واقبل عام الفتح..
    السبت 20 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 16:49
    عدي عدنان البلداوي
    اسلم أبو سفيان وقَبِل النبي اسلامه على الرغم من ان في نفسه شيء من نبوّة محمد ..
    واسلمت هند وقبِل النبي اسلامها على الرغم من انها كانت تدور مع بعض نسوة قريش على شهداء المسلمين بعد معركة احد يقطعن انوفهم واذانهم لتصنع منها قلادة تلبسها بدل حليها التي اهدتها الى وحشي ، الذي اسلم هو الاخر وقُبل اسلامه على الرغم من بالغ الالم الذي الحقه بنبي الامة للطريقة التي قتل بها حمزة سيد الشهداء والتمثيل به .. ودخل الاسلام الى مكة وهو يرفع شعار ( اذهبوا فانتم الطلقاء) على الرغم من حصار قريش لبني هاشم ومقاطعتهم وتهجير النبي واصحابه إبّان الدعوة الاسلامية .. وتحطمت الهة قريش على كثرتها واذعنت لإله واحد .. وتمر السنوات الطوال ، واذا بقريش تمر من مرحلة التماثيل الحجرية الى مرحلة التماثيل البشرية من حيث تدري ولا تدري وكأنه ( امر دبّر بليل) ، فبعد ان كانوا متفقين على مئات الالهة ، اختلفوا بينهم وهم يعبدون الها واحدا .. وكانوا يبذلون قصارى جهدهم كي لا يبدر من احدهم ما يغضب الهة من الحجارة ، ثم هم يغضبون نبيهم وقد اجمعوا قبل نبوته على انه (الصادق الامين) و شهدوا له بالخلق العظيم وانه حتى اخر لحظاته بينهم كان يريدوهم ان لايضلوا بعده ، ومع ذلك رحل غاضبا قلقا على امته ..
    وتدور رحى الايام ليشمّر الامير للصلاة ثيابه وهو مقبل على مقاتلة ابن بنت نبي الامة لأنه خرج طلبا للاصلاح في امة جدّه .. وتدور احداث معركة الطف ليجعلوا من دموع نبيهم التي ذرفها تنبؤا لمصير حفيده الصغير ، مشروع حزن ابدي يدمي قلوب محبي محمد ، الانسان ، الصادق ، الامين، النبي الخاتم ، العفو ، الكريم .. وتتعاقب بعد ذلك صفحات التاريخ لتسجل مرحلة معاصرة كان ينبغي لها بتوفر مستلزمات البحث الايجابي ، ان تكون مرحلة وعي وادراك وفهم لمنهج النبي في جانب رسالته الاجتماعي ، فبدلا من (التفكر ساعة خير من سبعين سنة عبادة) كان قوم يقتلون من يخالفهم فهمهم للدين ، ويكرهون الاخر على اعتناق الاسلام او الموت متجاوزين ( لا اكراه في الدين) ، واصبح طول اللحية من دعائم الدين ، وان رافق طولها سكين تذبح رقبة اسير اعزل امر النبي باكرامه ، او اغتصاب امرأة وقتل طفل رضيع بغضا لاسم يحمله .. 
    وقوم اخرين ما بين من اختلطت عليهم الاوراق ، او في حيرة من امرهم لا يدرون بم يصفون ما يحدث  .. أو .. أو..
    يبدو ان المجتمع الاسلامي قد خرج من التاريخ يوم خرج لمقاتلة الحسين في طف كربلاء ، وكل المحاولات التي مرّ بها المجتمع بعد ذلك كانت محاولات للعودة الى التاريخ ..
    اننا اليوم احوج ما نكون الى اعادة قراءة تاريخنا ليس لفهم الاسلام من خلال اشخاص ورموز وصحابة بقدر ما ينبغي ان نفهم اولئك الاشخاص والرموز والصحابة من خلال الاسلام المحمدي الانساني الاجتماعي الخاتم.
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media