الأرواح العلوية السماوية والأرواح الأرضية الحيوانية.
    الجمعة 19 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 15:20
    بنيحيى علي عزاوي
    ناقد مسرحي مغربي الدراماتورج
    الأرواح لها توائمها كما أن للوجوه تشابهها في حين هناك تنافر عند بعض توائم الأرواح ثم اختلاف في سجايا التشبيه على مستوى شكل الجسد وخاصة في الوجه،وأخيرا هناك ائتلاف طيب طاهر.. ..إلا أن الكثير من الأمزجة الفكرية تجدها عند بعض خلائق الرحمن تتشابه بغض النظر على ما ذكر سالفا وذلك على قياس بعض الصفات: كالبخل والأنانية والحقد والطغيان والوهم في التبجيل ومجموعة أخرى تدخل في الأفعال الشرورية أو العكس تجده عند بعض البشرية في هذا العالم الجميل والغريب غربة الغرباء، تجد فيه أرواحا كأنها اللؤلؤ المكنون في الخُلق والأخلاق العليا الرفيعة ،مخلوقة من ماء دافق جميل أصله من شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية ولا شمالية ولا جنوبية يكاد "سائلها المنوي" للزوجين يضيء بنور فواح رائحته كعين سلسبيل عدن ،معبق بالمسك والعنبر وأريج عطر الأزهار والورود المكممة بالريحان ولا تستطيع تلويثه فيروسات الشيطان الرجيم إلا بقدرة العلي القدير، لأن الله سبحانه هو:نور على نور يهدي العزيز الرحمن نوره على من يشاء من عباده الصالحين الطيبين ،مَثلُ هذا النور كمثَل عين الكوثر العظيم،  ثم يضل الله من يشاء من مخلوقاته لكي يستبصر في آيات إبداعه أولي الأبصار والألباب،سبحانه وتعالى خلق هذا البشر المتعدد الألوان والمختلف الأفكار والمتنوع المشاعر والأمزجة والعقائد المتضاربة مضامينها ونحلها ومللها في كل جزء من هذا العالم الغريب في تركيبته بقسطاس وميزان وتوازن بحسبان ،وفي المقابل خلق الله سبحانه ثلة من البشر محملة بجينات العباقرة ساميات الخير وما أدراك من سموها في الكرم واليُمن وطيبة القلب والعقل العظيم، وفي أفعالهم الإرادية اللا إرادية  تنجلي للعيان سلوكياتهم  الرائعة الرفعة ولا تقدر بمثن ولو كان قياس الوزن بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدولار.. هذا النوع من المخلوقات البشرية قليل العدد وسط هذه المليارات البشرية المتواجدة فوق هذا الكوكب الأزرق الجميل الذي يُدمَر ويُخرَب بأيادي جهنمية، لهم خبث خبيث في عقولهم وقلوبهم كإخوان الشياطين المذكورين في الأناجيل وفي أساطير الأولين..لكن الخير العظيم عندما يؤذن له من لدن الرحمن الرحيم والمسجل في كتاب معلوم ومرقوم، ينتفض بركانه العظيم كالصَاخة الكبرى، فيحدث تغييرا في العالم لصالح المساكين والفقراء وأبناء السبيل والمستضعفين من الرجال والنساء والعبيد المضطهدين الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها ...ومن المؤكد سنرى عما قريبا فلسفة نقيض الرأسمالية والعولمة أخت إبليس الرجيم ..أجل، سيعم الخير لصالح البشرية أجماعيين... ..وستصبح متاريس الخير نقيضا للرأسمالية المتوحشة واقتصاديات العولمة التي خوصصت الخوصصة المفتولة برجس أبالسة بشرية الذين خُلقوا من ماء شجر السنط  وثمارهم من شجر الزقوم ...وبالرغم من هذا الظلم الظلوم للبشرية من طرف مجلس الأمن وتابعته الأمم المتشتتة،ومع ذلك لنكن متفائلين على أن الحتمية التاريخية ستفرض التوازن الاقتصادي بكل تأكيد ،في كل جزء من هذا العالم العجيب التي تتحكم فيه الدكتاتوريات بالحديد والنار،...وقريبا سيعم الخير الآمن والأمان والسلم والسلام في عالمنا المنكوب المسمى الكوكب الأزرق الرخيم.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media