بايدن للبارزاني: أنتم أمل العالم الحر
    الجمعة 19 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 18:45
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    طالعتنا يوم أمس وكالات الانباء بخبر الاتصال الهاتفي بين نائب الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني  واليكم صيغة الخبر كما سوقتها رئاسة الاقليم  للقنوات والصحف المحلية والعالمية ،

    Thu Dec 18 2014 12  
    بايدن للبارزاني: انتم امل العالم الحر
    السومرية نيوز / أربيل - اعتبر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، الخميس، أن اقليم كردستان يمثل "امل العالم الحر"، مؤكدا ان التحالف الدولي الذي تقوده بلاده سيواصل دعم الاقليم، ..
    وقالت رئاسة الاقليم  أن "بايدن جدد دعم واشنطن لإقليم كردستان في مواجهة الأرهاب"، لافتة الى انه "ابدى اعجابه بدور قوات البيشمركة وشجاعتها وتمكنها من تحقيق إنتصارات ملحوظة".
    من جانبه اعرب البارزاني عن "شكره للرئيس الأمريكي أوباما ونائبه بايدن والشعب الأمريكي والتحالف الدولي لدعمهم لشعب كردستان"، مؤكدا أن "هذا الدعم منح قوة إضافية للشعب الكردستاني خصوصا أن مشاركة طائرات التحالف كانت لها تأثير كبير". (انتهى الخبر)

    ما استوقفني في هذا الخبر هو لغة التضخيم ، تضخيم الذات الكردية ... نائب رئيس اكبر دولة بالعالم يخاطب السيد مسعود البارازاني ..  الاقليم يمثل أمل العالم الحر !!!!!!

    النظام  القبلي العائلي القومي العنصري الذي يعمل على تفتيت العراق واضعاف مركزه ونهب خيراته عبر تهريب نفطه لحسابات العائلة المالكة السرية ، اصبح هذا النموذج  أمل العالم  الحر حسب البيان الكردي .. هذا يذكرنا  بالدعاية الصهيونية وبشعار اسرائيل التي لاتقهر !!!!!!

    ايضا اتصال بايدن في هذا اليوم بالذات حيث اجتماع بعض الاذرع السياسية لداعش في اربيل  ونحن نعرف مخطط بايدن المعلن لمستقبل العراق، الامر الذي يعطي دلالة واضحة عن دور رئاسة الاقليم في تنفيذ المخطط الامريكي للعراق والمنطقة، فضلا على ان بيان رئاسة الاقليم لم يشر من قريب او بعيد للوطن العراقي او الشعب العراقي .. لغة رسمية يصر على تكريسها القائمين على الاعلام في رئاسة الاقليم خارج الاطر الدستورية وخارج سياقات البروتوكولات الدولية المتعارف عليها .. الولايات المتحدة الامريكية نظام فيدرالي، هل يمكن للرئيس العراقي مثلا ان يتصل باحد رؤساء الولايات الامريكية  (الاقاليم) ويتحدث معه عن الشعب (الكاليفورني)  مثلا !!!! اذا اضفنا هذا البيان  الى بعض السلوكيات الامنية والاقتصادية للاقليم، وماحصل  في جامعة كركوك من انزال العلم العراقي وإعتداءات سافرة على الطلبة العرب، هذا الاعتداء الذي لم يشجب من اي طرف سياسي كردي او سني وكأن هنالك اتفاق بين الطرفين على اسقاط هيبة الدولة العراقية ؟؟؟؟؟ كل ذلك يجعلنا  امام نتيجة قاسية مفادها ان العملية السياسية وطوال العقد الماضي لم تنتج الا  ديمقراطية مشوهة ونظام سياسي مسخ ... بدون ملامح ... لم يخلف سوى مزيد من الضعف والانكسار والفساد والخراب ...
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media