ما موقفكم اليوم يا دكتور العبادي من مؤتمر أربيل هذا؟؟!! أم أن خيانة رئيس الاقليم في دعمه لداعش.. لاتهمكم أيضا...!!؟؟
    الخميس 18 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 19:12
    أ. د. حسين حامد حسين
    لا ندري بالضبط ماوراء اهداف تلك التنازلات المهينة في الاتفاقية النفطية التي تبنتها حكومة الدكتور العبادي للاقليم ، اكانت دوافع لرد "الحقوق المغتصبة" للاكراد ؟؟ لكن، الواقع يثبت ان الاكراد ومنذ 2003 ، كانوا دائما هم المغتصبون لحقوق شعبنا؟ أم أنها كانت اعتقادا ان السيد مسعود برزاني سوف "ينقلب" بعدها على واقع احتقاره للحكومة الاتحادية فيجعل من نفسه "جنديا" ناذرا نفسه من اجل خدمة قضايا العراق المصيرية  التي يمر بها الان؟ أم يا ترى ، ان الدكتور العبادي قد أعتقد مع نفسه ، انما ما يقوم به من عمل "الخير" ، هو لوجه الله تعالى ، وانه رجل "ألاصلاح " الوطني ، والذي جاء به البارئ تعالى من اجل عمل الخير؟! ولكن ، هناك مشكلة كبيرة في هذا الفهم السفسطائي ، هو ان من يفترض نفسه مقترنا بعمل الخير لوجه الله تعالى ، يجب عدم تجاوزه على حقوق الاخرين من الشعب أوعلى شرعية الدستور، لانه في هذه الحالة سيجعل من نفسه حاكما باغيا وغير عادل بنظرالله تعالى والشعب؟؟؟ ثم ان هناك شيئا أخر. .. هو أن دكتورنا العبادي هذا والملتزم بالحق و"حقوق" الاخرين، كما قد يظن نفسه ، بقي في سكوت مهين فاضح ولم "يجرأ" على النبس ببنت شفة الى الان ، للرد على تحديات رئيس ألاقليم وممارسات سياسته الخيانية اللاأخلاقية والابتزازية في صلف قل نظيره بين أكثر سياسيي العالم شرورا .
    "فالتكريم" الذي قام السيد حيدر العبادي و"جوقته الحكومية"كالسيد عادل عبد المهدي ومجلسه الاسلامي وغيرهم ، والتنازل عن كرامة شعبنا من اجل "حقوق" الاقليم "المغتصبة" من قبل الحكومة الاتحادية "الباغية" ، أن كان رد الاقليم على ذلك التكريم اليوم ، وبعد أقل من شهر ، هذا المؤتمر المشبوه والداعم لارهاب داعش والمقام اليوم في أربيل، والذي هو باعتقادنا "احتفالية" كبرى من اجل الاحتفاء والتضامن مع "شجاعة" حيدر العبادي في تجاوزه على الشرعية الدستورية ، ثم عودته "بخفي حنين"... فمن جانب ، لم تنفع حكومة العبادي مباديئ "اصلاحها" في شيئ، ولم "تبقى" مليارات الدولارات في الخزينة الخاوية في هذه الظروف الموجعة لشعبنا من جانب أخر... ، بل كان "رد الجميل" تتويج "لاوطني" للاتفاقية النفطية ، تحدى الاقليم فيها "كياسة" حكومة العبادي بعد التواطئ المهين على شعبنا وحقوقه ...فاين كرامة هذه الحكومة ؟ ... واين المليارات الضائعة واين ثقة شعبنا بكم يا دكتور العبادي...؟؟؟
    (وعاجز الرأي مضياع لفرصته ....حتى اذا فات أمرا عاتب القدرا)...
