناعمة جدا يحمل "شكفة طابوق" وسط لواء من الحماية؟ أو يهب 4 مليارات للرمادي أيام الإعتصامات المشبوهة ويرفع شعار "أنبارنا" ؟ أو يرتدي الزي العسكري على العمامة ومحاط بفرقة حماية، ليسرق رجولة وصمود اولاد الأرض وحُماتها. وبالمناسبة أحد النساء الجنوبيات عندما  شاهدت عمار الحكيم يرتدي البزة العسكرية في التلفزيون قالت بعفوية مستهزءة: "والله مدري ليش يتراوالي هذا السيد بالبدلة العسكرية.. جنّة لابس تنورة نسائية!!.."
     
    أحمد الجلبي رجل "السي آي أي" صاحب مشروع شرذمة القوى الشيعية، عراب فكرة البيت الشيعي التي سيطر بها وبهباتة الدولارية على ساحات الوسط والجنوب واستغل السذج بلباقته في تناول لغة الأرقام في مقابلاته الإعلامية. سماحات هذا الرجل/ الإسطوانة واسعة بشكل غير طبيعي تتجاوز سماحات إنبوب المجاري. ولو ركزنا على أحاديثه لا نستخلص منها غير الكذب والخديعة وقلة الذوق، فهو سياسي رخيص ذا نفس طويل جدا لتحقيق هدفه السامي وهو "رفع علم إسرائيل في بغداد".

     همام حمودي: هو الدكتور الذي لايعرف أحدا بمجال دكترته؟ متشرّب بفكرة ولاية الفقيه وعرابها، طهراني الهوى، ولم يفكر يوما بالعراق، هو ايضا عراب لفكرة تجسيد كتلته للمرجعية. سماحاته متفاوتة بفعل صمته.

    جبر صولاغ: هيلك سياسي، يكره العراقيين والعراق، ماكر للعظم، كذاب، مصاب بداء العظمة، مافيوي  الخلق- أي لاصاحب ولارحم له. وحسب ما تناقلته الأخبار مؤخرا فهو عراب لعصابات قتل وسرقات وإبتزاز  وترويض الخصوم السياسية من طائفته فقط!  فهو المتحدي الدائم للسلطات الأمنية في ضبط الأمن في بغداد لأنه يعرف ويشرف على ماكان أولاد أخيه  وطاقم رجالاته  في السيطرات يقومون به من خطف وإبتزاز للناس؟؟  وهو الساعي لكل ما من شانه أن يشتت الجهود لبناء الدولة العراقية.  سماحاته واسعة جدا.

    عادل عبد المهدي: منافق إسلامي، إنتهازي مخضرم،  جرب كل ألأحزاب إبتدأ بالشيوعية ثم البعث، ثم تأسلَمَ! يعشق العمل للمخابرات الأجنبية. وقح في تمشية أجنداته المشبوهة! يتنافس مع الجلبي وأياد علاوي في رفع العلم الإسرائيلي في بغداد. سماحاته مفتوحة.

    حميد معلة: معمم ثعلبي المنهج، منسق التواصل الأبدي بين كتلته والبعث. سماحاته واسعة

    محمد فيحاء: منافق سياسي مجهول التمويل، ميكافيلي المبدأ متهالك على فكرة إقليم البصرة كوسيلة شرعية لتقسيم العراق. بدا بسماحات مقبولة في محاربة الطائفية لكنه تخلى عن سماحاته تلك بأخرى مفتوحة بعد أن إلتحق بفرقة السيرك البرلماني.

    بليغ أبو كلل: سياسي رخيص بمعدنه، مفتوح بسماحاته. متقاتل على مصالح الأكراد، وإسرائيل ليضمن لكتلته "حسب إدعاؤه للشيعة" حكم العراق، وكأنه وكتلته لا يعرفان أن صناديق الإقتراع هي التي ينبغي ان تقرر؟؟ مجرد أن تسمع تصريحاته المتقاتلة على مصالح الأكراد، تجتاحك نوبة غثيان تجبرك أن تفرغ مافي بطنك؟ ولو ركزت أكثر في ملامحه تجد أنك أمام أحد المأبونين من غلمان السلاطين؟ فيبتعد عنك العجب وتشعر بما تسمع وكانه شيئا طبيعيا؟

    أخيرا لا يهمني شيئا غير العراق، ولا أحترم أغلب الاسماء التي تتقافز على مسامعنا كل يوم في الأخبار! فكل الدلائل تشير إلى أن بلدنا العراق العظيم أضحى مثل "جاموسة تحت رعاية بدو" لا أحد من كل السييركات- او التنظيمات السياسية القائمة اليوم يحترم العراق! ولا دماء ابناؤه! ولا شرف نساؤه، ولا حرمة تاريخه. لذلك أرى نفسي مثل بقية الملايين من العراقيين المُحبَطين من جراء كذبة الديمقراطية ليس عندي إلا أن أردد ماقاله شاعرا سومريا مجمورا من محافظة السماوة:
    " طـُــز بأحزابكم من الألف للياء
    لأنكم كومة زبالة.. وكلكم حثالة"


    مهدي المالكي
    2014-12-17

    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media