محمد الشبوط لـ (الجريدة) هناك إعلام عربي متواطئ مع «داعش»
    السبت 20 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 06:56
    أكد المدير العام «شبكة الإعلام العراقي» محمد الشبوط أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام العربي في مواجهة تنظيم «داعش»، مبيناً أن هناك أصواتاً إعلامية متواطئة مع داعش والإرهاب بصفة عامة، مثمناً دور الإعلام المصري وتطابقه في الرؤى مع نظيره العراقي ضد الإرهاب في المنطقة. وأشاد الشبوط، في لقاء مع "الجريدة" خلال حضوره اجتماعات المجلس التنفيذي والجمعية العمومية للإذاعات العربية، بدور الكويت ووزير إعلامها الفاعل في دعم ومساندة العراق، لافتاً إلى أن هناك تغييراً طرأ على الساحة السياسية العراقية، مما ساهم في وجود ربيع على مستوى العلاقات العراقية- الخليجية- العربية، وفي ما يلي نص اللقاء:

    ● ما دور الإعلام العراقي في محاربة «داعش»؟
    ـــ كما يعلم الجميع يعيش العراق اليوم فسحة كبيرة وواسعة من حرية الرأي والتعبير، وهذا بلا شك ينعكس على الإعلام العراقي الذي يشكل «فسيفساء» متنوعة من القنوات الإعلامية، وبالتالي فإن هذا الطيف المتنوع، رغم اختلافه في أمور وقضايا كثيرة، فإنه يقف على خط واحد في مواجهة الإرهاب.
     وفي ما يخص شبكة الإعلام العراقي التي تمثل الدولة رسميا فهي تقوم بقيادة العمل الوطني الإعلامي لمواجهة «داعش»، مكملة الجانب العسكري الذي تقوده القوات المسلحة والحشد الشعبي وقوات البيشمركة وغيرها من القوات الوطنية التي تنهض بالشق العسكري في مواجهة ذلك التنظيم الإرهابي، كما تنهض الشبكة بالشق الإعلامي التثقيفي في معركتنا ضد «داعش»، حيث أخذت على عاتقها أن تتولى خوض المعركة الإعلامية الوطنية، لذا وضعت خطة تفصيلية منذ حادثة سجن أبو غريب، حيث انطلق العمل في الشبكة بناء على هذه الخطة البعيدة المدى والمتغيرة والمتطورة مع تغير الأحداث على أرض الواقع في العراق.  وقد تم تحديث تلك الخطة عند اغتصاب «داعش» مدينة الموصل، ومازالت الشبكة مستمرة في خطتها، وتفيد المعلومات بأن «داعش» يشعر بضرر كبير مما تقوم به الشبكة، لدرجة أن التنظيم وضع بعض قياديي الشبكة على رأس قائمة الاغتيالات التي تقوم بها لإخافة الإعلاميين الوطنيين الذين يتصدون للتنظيم.

    ● هل يرقى الإعلام العربي إلى مناهضة ما يقوم به «داعش» في العراق؟
    ـــ ربما كان هناك نوعان من الإعلام العربي، نوع يرى نفسه شريكا أساسيا في المعركة ضد «داعش» وضد الإرهاب وهو يواجهها بموقف قوي كما هو الحال في الإعلام المصري لغة وتوجها، والذي يتطابق ربما تماماً مع توجهات الإعلام العراقي، ونحن ممنونون جداً من موقف الإعلام المصري، غير أن هناك إعلاماً آخر ربما متواطئ أو متهادن مع «داعش» ومع الإرهاب، لذا نراه يروج لما يقوم به هذا التنظيم الإرهابي، ويحاول أن يكون ظهيرا له على المستوى الإعلامي، وفي الحالتين نعتبر أن الإعلام العربي المضاد لـ»داعش»سلاحا قويا في مواجهته، كما نعتبر الإعلام المتواطئ سلاحا مكشوفا لا يمكنه التأثير كثيرا على عقلية المتلقي العربي الذي انكشفت له بوضوح حقيقة توجهات «داعش».

    ● طالبتم في اجتماع الإذاعات العربية في الكويت بأن ترقى لغة الإعلام العربي، وتوحد أمام ما يقوم به «داعش»، فإلى أي مدى سيتحقق ذلك؟
    ـــ في الاجتماع السابق للمجلس التنفيذي لاتحاد الإذاعات العربية، والذي عقد قبل ستة أشهر، كنا اقترحنا اتخاذ موقف أكثر قوة وصرامة تجاه «داعش» والهجمة الإرهابية التي يتعرض لها العراق والوطن العربي، وفي هذا الاجتماع في البداية لم نكن راضين عما رأيناه من وثائق وتوجهات الاتحاد بصدد «داعش»، فطرحنا بقوة مسألة أن يتبنى الاتحاد موقفا أكثر وضوحا وأكثر صلابة وأكثر شراسة ضد التنظيم الإرهابي، واستجاب لنا الإخوة، وتم عقد جلسة استثنائية استمرت لأكثر من ساعتين، تم فيها بحث الخطر الذي يشكله «داعش» على العالم العربي، وضرورة أن يواجه هذا الخطر إعلاميا بشكل مدروس.
     وقد أسفرت النقاشات المستفيضة عن توصيات جيدة في التقرير النهائي للمجلس التنفيذي على مدى أكثر من صفحتين ونصف، مما يدلل على أهمية الموضوع، وكان من أبرزها تبني الخطة الإعلامية التي وضعها مجلس وزراء الداخلية العرب، ثم عقد ورشة عمل مطلع العام المقبل لبحث كيفية ترجمت هذه الخطة إعلامياً من قبل الهيئات المنضوية تحت مظلة الاتحاد، إضافة إلى توصية بتوحيد المصطلحات والمفاهيم وطريقة التعاطي مع «داعش» لاعتماده من قبل تلك الهيئات.

    ● من يتحدث مع محمد عبدالجبار الشبوط إعلامياً لابد أن يعرج على السياسة لما له من تاريخ سياسي طويل، فكيف تنظر إلى التغير الذي حدث اليوم على الخريطة السياسية العراقية؟
    ـــ هي تغيرات دورية تحدث في كل بلد ديمقراطي، وهي بالتالي ليست انقلابا بل عمل إجرائي دوري، وفي هذه المرة حمل التغيير بين طياته الكثير من الايجابيات، خاصة على مستوى العلاقة بين الكتل والقوى السياسية المختلفة في العراق وبين الرئاسات الثلاث «الجمهورية والحكومة والبرلمان»، فنحن الآن لدينا حكومة عراقية تمثيلية برئاسة رئيس وزراء مختص وأكاديمي، إضافة إلى أنه سياسي، وهذه الحكومة تحظى بدعم وتأييد كل الكتل والقوى السياسية، كما تحظى بدعم وتأييد المحيط الخارجي الإقليمي والدولي.
    وقد شارك العراق في المؤتمرات لتكوين التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، وانعكس هذا الربيع في العلاقات الداخلية والخارجية على مواجهة «داعش»، إذ تغير ميزان القوى بيننا وبين ذلك التنظيم، والكفة الآن من صالح العراق إعلاميا وسياسيا وأمنيا، حيث استعدنا زمام المبادرة وقد استعدنا 50 في المئة من الأراضي التي اغتصبها ذلك التنظيم، والمعركة متواصلة وستتكلل بالنصر عليه.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media