    لقد كان رد مسعود برزاني على هذا التعامل من قبل الحكومة الاتحادية ، صلفا وتماديا علنيا في دعم داعش والمنتمين لهذه المنظمة الارهابية من عراقيين مجرمين كطارق الهاشمي ورافع العيساوي وعددا من نواب المحافظات "البيضاء" من أنصار المقبور وغيرهم من لصوص الحكومة السابقة ، ممن يؤويهم الاقليم ، وكان تحديا وانفلاتا لااخلاقي مقصود من اجل اذلال هذه الحكومة "المسكينة " ، لكي تدرك ، أن الاقليم لا ولم ولن يعترف بها ولا بأي حكومة اتحادية ولومنحته كنوز قارون؟ فلقد أفقد غرور مسعود برزاني توازنه الى درجة ، اعتقاده انه طالما كانت للولايات المتحدة اهداف بعيدة في تقسيم العراق واعادة ترتيب مناطق الشرق الاوسط ، فأن البرزاني ، باق على عنجهيته واستهتاره مستقويا بها. والسبب هو ان الدولة الكردية التي يطمح السيد مسعود في قيامها ، سوف لن تواجه وقوف بلدان تركيا وايران والعراق وسوريا بوجهها .  كما وان اضعاف العراق ، وبعثرته من الان ، هو عمل يصب في مصلحة الولايات المتحدة والاكراد معا ، فكيف ولم يبالي مسعود برزاني بحكومة العبادي أو غير العبادي؟؟؟!! فضلا، من أن مواقف الدكتور العبادي الانبطاحية المشينة ازاء الاقليم ، لا تعني لرئيس الاقليم سوى "قبولا بالامر الواقع" فقط ، وخصوصا أن مسعود يعتمد بشكل اساسي على تواجد بطانة في الحكومة أمثال عادل عبد المهدي والائتلاف الوطني واسامة النجيفي ، ورئيس الجمهورية وهوشيار زيباري ، من يقومون بتنفيذ بما يلزم لدعم مسعود في كل مواقفه . وان السيد مسعود هذا و"برفقة" هؤلاء "الوطنيين" ، ماض في مسيرته "المظفرة" في تحدي الحكومة والشعب وابتزازها سواءا ، أرضيت هذه الحكومات بذلك ام لم ترضى!!!  
    أما اذا كان هدف الدكتور العبادي من تنازلاته للاقليم ، يفصح ربما عن اعتقاده في تكريس ما تقتضيه مبادئ "الديمقراطية" ، فعليه ان يدرك ، ان سلوكا استسلاميا كهذا ليس من بين مباديئ "الديمقراطية" في شيئ، بل أنه ليس سوى خنوعا وخضوعا وهوانا وذلة امام شعبنا وأمام العالم؟ وأن الحكومة في سلوكها المؤلم هذا ، فانها تضع شعبنا في زاوية حرجة وتزيد في ارباكه وتشوشه ولا تزده سوى نكوصا وتفتيتا لعزته وكرامته وثقته بنفسه. ذلك ، لأن العراقي يعيش اليوم بطولات قل نظيرها ، لكنه لا يلبث ان يرتطم أيضا ، بقيادات عليا "مستسلمة " لا تصلح له كمثال في مده بالعزم والصلابة المطلوبة في مواجهة المحن ، بل تشوش عليه  تفكيره . فمن جهة ، فان العراقي يرى الانتصارات الكبرى في دحر داعش التي يسطرها بنفسه في القوات المسلحة والحشد الشعبي ، لكنه ومن جهة اخرى ، يرى أيضا، ذل حكومته وخنوعها وهزيمتها السياسة من خلال ابتزازالاكراد لها، فيعيش في تناقض نفسي ، فلا يدري بمن يؤمن ، فكيف نأمل استمرارمسيرة تتسم بالامال!!!؟؟؟ . ثم متى ستتعظ حكومتنا "الرشيدة" وتصحوا وتثور لكرامتها من هذه الانتهاكات للسيادة الوطنية من قبل السيد مسعود برزاني هذا؟؟؟!!!.
    ما يفعله رئيس الاقليم اليوم في مؤتمره الداعم لارهاب داعش والمجرمين العراقيين ، هو فتح جبهة اخرى لمحاربة شعبنا وارباك وشل الحكومة الاتحادية ، وهو ماض في هذه المحاولات منذ 2003، فكان ما فعله مع حكومة السيد المالكي بدعمه للخونة من ارهابي البرلمان ، ما جعل شعبنا يضع سدا بينه وبين الاقليم ، فشعبنا كان مستقويا بمواقف رئيس الحكومة السابقة السيد نوري المالكي ، والتي كانت جديرة بالاحترام ، حيث لم يتورع او يبالي في لجم الاقليم ووقفه عند حده بقدر ما كنت تلك الظروف تسمح للخيرين بعمل شيئ من اجل كرامة العراقيين. لكن مسعود برزاني اليوم ، يجد في حكومة العبادي ، ما يجعله يتحرك "بحرية" قصوى ، فاستطاع ارغام الحكومة على منحه المليارات من حقوق شعبنا ، فضلا على السماح له في بيع نفطه خلافا ما ورد في مباديئ الدستور الذي يعطي حق التصرف بالثروة النفطية من قبل الحكومة الاتحادية وحدها. فعلى الرغم من كل المواقف العدوانية التي مارسها مسعود برزاني ضد شعبنا ، يستغل اليوم فرصة تواجد داعش وضعف الاقتصاد العراقي، للاحتفاء بالارهابيين العراقيين ممن تمت ادانتهم قضائيا بتهم الارهاب ، وإيوائهم ودعمهم في الاقليم ، من خلال اقامة مؤتمر لدعم الارهاب ، فكيف لا، والادارة الامريكية تمنحه نصرا بعد اخر، وقد اخرجت حزبه وحزب السيد الطالباني من قائمة الارهاب العالمي.. !!!؟؟؟.
