مؤتمر أربيل وشعار مكافحة الارهاب
    السبت 20 ديسمبر / كانون الأول 2014 - 22:45
    أبو فراس الحمداني
    كاتب ومحلل سياسي
    كم كنت اتمنى ان تكون احد توصيات مؤتمر اربيل لمكافحة الارهاب مطالبة المناطق والعشائر السنية بتسليم مرتكبي جريمة سبايكر والصقلاوية الى الحكومة  لتقويتها ودعم جهودها في بسط الامن، خصوصا وان المجرمين أعلنوا  باسماءهم  الصريحة وبكل وقاحة عن تبنيهم لهذه الجريمة، كم كنت اتمنى ان تتضمن التوصيات   قائمة حتى وان كانت بسيطة بأسماء  بعض قيادات داعش  من ابناء العشائر، للبرهنة على جدية المؤتمرين في مكافحة الارهاب ورسالة طمأنة واسترضاء للشركاء  في الوطن، ولكن يبدو ان ألهدف الاول للمؤتمرين هو ديمومة الارهاب والاستقواء به على الدولة العراقية الجديدة، والا بماذا نفسر المطالبة بضرب القوة الوحيدة الرادعة للارهاب (الحشد الشعبي) وتجريمها وتحميلها مسؤولية قتل المجاهدين!!! ويبدو ايضا ان  المؤتمر  دخل ضمن  حالة السمسرة التي تعودنا عليها في ممارستنا الديمقراطية الهزيلة ، سماسرة يجيدون ابتزاز الوطن للحصول على مكاسب مالية وسياسية  عبر المتاجرة بمعاناتنا وآلامنا وانتهاك الارهابيين لأعراض الناس واستباحة آدميتهم   ،  ليحولوا كل هذه العذابات الى شعارات  وبيانات معدة  مسبقا من لاعبين كبار ،، من أجل الحصول على دولارات النفط  المشبوهة وسلاح المخابرات الغربية  الذي سيباع لاحقا من قبل بعض المؤتمرين الى (مجاهدي الدولة) برعاية الدول المانحة!!!

    توصيات المؤتمر تعيدنا مرة اخرى الى الاسئلة المشروعة التي تنطلق منذ عشر سنوات من حناجر البسطاء،،،هل  يحتاج الدفاع عن العرض والارض الًى مؤتمر وخطب رنانة؟؟،  هل يمكن لأبناء وطن واحد ان يختلفوا على التصدي لجرائم بمستوى وحشية داعش التي هزت ضمير الانسانية؟؟،،   والسؤال الاهم الذي نتهرب منه ،،، هل هنالك شركاء في الوطن فعلا  ؟؟؟
    هل ثمة خيارات سياسية أخرى تحفظ الدماء وماتبقى من الكرامة!!!

    ولكي لاننسحب الى مساحة من التطرف  ونعمم هذه المواقف على الجميع، لا يمكن  للمظلوم ان يظلم، ونحن نحاسب المواقف، لاننسى ان هنالك من الوطنيين الشرفاء رغم قلتهم، ممن  دافعوا عن المشروع الوطني بأرواحهم  وكانوا رمزا للايثار والتضحية، مهمتنا فضح المتاجرين بالمواقف من اذرع داعش السياسية.

    ابو فراس الحمداني
    firas65firas@yahoo.com
    © 2005 - 2024 Copyrights akhbaar.org all right reserved
    Designed by Ayoub media