عندما تمنح المرجعية السياسيين اوراقا للتفاوض
    الخميس 18 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 19:39
    سامي جواد كاظم
    ان الدور الذي لعبته المرجعية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة السيد السيستاني كان له الاثر القوي والفاعل في تجاوز كثير من الازمات التي عصفت بالبلاد وكان دورها في اغلب الاحيان ارشادي للحاكم والمحكوم وكان هم المرجعية هو الحفاظ على العراقيين والعراق بلد موحد بعيدا عن شبح التقسيم .
    هنالك ازمات سياسية جوهرية تعرض لها ساسة العراق وفي نفس الوقت ظهرت جماعات مسلحة تحت ذريعة المقاومة وكان لابد للحكومة والقوات الامريكية التعامل بحزم مع هذه المجموعات والكل يذكر ازمتي النجف والفلوجة ، وحتى ينقذ الموقف السيد السيستاني سلم الحكومة العراقية في حينها برئاسة الدكتور اياد علاوي ورقة سياسية مهمة تتضمن مطلبين ـ وهي النقطة الخامسة من بيان المرجعية لحل ازمة النجف ـ ، ليلوح بها بوجه البيت الابيض حتى يتمكن من حل جزء من الازمة وسحب البساط من تحت هذه المجموعات التي تدعي المقاومة وفي نفس الوقت تحجيم بالقدر المسموح به الدور الامريكي الخبيث في العراق ، فقد اصر سماحته على اجراء الانتخابات طبقا لما كانت تدعيه امريكا بانها ستنسحب حالما ينتخب الشعب العراقي حكومته ، وقد عملت حكومة اياد علاوي ومن معه على اجراء الانتخابات في وقتها وبالفعل قد تم ذلك وانتهت الانتخابات بنجاح باهر قال لبريمر مع السلامة، نجحت حكومة علاوي بتنفيذ المطلب الثاني ولكن الاول بقي من غير تنفيذ .
    المطلب الاول للمرجعية قبل الانتخابات كان التعداد السكاني ، حكومة المالكي لم تنجح في تنفيذ هذا المطلب وايا كان السبب فان التعداد السكاني لو تمكنت الحكومة من انجازه لكان فيه البلسم الذي يعالج كثير من جراح العراق .
    ورقة اخرى منحتها المرجعية للحكومة العراقية في انقاذ العراق الا وهي بيان الجهاد الكفائي ، هذا البيان وما نجم عنه من مؤشرات ايجابية وانتصارات ميدانية قلبت موازين ما خطط له في الخفاء، اصبحت ورقة تفاوضية مهمة جدا بيد حكومة العبادي اليوم في التزاماتها بخصوص الحرس الوطني والبيشمركة ، ولهذا نجد ان البعض من السنة والاكراد هم من نعتوا الحشد الشعبي بالمليشيات الشيعية الاجرامية .
    الحكومة العراقية الان بيدها ورقة تفاوضية قوية وعليها ان لا تسمح لاحد ان يتهجم على الحشد الشعبي ومن يتهجم فهذا يعني اوراقه هو احق بما يصف به الحشد الشعبي ، ولو ان هنالك نفر من الحشد الشعبي تصرف تصرفا خاطئا فهذا لا يمثل الحشد الشعبي ولو كان كذلك فالبيشمركة وبعض القوى السنية تصرفت تصرفات ازهقت ارواح وبالرغم من ذلك كان للمرجعية دورها البارز بعدم تعميم هذه التصرفات واستطاعت من كبح جماح غضب القوى الشيعية في الرد بالمثل .
    لماذا محافظ صلاح الدين ومجلس محافظة صلاح الدين يقف الموقف المشرف اتجاه الحشد الشعبي ؟ لماذا يدافع عن الحشد الشعبي بهذه الروحية الوطنية الشريفة الخالية من الطائفية ؟ الم ير لهم فعل على الارض لمحاربة داعش ؟ فالحشد الشعبي قبالة الحرس الوطني والبيشمركة.
    واما مسالة موافقة سماحته على زيارة المسؤولين له لا يعني انه راض عنهم بل انه يمنحهم فرصة للعمل السليم مثلما منحها لحكومة المالكي وعند احدى زيارة المالكي للمرجعية نهض السيد الى باب الدار ليودعه بعد انتهاء الزيارة ، ومنحه كل الثقة والنصائح ، واخيرا عندما راى عدم الالتزام بنصائحه اثر السيد بعدم مقابلتهم مستقبلا ، والامر ذاته مع حكومة العبادي فعليها الالتفات الى ما ينصحهم السيد لاجل العراقيين ولاجل العراق ولاجلهم حتى يضمنوا الفوز في الانتخابات المقبلة .
    واخيرا اقول للحكومة بخصوص المؤتمر الذي ترعاه اربيل يا سيادة رئيس الجمهورية ، نائبك النجيفي حضر المؤتمر ، هل حضوره بامرك ام شخصي ؟ واي الخيارين تقول؟  فهذا يعني انك لا سلطة لك عليه او انك ترضى على هذا المؤتمر ، وانت يا سيادة رئيس الوزراء نائبك المطلك حضر المؤتمر وهذا يعني اما انه يمثلك او خارج امرك ، واي الخيارين تختار فاحلاهما مر.
    ويبقى موقف محافظ صلاح الدين ومجلسه الموقف المشرف ازاء هذا المؤتمر برفضه الحضور لانه يعلم ما ينطوي عليه من قرارات قد تمس الحشد الشعبي.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media