    فمن خلال ما نقلته "المسلة" في (شروع حكومة إقليم كردستان في استعداداتها لاحتضان مؤتمر حمل اسم "محاربة الإرهاب وتطرف الميليشيات" في أربيل، الخميس المقبل (18 كانون الأول 2014)، بحضور نواب وحكومات محلية لـ 6 محافظات مضطربة أمنيا، فضلاً عن حضور سفراء واشنطن ولندن والاتحاد الاوربي )... فهل في هذا السلوك اللاأخلاقي من قبل رئيس الاقليم ، ما من شأنه ان يعيد لكم وعيكم ويستصرخ فيكم الحمية الوطنية من اجل شعبنا ...يا حيدر العبادي؟؟...أليس هؤلاء النواب وغيرهم ، هم أنفسهم من تمرغوا في الامس بمجدهم العفن حتى فاحت روائح نتانة خيانتهم ، وهم اليوم يحاولون اعادة نفس ذاك "المجد المطعون"؟؟!!
    فهل من موقف أكثر عدوانية وتحديا ضد شعبنا من هذا الذي تمارسه اليوم قيادة الاقليم؟ وهل من شيئ أكبر يمكن أن يغير فيكم يا رئيس الحكومة ، هذا السكوت السلبي ازاء تحركات الاقليم المشبوهة لاضعاف العراق والتأمر عليه في الاعتراف العلني بدعم داعش والارهابيين ، بينما لا تقومون بشيئ لحماية الوطن العراقي من ذلك؟ أليست هذه هي ستراتيجية السيد مسعود برزاني التي سار عليها منذ 2003 ، وما مواقفه المهينة لشعبنا ولامبالاته بكل القيم السياسية والاخلاقية ، إلا هي السياسة الوحيدة التي مارسها ولم تتغير ضد حقوق شعبنا ، في حين ان قيادة الاقليم  تزداد ثراءا لنفسها وعشيرتها ، ولم تزد الشعب الكردي سوى ظلما وجورا وفاقة.
    قد نستطيع ان نفترض ، ونتظاهر أن السيد رئيس الحكومة ، قد قام بتنازلاته تلك ضد حقوق شعبنا في اتفاقية نفطية اعتبرها شعبنا عارا عليه من خلال تجاوزه على الشرعية ، ووضع الدستور على الرف، هو" خطأ سياسي" لحكومة العبادي، وعليه ، فاننا نعتقد ، أن مؤتمر اربيل المشبوه هذا والمنعقد اليوم من اجل دعم داعش وبعض الارهابيين العراقيين ممن صدرت بحقهم احكام قضائية ، يمكن ان يكون مبررا "لموقف" جديدا ومختلف بالنسبة للدكتور العبادي من اجل الانقلاب على واقعه الذي أضر بشعبنا ، فيبرهن من خلال "تصريح" له ، نأمل ان يقوم به الان، (للتعبير عن ادانته وشجبه لقيادة الاقليم والغاء تلك الاتفاقية النفطية سيئة الصيت ، ويعود معتذرا لشعبه جراء الموقف العدواني للاقليم ضد شعبنا والحكومة الاتحادية ، بعد ان اثبتت قيادة عدم امتلاكها قيما وطنية ولا انسانية عليا ، وانها لا تزال تعيش بانانية وضيعة وهي غيرجديرة بالاحترام بعد اليوم ).
    فان فعل الدكتور العبادي شيئا كهذا ، وأثبت لشعبنا شجاعته ، فانها فرصته اليوم لاعادة ثقة شعبنا به ونسيان شعبنا لما حصل من خطأ ، وبعكسه، فلا يلومن العبادي سوى نفسه. إ ذ ليس امام حكومة العبادي ، من فرصة أفضل من هذه ، لتكون ردة فعل وطنية من اجل ارضاء شعبنا ، واظهار "مسؤوليته" من اجل اعادة حقوق شعبنا ، وتصديه للوقوف بوجه استخفافت مسعود برزاني بشعبنا وبالحكومة والسيادة العراقية ، بدلا من نثر "أطواق الياسمين" على رجل لا يؤمن ولا يعترف حتى بوجود العراقيين العرب ، ويفرض اهدافه القومية وهيمنته على الحكام الضعفاء.
    حماك الله يا عراقنا السامق..
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media