هوس إعلامي
    الخميس 18 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 18:49
    سهام أحمد
    لا ندري ما سر هذا الغرام بين أعضاء ونواب كتلة الأحرار وقناة البغدادية فَهْم ضيوف دائمين فيها من مهاها الى اعرجيها الى شهلاويها! بالاضافة الى هؤلاء هناك ضيوف اخرين، وان كان بحضور اقل  من أعضاء الكتل والأحزاب، لعل العامل الوحيد الذي يجمع بينهم جميعا هو هذا الهوس في الظهور الإعلامي بمناسبة او من غير مناسبة.  ربما يمكن إرجاع السبب في ذلك الى سنوات القمع والقهر وحبس الحريات الذي عانى منه الشعب العراقي إبان النظام السابق، او من الممكن ان نرجع ذلك الى الإنفتاح الإعلامي بعد عام ٢٠٠٣ بشكل لم يسبق له مثيل حتى في الدول الديمقراطية التي من المؤكد ان فيها كثير من الضوابط المهنية والإعلامية التي لا يمكن تجاوزها.

    هل سئل ضيوف البغدادية من كتلة الأحرار كيف يمكنهم الادعاء انهم ضد البعث المقبور وصدام الهدام ( وغيرها من المصطلحات التي تلوك بها السنتهم ليل نهار) وهم في نفس الوقت ضيوف دائمين محملين بالوثائق لكشف الفساد والمفسدين الذين هم أنفسهم جزء منه  (خذوهم بالصوت ليغلبوكم). انهم يفعلون ذلك  بدون اي كرامة ليحاكموا أنفسهم قبل غيرهم من قبل الحمداني ومقدمة برنامج ساعة ونصف الغنية عن التعريف. هذا جزء من عملية الاذلال الممنهجة من قبل هذه القناة للصدريين قبل غيرهم استمرارا لنهج النظام السابق في اذلال العراقيين مستغلة هذا الهوس في الظهور الإعلامي لدى نوابنا ومسؤولينا المحترمين اسوء استغلال، فمتى يشعر هؤلاء يا ترى بما هم في،  ويصحوا على زمانهم؟ ام انهم ببساطة  أدمنوا على ركلات وكفخات البعثية؟

    من جانب اخر، تعتبر قناة العراقية القناة الرسمية للدولة، وهي تحاول ان تكون على قدر من الدقة والشفافية في نقل الخبر. هذه الشفافية شيء جميل ولكن ان يصل الأمر بالشفافية تلك الى ان تصبح مصدرغني لتسريب معلومات عسكرية وأمنية للدواعش والإرهابيين وعلى الملأ وخاصة في برنامجها العراقية والحدث. هذا الأمر يحتاج الى وقفة جادة من قبل هذه القناة لتدارك الأمر لأنه يخص أمن البلد وسلامة مقاتلينا من الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة من الجيش والشرطة. احد اسباب التعاطي مع المواضيع الامنية بهذه الطريقة يرجع الى الهوس الإعلامي الذي يصيب المقدم او الضيف وخاصة اذا كان الضيف مسؤول أمني اومحلل عسكري  من الذين يسترسلون بإعطاء معلومات هكذا مجانا دون التنبه لما يصح ان يصرح به. على هؤلاء التنبه الى ان المعلومات الأمنية والعسكرية يجب ان تبقى قيد السرية التامة وهذا طبعا ما يعرفه الرجل العادي في الشارع فما بالكم أنتم تتقيؤون كل معلوماتكم على الملأ ولكم الله يا غافلين والله يسلم اهلنا وناسنا.

    سهام احمد
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media